والقهوة.. في دانقة البوني
أستاذ البوني..
> نوشك أن نبدأ حديثنا هذا/ وسوف تعرف لماذا/ بسؤالك
(يا زميل أرجوك قل لي بكل صراح
النسيم يشفيني أم يزيدني جراح)
>…
> أونبدأ حديثنا هذا بسؤالك عن (البون).. ما هو..
> ونشرح.. ومن الشرح أن المذهول تتعلق عيونه بأول شيء تقع عليه عيونه في لحظة المصيبة.
> وهذا نشرحه بقصيدة (فدوى طوقان).. القصيدة ترسم كيف أن الحبيب حين يسمع وفاة حبيبته تظل عيونه معلقة بخيط عنكبوت كان أمامه..
> وناس علم النفس يفسرون هذا
.. أو نبدأ حديثنا هذا بالإشارة إلى أن البوني حديثه .. كتاباته.. شيء مثل قهوة الحبوبات ساعة المغرب.. والقهوة هناك مرة.. حارقة.. سوداء.. لذيذة مرفوضة يرشفها كل أحد
> والأنس هناك له صفات القهوة هذه ذاتها..
> أو نبدأ حديثنا هذا بالحديث عن (الإدمان)
> والحديث عن الإدمان ما يأتي به هو حديث الرئيس الأسبوع الماضي عن أن بعض البنوك تمارس (الربا) وتغطيه بعمامة إسلامية
> عندها.. عند حديث الرئيس.. نستعيد إدمان يسمى (التعوّد)
> وإدمان التعوّد إدمان تعرفه وتعرف أين وصل إن أنت قرأت مقدمة صحيح الإمام أحمد بن حنبل فمن يكتب المقدمة هذه يحدث عن (قضاة يصلون.. ويقيمون الليل ويدمنون التسبيح والتهليل.. فإذا جلسوا للقضاء لا يعرفون عندها إلا القانون الهندي وشروحه السويسرية و.. و) والإسلام ساعتها تحت شجرة يكرع الرياح في الخلاء البعيد
> إدمان..
> والبلد كلها والأمور كلها والناس كلها ما يقتلهم هو التعوّد هذا.. هو الإدمان.. هذا
( أهل البنوك الذين يشير إليهم حديث البشير.. قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون.. حتى إذا جلسوا في مكاتبهم في البنوك اكلهم التعوّد.. ما اعتادوا عليه من إدمان وهو شر من إدمان كل المخدرات).
> وأهل البنوك وأهل القضاء .. وأهل كل شيء ما يكتف سيقانهم هو الإدمان هذا
> فالناس كلهم.. كلهم.. كلهم.. مخلصون في حل المشاكل .. حراص عليها .. جادون في الحلول لكن
> في سطور قادمة من حديثنا هذا تجد شيئاً يرسمه علم النفس عن الجمع بين الإخلاص.. للهروب من المشاكل.. وبين التعوّد الذي يصبح حبالاً تمنع الهروب
> ويرسمون فأر التجارب.. ففي المعامل.. الفأر يضعونه في صندوق له عشرة أبواب.. لكنهم يضعون له الطعام خلف باب واحد بعينه إذا فتحه وجد الطعام.
> ويوماً يغلقون هذا الباب والطعام خلفه.
> والأبواب الأخرى مفتوحة يستطيع أن يخرج منها للطعام.. لكن الفأر يظل يدق الباب المغلق/ حسب ما تعوّد/ حتى يموت هناك
> النفوس بعضها.. عند التعوّد تفعل هذا
(2)
> والخوف يا بوني.. الخوف من زهجك ومن زهج الناس من المقدمة يجعلنا نقطعها.. وندخل في الموضوع.. فأنت الساخط الهادر والشاكي تسأل عن الشعوب التي تقتل نفسها..
لماذا
> والخوف.. الخوف من زهج الناس يجعلنا.. حتى لا نشرُّ الحديث نقف عند السودان
> فالخراب عندنا عنوانه هو .. الانفجار والقتال والموت
> ونحن.. رصيدنا من الانفجار بعضه القليل هو (وفي العاصمة فقط)..
>1953 مذبحة الأنصار 1958 مذبحة الجنوبيين (بعد أن خرجوا من المكتبة القبطية يقتلون الناس.. حين جاءت إشاعة أن سانتينو دينق قتله الشماليون)
>1970 مذبحة الشجرة أمدرمان
> 1971 مذبحة الشيوعيين ومذبحة بيت الضيافة
> 1976 مذبحة الجبهة الوطنية من ليبيا
> 2008 مذبحة خليل إبراهيم
> و..
