سياسية

(الدورة المدرسية) … الطلاب ينثرون إبداعاتهم في أرض (القاش)


تقاطر طلاب وطالبات السودان، من كل حدب وصوب إلى ولاية كسلا للمشاركة في منافسات الدورة المدرسية في نسختها الـ(27)، التي ابتدأت فعالياتها السبت الماضي، ولبس أستاد كسلا حُلة زاهية رسمها طلاب وطالبات ولايات البلاد المختلفة وازدان بمختلف الألوان،

وقد تميزت هذه الدورة التي اختارت وزارة التربية والتعليم: (يلا نعمل للوطن ) شعاراً لها، عن سابقاتها ببعض الإضافات التي دخلت لأول مرة في عرض الافتتاح بتجسيد ثقافات الولايات المختلفة بالرقصات الشعبية التي تعبر عن الثقافات المختلفة، فضلاً عن فقرات تحث على جمع السلاح، كسلا أو»عروس الشرق «لبست حلة زاهية ليلة افتتاح الدورة المدرسية, وأصبحت أكثر توهجاً وتألقاً ولمعاناً بقدوم طلاب الولايات لنثر إبداعاتهم في»أرض القاش»، كل طالب مشارك يراوده شعور بالفوز، ولأجل ذلك تكبد عناء السفر من ولايته. هذا ما شهدناه من تقديم الطلاب لبعض منافساتهم، في مجالات: كرة القدم، السلة، الطائرة، تنس الطاولة، المسرح، الإلقاء الشعري، الغناء وغيرها . إبداعات الطلاب جذبت إليهم أهل الولاية، فتراهم مشجعين في الملاعب ومشاهدين في المسرح، الأمر الذي عدوه، بجانب تشجيع الطلاب، برنامجاً ترفيهياً . حسناً … كسلا أصبحت تدب نشاطاً وحيوية, وتتناغم مع خطوات وإيقاع وفعاليات الدورة المدرسية, والكل أصبح يعمل «كخلية نحل» لإظهار الولاية في أبهى حللها ووجهها النضر وهي تستقبل الدورة المدرسية وطلاب البلاد، وارتفع إيقاع الحياة بصورة كبيرة وانتظمت الأسواق حركة تجارية غير مسبوقة، فضلاً عن نصب عدد من الخيام وسط الأشجار في السواقي الجنوبية لتجسيد ثقافة المنطقة، وتعريف ضيوفها بالموروث الثقافي الذي يتمتع به إنسان الولاية، وقد أحدثت الدورة المدرسية حراكاً كبيراً بالولاية جعلتها»بركاناً للتنمية» في مجال الخدمات التي انتظمتها بصورها كبيرة، من تأهيل كامل لشركات المياه والكهرباء وزيادة في الفصول الدراسية .
جاليات خارجية
وكشف المقرر العام للدورة المدرسية عبد الله علي عبد الله, عن شروعهم في إشراك عدد من الجاليات المختلفة من الدول الخارجية في الدورات القادمة، وجزم بأن الدورة المدرسية ذاهبة لتحقيق أهدافها، ونبه الى أن ما يقدمه التلاميذ يصب في تحقيق شعار الدورة المدرسية “يلا نعمل للوطن”, وما قدم يحمل المضامين الوطنية، وأشار إلى وجود تلاحم كبير من الطلاب في مجال الأنشطة يعبر عن شعار الدورة وتبادل الثقافات بين الطلاب، وأكد إن إشراك عدد من الجاليات الخارجية (الإثيوبية والإريترية والهندية), في البرنامج المصاحب للدورة, يأتي في إطار البعد الخارجي للدورة المدرسية، وأشار إلى متابعتهم اللصيقة للطلاب والدورة المدرسية التي تسير بخطى ثابتة الى نهاياتها، وأكد أن إدارة النشاط الطلابي, تنفذ في برامج مصاحب كبير جداً على كل مستويات الولاية بسبع مسارح جانبية تعمل يومياً، وجزم بأن المسارح الجانبية سوف تصل الى كل محليات الولاية كي يحدث تفاعل مجتمعي عبر المناشط المختلفة .
رعاية رئاسية
وكشف عبد الله, عن رعاية رئاسة الجمهورية للمشروعات الطلابية التي تفوز في مجال الإبداع العلمي، وأكد أن وزير الدولة بالصناعة عبده داؤد وقف على ابتكارات الطلاب خلال مرافقته مساعد الرئيس إبراهيم محمود عند افتتاح الإبداع العلمي، وقال: الصناعة وعدتنا بنقل ابتكارات الطلاب واختراعاتهم ودراستها كي تتبناها، وأكد أن مشروعات الطلاب لو تمت رعايتها, ستسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، وقال الطلاب يعملون بجهد في المنافسات، ويبدعون في مجالات ذات منتوج عالٍ في مجال الصناعة والاختراعات، ونبه الى تدشين برنامج”الغرس المثمر” عبر البرنامج المصاحب، وأكد مشاركة كل ولايات البلاد بأشجار مثمرة تم غرسها على مستوى المدارس .
عكس ثقافات
