سياسية

يوميات من مرشح الرئاسة لـ 2020 “عادل عبدالعاطي” …

يقول عادل عبد العاطي المرشح المفترض لمنصب رئيس الجمهورية في انتخابات 2020 عبر حملة (سودان المستقبل) إنه قطع حوالى2809 كيلو متر في فترة حسبها بما يعادل الستين ساعة التقى خلالها مع 19 جهة و363 شخصا، وزعم أنهم يمثلون حوالى 190 ألف مواطن وبميزانية 22500 جنيه.
المرشح المحتمل قال في حوار مع (اليوم التالي) في وقت سابق، إن وصوله إلى المنصب في العام 2020 مسألة وقت، فعبد العاطي الذي انخرط في الجبهة الديمقراطية الفصيل الطلابي للحزب الشيوعي السوداني في ثمانينيات القرن الماضي قبل أن يغادره إلى حركة حق رافعاً شعارات الإصلاح وإعادة النظر في الماركسية، حيث لم يطب له المقام هناك وانتهى إلى أن صار رائداً لليبرالية في نسختها السودانية ومتحالفاً مع ميادة سوار الدهب التي تجلس الآن في منصب معتمد الرئاسة بولاية الخرطوم عقب تشكيل حكومة الوفاق الوطني، تبدو المفارقة في أن الرجل الذي ترك الحزب الشيوعي في التسعينيات وجد نفسه تحت سطوة التاريخ حين طابت له الإقامة في بولندا وتحديداً في عاصمتها (وارسو) قبل أن يحط رحاله قبل أسبوعين في الخرطوم مدشناً حملته الانتخابية وبالطبع محملاً بآمال الجلوس في منصب الرئيس في بلاد النيلين.

(1)
لا يخفي البعض سخريته من المرشح المحتمل حين يطلقون عليه مرشح الرئاسة من صفحته بالفيسبوك وهو توصيف يجد ما يدعمه، حيث إن الرجل حول صفحته الشخصية إلى ناطق رسمي باسم الحملة، وذلك من خلال نشره لكافة الأنشطة التي يقوم بها عقب عودته للبلاد، وكان قد سبق ذلك بتأكيده أن الإسفير سيكون له دور كبير في الحملة الانتخابية حيث لا يمكن ان نتحدث عن سودان مستقبل عبر ذات الآليات التقليدية غض النظر عن المواقف الرافضة لخطوة الرجل، فإن الكثيرين يشيرون إلى نقطة مهمة تتعلق بأنه الوحيد الذي مضى بخطوة للأمام وحسم مسألة المشاركة في الانتخابات في ظل عدم وضوح رؤية الآخرين حول ما يمكن ان يجري مستقبلاً وامكانية التعاطي معه من الأحزاب السياسية سواء كانت الحزب الحاكم أو من يرفعون شعارات معارضته والعمل لإسقاطه.

(2)
الخرطوم، عطبرة، بورتسودان، كسلا، القضارف، قرى مهجري سد عطبرة سيتيت، الفاو، مدني، سنار: آلاف الكيلومترات ولا نزال على الطريق. بهذه العبارات كان عبد العاطي يخبر متابعيه والمتضامنين مع الحملة أو حتى الرافضين لها لخطواته في سبيل إنجازها لا يكتفي بتحديد الأماكن وإنما يذهب لإخبارهم بما قام به، ففي بورتسودان مثلاً التقى المرشح المحتمل بأسر شهداء بورتسودان وبعدد من شباب حركة حق، وفي زيارته لمهجري سد عطبرة وستيت يقول ان الناس هناك لا يجدون ماء صالحا للشرب، وأنه لهذه المظالم ان تتوقف. في القضارف يوضح في جلسة نقاشية اهم ملامح برنامجه الانتخابي ويغازل الشعب بامكانية قيام طريق القضارف الحواتة المفازة المسفلت، وفي سنار يناقش طلاب كلية الهندسة حول مشاريع الطاقة ولا يغادر المدينة دون ان يتوقف مع القوات المسلحة في الحامية 265 دفاع جوي سنار لتفقد تأمين الخزان والتعرف على جنودنا وتحيتهم وهم يؤدون دورهم في حماية المنشآت الاستراتيجية.

(3)
لا يبدو السؤال هنا هو ذلك المتعلق بمبررات وجود مدني في مؤسسة عسكرية في ما يتعلق بزيارة عبد العاطي للحامية وإنما يتجه حول الطريقة التي يدير بها مرشح سودان المستقبل حلم وصوله إلى الكرسي في 2020 وذلك عبر السعي الحثيث لكسب ود وتعاطف جماعات ستكون هي نقطة التحول في معركة الصندوق في حال تم الوصول إليها في التاريخ المحدد، حيث تتجه في نقطة أخرى نحو مغازلة أصحاب الولاءات في المجتمع السوداني من رجالات الإدارة الأهلية وشيوخ الطرق الصوفية في زيارته إلى سنار يتجه إلى مايرنو حيث يلتقي علي محمد طاهر سلطان المنطقة، وبالطبع يقضي ليلته في مسيد الشيخ (الصابونابي) ويختمها هناك في ضريح الشيخ فرح ودتكتوك وهو يردد العبارة (إن الصدق ما نجاك الكضب ما بنجيك).