> وفي الأقاليم مذابح التمرد جنوباً ومذابح التمرد غرباً
> و.. جنون؟!..لا..
> وكلمة (لا) هذا تفسرها ملاحظة صغيرة هي
> ملاحظة أن مذبحة 1976 يصنعها القذافي.. ليست سودانية
> مذبحة بيت الضيافة صلتها بالخارج شيء.. مثل حكاية الطائرة العراقية التي اسقطت والتي جاءت لدعم انقلاب هاشم العطا
> ومذبحة خليل صناعة مصرية/ تشادية
> و..
> المذابح ليست سودانية (والربيع العربي الذي يرفضه السوداني)
> لكن.. ما يذبح السوداني هو شيء آخر.. غريب جداً
> ما يذبح السوداني هو أن (العقل السوداني يربط في وتد الستينات)
> وفي الستينات كان الشعور العام هو أن الثورات والانتفاضات والخرابات أشياء تهدم الحكومة فقط .. وأن المجتمع يبقى سليماً.. يأكل الفول ويغني مع وردي ويشهد هلال مريخ
> والمفهوم هذا ما يشفيه (الآن) هو مشاهد العالم العربي الذي تتحدث عنه يا بوني
> شاهد الخراب الذي لا يتصوره عقل.. وسوريا خراب واليمن خراب.. وليبيا خراب و..
> الآن الخراب ليس شيئاً يصيب الحكام والحكومات عند الثورات
> الآن الثورات تديرها أصابع أجنبية دقيقة بحيث تصبح شيئاً يمسح خمس دول بالمدفعية .. ويجعل أهلها من لم يمت منهم بالمدفعية والطيران مات في البحر وهو يحاول أن يصل أوروبا ليجد الرغيف.. مجرد الرغيف.
(4)
> البوني..
> ننفجر لأننا…
> هل تعرف لماذا لا يبكي من يسمع موت حبيب له وهو بعيد عن الأهل.. ثم ينفجر يبكي بعنف مجنون حين يلقى الأهل عند عودته؟
> ينفجر لأنه يلقى من يحمل من المواجع مثل ما يحمل هو
> ونحن يا دكتور ننفجر الآن لأننا نجد من يحمل من المخاوف والألم والجنون مثل ما نحمل
> كل هذا.. مثل ما نحمل
> وكل هذا.. حتى الصراخ هذا والجري هذا.. أشياء ليست هي ما نريده
> ما نريده يا بوني هو أن (نكف.. نكف.. نكف) عن الصراخ والجري والشكوى.. و(ذلك) كما يقول كتاب (العرضحالات) وذلك بأن نستبدل كل هذا بشيء صغير.. هو..
> أن نفكر.. وأن نستبدل وأن نعاين في المرايا وأن نكشف الدمل المنوسر في عقولنا وأن نسأل (لماذا نحن مصابون بهذا) وأن نوقف الشرب من نهر الجنون هذا
> وأن .. نعيش في عالم اليوم.. و
BACK TO THE DRAWING BOARD
(7)
> بوني..
> الليلة نطلق الحديث.. نطلقه على طول ذراعنا.. وعلى أهل الصفحة الأخيرة في «الانتباهة» أن يشوفوا ليهم بلد..
> وحدث صاحب الحانة ينزل لي الراية
> ونكتب ونشرح لأننا (قنعنا من أن يفهم الناس بالإشارات).. و(حدث صاحب الحانة أن ينزل لي الراية) هي صلاح أحمد إبراهيم.. حين أراد أن يطلق حديثاً طويلاً و(الجملة) هي ذاتها جملة (هتاك غايات التجار) ومعناها أن العربي زمان حين يدخل على صاحبة الإنداية يجعل صاحبة الإنداية تنزل الراية لأنه قد اشترى كل ما عندها من خمر
> (والغاية) هي الراية
> ونشرح .. والترابي / الذي هو الترابي.. أفصح خلق الله/ كان يعود للقاموس طوال حياته
> ونحن ننزل الراية لأننا نريد أن نشرح
> فالناس.. كل الناس .. كل أحد يظن أنه فاهم.. فاهم
> وهكذا يهلك.. وهذه من الأوتاد في سيقاننا التي تجعلنا (نسف حب الخمخم)
> نشرح يا بوني نشرح
> ومن يصرخ عن (حرية التعبير) مثلاً لا يخطر له أن حرية التعبير شيء لا يعني أن ما يقوله هو الصواب
> ونشرح أن القانون الذي يعطي رخصة لعربتك التي تنطلق بسرعة مئتي ميل في الساعة هو ذاته القانون الذي يعتقلك إن أنت أطلقت العربة هذه بسرعة مائة ميل في الساعة.