وأفصح عبد الله، عن عملهم على عكس ثقافات ولاية كسلا من خلال المهرجانات التي تتم للطلاب للتعرف عليها والاستفادة منها، وأكد أن كسلا وفرت البيئة للتلاميذ، فضلاً عن التفاعل الكبير الذي وجدوه من المواطنين، وذكر أن فعاليات الأنشطة الرياضية بضروبها المختلفة, تسير بصورة جيدة، وأوضح أن القرية الثقافية التي افتتحها مساعد الرئيس إبراهيم محمود, تحتوي جملة من الأنشطة.. الفن التشكيلي والقراءة والاطلاع والمطارحة الشعرية والمعارض التراثية وغيرها من البرامج، وأضاف: المساعد وقف على تفاصيل القرية ووجد جملة من الإبداعات تؤكد أن السودان به مبدعون، وكشف عن تصميم طالب من الخرطوم لعمل الجواز عبر الهاتف المحمول، وأكد مشاركة اكثر من “29” من منظمات المجتمع المدني، وأسهمت إسهاماً كبيراً في المحاضرات التوعوية عن “الإيدز والمخدرات “تمت في شكل معارض، وأشار الى وجود معارض للوزارة عن محو الأمية وعدد من المعارض التي تعبر عن كثير من القضايا التي تهتم وزارة التربية والتعليم بمعالجتها .
إجراءات لمنع التلاعب
وجزم رئيس لجنة الإبداع العلمي ياسر عثمان حسن, بأن اختيار لجنة التحكيم يتم بشفافية ومهنية عالية، وقال أتينا بحكام مختصين وذوي خبرة عالية ليعطونا النتيجة الصحيحة لجميع محاور الإبداع العلمي لتكون هناك عدالة في التحكيم، وكشف عن إجراءات فنية جديدة لمنع التلاعب في المشاركات والمشروعات التي تقدم في الإبداع العلمي، ونبه الى أنه في السابق لم يكن تصميم المشروعات يتم بصورة سليمة، وقال يتضح لنا دائماً أن بعض المشاركات يتم إعدادها مسبقاً من أسر الطلاب أو المشرفين أو المعلمين في المدارس, والطالب يشارك بها، وأضاف لجنة التعليم لما تسأل الطالب أسئلة دقيقة في هذا المجال, الطالب لا يستطيع الإجابة لأن العمل ليس من تصميمه، ونبه الى وجود محكمين متخصصين في الهندسة التقنية ولديهم المقدرة على معرفة إن كان العمل من مشاركة الطلاب أم هناك جهة نفذته لهم وترصد الدرجات على هذا الأساس .
مشاركة نزيهة
وأفصح ياسر عن منعهم المشرفين على الطلاب من دخول معامل الحاسوب للمتنافسين في مجال البحث العلمي, منعاً للتلاعب ومساعدة الطلاب، ونبه الى وجود مشرفين من الوزارة يعينون الطالب إذا احتاج الى إجراءات فنية، وتابع ومن أهدافنا “ليس قيمة المادة للبحث العلمي ” وإنما التطبيقات والاستخدام الصائب للحاسوب، وأعلن عن تجهيزهم “36” جهاز حاسوب داخل معمل و “18”جهازاً في معمل آخر، وذكر أن كل الولايات المشاركة كل طالب لديه جهاز خاص للعمل فيه. وأضاف وفرنا في معمل التنافس للحاسوب, كل ولاية لديها جهازان، وجزم بوجود مشاركة نزيهة وشريفة للطالب لتحفيزهم وتشجيعهم على التنافس الحر الشريف، ونبه الى سعيهم مع إدارة النشاط الطلابي لتبني الطلاب المبدعين والطلاب المتميزين في كل المجالات, وصقل مواهبهم وإعداد دورات تدريبية لهم للمشاركة خارج البلاد، وقال نحن نسعى لتطوير الأنشطة غير الصفية للطلاب، وكشف عن تبرع وزير الاتصالات تهاني عبد الله بـ”30″ جهاز لابتوب للطلاب المتميزين، وقال سوف نرصدهم ويتم تكريمهم وإعطاؤهم الأجهزة خلال تكريم اللجنة العليا .
توفير معينات
ونبه ياسر إلى وجود عشرة محاور في الإبداع العلمي منها “تكنلوجيا الأغذية والأعمال اليدوية والمجسمات والحاسوب والبحث العلمي والاختراعات”، وأشار الى وجود اختلاف عن الدورات السابقة من حيث الكم والنوع، واستحداث محاور التحاور “باللغة الإنجليزية والتحدث باللغة العربية والكيمياء التي أضيفت حديثاً للإبداع العلمي”، وكشف عن إلزامهم الولايات المشاركة في محور تكنلوجيا الأغذية بإجراء التجربة العملية داخل معمل الأغذية، وقال وفرنا لهم كل المعينات المساعدة، وأوضح أن الطلاب يشاركون بثلاث مشاركات تتم أمام لجنة التحكيم مباشرة وترصد الدرجات، وأكد ان الأعمال اليدوية للطلاب تتم داخل الغرفة كي تثق لجنة التحكيم أن هذه الأعمال من أعمال الطالب وليس من أعمال المشرفين، وقال نحن نهتم بالإبداع العلمي لأنه يساعد في تطوير الطلاب وتقدمهم، وقطع بأن الطلاب يمتلكون مشاريع لو تم تبنيها من قبل الدولة، لساهمت في الإنتاج ودفعت بعجلة الاقتصاد القومي .