(4)
الحقيقة الماثلة في ما يتعلق بتتبع حراك من يحتمل وجود اسمه وصورته ضمن مرشحي منصب الرئاسة هي نجاح الخمسيني في تحويل الاهتمام بقضية الانتخابات التي لم يحسم بعد الجدل حولها إلى فعل يمشي بين الناس، وبالطبع يرفع وتيرة اهتمامهم بالعملية برمتها وهو ما حدث بالفعل من خلال الخطوات التي اتخذها العائد من (بولندا) ليحرك ساكن الناس في (مايرنو) بسيرة الانتخابات الامر هنا لا يتوقف عند الناخبين المفترضين في حال أكملوا إجراءات تسجيلهم في مرحلة السجل الانتخابي كأحد مطلوبات وضع اليد في الصناديق المنتظر الوصول إليها بحلول العام 2020 وهي الخطوات التي يراها البعض محاولات لدعم خيارات السلطة في جعل الانتخابات الخيار الوحيد في تحديد المستقبل المرسوم وفقاً لما يريده المؤتمر الوطني، وهو ما دفع برئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض عمر الدقير لاتهام المتهافتين على الانتخابات بأنهم ينفذون أجندة المؤتمر الوطني بالنسبة لرافضي خيار الانتخابات فانهم ينطلقون من نقطة عدم توفر مقومات شفافيتها والمساواة فيها ويتناقض ايضاً مع الرؤية المعارضة في سبيل إنجاز هدفها المعلن إسقاط النظام، وهو ما يرد عليه عبد العاطي بسؤال يحمل سخريته بين حروفه (ما الذي فعلته المعارضة في ثلاثين عاماً؟) اجابة لا شيء هي ما دفعته ليخطو في طريقه الذي حدده فهو الآن بحسب ما يقول ويقول مناصروه يوقد شمعة في ظلامات الممارسة السياسية في الماضي.

(5)
لا تنتهي يوميات الرئيس المحتمل حيث يعلن أمس ان إلغاء قانون النظام العام سيكون هو اول قرار سيتخذه بعد توليه السلطة، يمضي أكثر حين يحدد توقيته بعد ساعة من إعلان فوزه بالمنصب، لكن الامر ذاته لا يخلو من تناقض ففي اوقات كثيرة يردد عبد العاطي سؤالاً مفاده هل سيقبل الوطني تسليمه السلطة في حال حصوله عليها بالأصوات؟ بالامس يمضي مرشح حملة سودان المستقبل برفقة عدد من مناصريه إلى مباني استعلامات جهاز الامن والمخابرات الوطني للسؤال عن الموقوف. رضوان داود احد منسوبي حزب المؤتمر السوداني والطالب نصر الدين مختار وهي خطوة أخرى تصب في صالح الحراك الكبير للمرشح وفي اتجاهات متعددة من أجل العمل على حصد أكبر عدد من الاصوات بناء على مواقفه خصوصاً وانه في وقت سابق كان قد دعا مكونات المعارضة لدعم ترشيحه في مواجهة مرشح المؤتمر الوطني الذي لم يعلن بعد. وفي هذا السياق، فان حملة سودان المستقبل أعلنت دعمها غير المشروط لقائمة تحالف المحامين الديمقراطيين في انتخابات النقابة.

(6)
عقب وصوله إلى السودان من بولندا كانت مجموعة من المناصرين تستقبل المرشح الرئاسي في مطار الخرطوم وهو يدشن حملته الانتخابية التي تأتي على غير العادة مبكرة وقبل عامين من الانتخابات وفقا لما تنظمه القواعد الدستورية بدا القانوني وكأنه في سباق مع الزمن وهو يسعى لقاء مجمل الفعاليات السياسية والاجتماعية والمؤسسات التي لها ارتباط بتقديم الخدمات، وصل إلى مناطق مختلفة ولم ينس وقتها ان يخلع عنه رداء الليبرالي ويتوشح القومية في سبيل تحصيل اكبر قدر من الداعمين له في مايرنو وتحت قبة الشيخ الصابونابي، وقريباً من ضريح الشيخ فرح ودتكتوك وبين طلاب هندسة سنار وفي دار المحامين بشارع 61 بالعمارات وامام مقر استقبال جهاز الأمن والمخابرات الوطني، فيما سيعود الرجل إلى وارسو محملاً بالسؤال هل ستساهم هذه الخطوات في حمل صاحبها إلى القصر أم ما يجري لا يعدو سوى كونه يوميات (حالم) بالرئاسة سيستيقظ على واقع مغاير تماماً؟.

اليوم التالي.

تعليق واحد

  1. الراجل قال ليبرالي
    قلنا خير البلد فعلا تحتاج لرجل صاحب فكر ليبرالي…
    واستبشرنا خير وقعدنا ننتظره يطل علينا وأول ما طل تحدث عن نقد الله يرحمه وفاطمة احمد ابراهيم الله يرجمها وثلثهم بقرنق..
    السؤال ما علاقة نقد وفاطة بالليبرالية…. أو بالأحرى ما علاقة الفكر الشيوعي بالليبرالية….
    الشويعية هي أعدى أعداء الليبرالية…
    ولا أنا غلطان…
    زول يصلحني بالله..