(8)
> حرية.. حرية.. وتحذير من (وتد) نقول إنه يربطنا بعالم الستينات.. وحرية مثلها مثل ترخيص العربة أعلاه..
> لكن .. (الحرية) التي نعرفها و(العبودية) التي نعرفها كلها شيء بسيط ليست له خطورة عبودية أخرى
> العبودية التي تقتلنا عمرنا كله دون أن نشعر بوجودها .. دون حتى (الشعور) بوجودها شيء آخر
> وخذ..
> دكتور.. في المحكمة.. كل محكمة القاضي يجلس.. مدبجاً بالبدلة والكرافتة.. والمحامون أمامه أكثر غوصاً في البدل والكرافتات.. وكل شيء.. سليم.. منظم صاح.. عندك.. في شعورك
> لكن.. دكتور .. هل تستطيع أن تتخيل الدهشة عندك والشعور بعدم الارتياح والشعور بأن هناك شيء خاطئ.. إن أنت رأيت القاضي في جلباب.. والمحامين أمامه في الجلابيب؟!
> شيء مثل ما حكيناه عن عبودية القاضي أعلاه للقانون الهندي.. هو ذاته ما يصيب ويسوق حتى مشاعرنا.. شيء يستعبدنا تماماً.. دون أن ننتبه للعبودية هذه
> دكتور..
الشعوب عندنا.. كما تقول في حديثك الثلاثاء الماضي وكما تقول الأحداث.. الشعوب عندنا الجرح المنوسر فيها.. في مشاعرها في أعصابها.. في عقولها في دينها هو ما يجعلها تفعل ما تفعل
> فنحن يا دكتور نقتل نفوسنا لأن
: الملابس عندنا.. ليست مسلمة
> الأغنيات عندنا.. ليست..
> الآداب عندنا ليست..
> هندسة المنازل عندنا ليست..
> أسماء المتاجر في أسواقنا ليست..
> مقاييس الظرف والاستظراف عندنا ليست..
> مقاييس كل شيء عندنا ليست..
> البوني.. نتوقف لأن ست الإنداية تلقي بنا خارج الإنداية بعد أن سمعت حديثنا هذا
> ومن (الطاقة) يا دكتور.. وأنت تعرف الطاقة ..
ندخل رأسنا لنصرخ بضرورة.. ضرورة أن نعود إلى تربيزة الرسم لنعيد رسم كل شيء.. نرسم لنعرف كيف نعالج السودان
ونعيد تفسير كل شيء وفهم كل شيء
> نعيد رسم أعصابنا.. أعصاب فأر التجارب.. ونقلع سيقاننا من (الوتد) وندخل من الأبواب المفتوحة
> ونلطم النظريات الاقتصادية .. عندنا غيرها.. والقوانين الإنجليزية .. عندنا غيرها.. والعادات الاجتماعية.. عندنا غيرها
> و..
> البوني..سنوات ونحن نشهق لنقول هذا
> ونجد أن الناس إن أنت لم تعطهم (الشمة) رفضوا كل ما تقول
> نتوقف لأن صاحبة الإنداية أغلقت الطاقة.
إسحق فضل الله
الانتباهة
في امسيه نادره تلاقينا ومشينا السوق وفي الطريق طرح سؤال عن الموج الأزرق عندما تداخلت أفواج الشعب في الاستاد وكان هنالك طفلا يحبو وبجواره خروف ابيض في ساحه الكلاكله اللفه عندما اجتمعت نساء الحله وتشاورو واشارو الي واجب ان يتعاونو في بيت السمايه وبالمناسبة بيت السمايه ده مطعم في بري فيه أكل طاعم جدا وإذا رفض القوم ففاطمه الإنقاذ خير بديل وخاصه أنه طن الأسمنت سعره في نزول اما حطب الدخان فما زال سعره ثابت في ابروف والبرد شديد هذه الأيام كوبري ألمك نمر أصبح مزدحما حتي يبيع الجنوبي الثياب في شارع الجمهوريه ليلا وامتلأت شوارع الخرطوم ماء ونحن مازلنا نراقب طعم التسالي أصبح مالحا وشركه زين أفضل منها اريبا والحيره في سوداني …سوداني في جزر السيشل وجدوهو غارقا في بار لايبيع النبيذ بالكريديت كارت وعيون الأمن مكحلة بالسواد وله الرحمه سيف الدسوقي وعندما غنى مصطفي وقال ماذنب جلد الطار لو غنو بيه شتر( في ضمه في الشين )اه رايكم شنو انا ولا إسحاق هذا ؟؟؟؟؟؟؟ وبالمناسبه ممكن كل يوم اجيكم بي زي ده .
اسحاق طبعا!
اسحاق متوسط السطر عنده حوالي 7 كلمات، وإنت راصي لينا خرمجاتك كلها في سطر واحد. اعد وقابلني!
المدهش إنك تلقى زول زي الأخ المعلق من الفيس بوك فوق، هذا هو تعليقه
“كلام عمالقة وفهم عميق أطال الله فى عمرك يا أستاذنا الرقم”
مما يذكرني بكلام حواريي الترابي أن كلامه لا يفهمه إلا ذو حظ عظيم.
بالنسبة لي كزول ساكت، فأنا كنت أرى كلام الترابي مشتت وركيك (بغض النظر عن المعاني التي يقصدها)، وكلام اسحق يبدو كقصة قصيرة ردئية مشتتة في سطور كثيرة لملء فراغ الجريدة.
المهم، أنا اؤمن بحرية التعبير، لهذا من حق اسحق أن يكتب هذه الهرطقات المذبهلة، ومن حق الأخ أن يقول أنها موجهة للعمالقة وليس لأمثالي من الناس الساي، أخيرا من حقي أن أقول أن البلاغة في ايصال المعنى، وأن كلام اسحق مجرد “هراء كالكلام بلا معاني” كما قال الحكيم.
بصراحة أنا بقرأ مقالات اسحق في بعض الأحيان كنوع غريب من الترفيه، لكني لا أكثر منه.
يخربني كان فهمت حاجة من الخرمجة دي
اضحك مع??
!!!!! التطوير الاداري !!!!!!!!
كانت هناك نملة مجتهدة
تتجه صباح كل يوم إلى عملها بنشاط وهمة وسعادة
فتنتج وتنجز الكثير
ولما رآها الأسد تعمل بكفاءة متناهية دون إشراف
قال لنفسه:
“إذا كانت النملة تعمل بكل هذه الطاقة دون أن يشرف عليها أحد
فكيف سيكون إنتاجها
لو عينت لها مشرفاً؟
وهكذا قام بتوظيف
الصرصور مشرفاً عاماً
على أداء النملة ً
فكان أول قرار له هو
١. وضع نظام للحضور والانصراف
٢. توظيف سكرتيرة لكتابة التقارير
٣. عين العنكبوت لإدارة الإرشيف ومراقبة المكالمات التليفونية
إبتهج الأسد بتقارير الصرصور وطلب منه تطوير هذه التقارير بإدراج :
أ. رسوم بيانية
ب. تحليل المعطيات
لعرضها في إجتماع مجلس الإدارة القادم
فاشترى الصرصور
١. جهاز كمبيوتر
٢. طابعة ليزر
٣. عيَّن الذبابة
مسؤولة عن قسم نظم المعلومات
كرهت النملة المجتهدة
كثرة الجوانب الإدارية في النظام الجديد
والاجتماعات التي كانت تضيع الوقت والمجهود
وعندما شعر الأسد بوجود مشكلة في الأداء قرر
١. تغيير آلية العمل في القسم
٢. تعيين الجرادة لخبرتها في التطوير الإداري
فكان أول قرارات الجرادة
١. شراء أثاث جديد
٢. شراء سجاد من أجل راحة الموظفين
٣. تم تعين مساعداً شخصياً لمساعدتها في وضع الإستراتيجيات التطويرية وإعداد الميزانية
وبعد أن راجع الأسد تكلفة التشغيل وجد أن من الضروري تقليص النفقات وتحقيقاً لهذا الهدف عيّن البومة مستشاراً مالياً
وبعد أن درست البومة الوضع لمدة ثلاثة شهور رفعت تقريرها إلى الأسد توصلت فيه إلى أن القسم يعاني من تكدس العمالة الزائدة.
فقرر الأسد فصل النمله !!
سفسطة ساي