رأي ومقالات

على الحزب إقناع حكومته بضرورة تقديم (السبت)، لتجد عند المغتربين (الأحد)

رسوم رهائن ..!!
:: الدكتور حسن أحمد طه – رئيس القطاع الاقتصادي بالحزب الحاكم – يطالب حكومته بالاستفادة من تجارب المغرب ولبنان وأثيوبيا لجذب أموال المغتربين، موضحاً أن السياسات الجديدة بشأن تحويلات المغتربين سوف تكون حافزاَ ودعماً لسد الفجوة في الميزان التجاري.. وما يسميها رئيس القطاع الاقتصادي للحزب الحاكم بتجارب المغرب ولبنان واثيوبيا هي المسماة – في كل دول العالم الثالث والأخير – بالحوافز.. وكما تعلمون، فالحوافز التي تقدمها الحكومة في بلادنا للمغتربين هي الرسوم والضرائب والأتاوات و سوء المعاملة في منافذ الدول والخروج ..!!

:: نعم كما فشلوا في إستغلال وإدارة كل موارد البلاد، فان هذا المتحدث واخوانه – بالقطاع الاقتصادي للحزب و الاجهزة الاقتصادية بالحكومة – فشلوا أيضاً في إستغلال وإدارة أموال المغتربين لصالح البلد والمغترب.. فالمغترب السوداني لم يجد من حكومته غير الخداع ثم نهب حصاد غربته بالرسوم والضرائب والجبايات تارة ثم بالمشاريع الفاشلة تارة أخرى .. وعلى سبيل الخداع، بعد قرار التعيين، كان حاج ماجد سوار، الأمين العام السابق لجهاز تنظيم شئون السودانيين بالخارج، قد وعد المغتربين بتقديم ما أسماها بالحوافز ..!!

:: (18 حافز)، كما عددها في إحدى الورش ذات الصلة بالمغتربين، ولم يفصح عن تفاصيلها.. فأنتظر المغترب هذه الحوافز أو نصفها أو ثلثها أو حتى ربعها..ومنذ تلك الورشة، و إلي يوم هذه (الزنقة)، لم يتم تقديم أي حافز من كل تلك الحوافز ( 18) .. فالثقة كانت ولا تزال مفقودة – تماماً – بين المغترب والحكومة، وهذه هي الأزمة الكبرى .. وكان على القطاع الاقتصادي للحزب أن يفعل شيئاً – قبل عقود – لصالح ميزانية حكومة تشكي فقرها لطوب الأرض، وذلك بإستقطاب مدخرات المغتربين عبر المصارف.. قبل عقود، و ليس في (وقت الزنقة)، أي بعد أن فقدت الحكومة الأمل في كل الموارد والقروض .. !!

:: ولن تعود ثقة المغترب بتعليمات الحكومة ولا بأماني القطاع الاقتصادي للحزب .. وعليه، إن كان القطاع الاقتصادي للحزب صادقا خدمة المغترب، وراغباً في إعادة ثقة المغترب إلى الحكومة، فعليه أن يكون (عملياً)، وليس حالماً أو مخادعاً بالحوافز غير المنطقية ( كماً وكيفاً).. على الحزب إقناع حكومته بضرورة تقديم (السبت)، لتجد عند المغتربين (الأحد)..وعلى سبيل المثال، ما يدفعه المغترب في منافذ السفارة والجهاز – ضرائباً و رسوماً و زكاة – لا تقابله الحكومة في الداخل بأي نوع من أنواع (الوفاء).. بل تنتظر قدومه في الميناء والمطار لتطالبه بالمزيد (جماركاً و رسوماً)..!!

:: ليس لهم في الخطط السكنية (نصيب)، بحيث لا يستغلهم التجار والسماسرة.. ولا في بعض الإعفاء الجمركي (نصيب).. ولا في إدخال مركباتهم المستعملة بلا متاعب (نصيب)..ولا في إعفاء طلابهم من الرسوم الفلكية في الجامعات العامة (نصيب)..ولا في مشاريع استثمارية كتلك التي ينالها المستثمر الأجنبي مجانا (نصيب).. لاحوافز غير أن يدفع بالخارج (مكرها)، ثم بالداخل (ضعفاً).. حتى الأنعام تًرعى نظير (حليبها)، ولكن المغترب (يُحلب فقط)، بلا رعاية.. ولن تنفذ الحكومة تجارب الدول التي جذبت أموال المغتربين، فليقترح لها رئيس القطاع الاقتصادي بالحزب (تجربة أخرى).. والتجربة التي تليق بالنهج الحاكم هي القبض على أسرهم وأهلهم بالداخل ثم حبسهم لحين سداد المغتربين ( رسوم رهائن)..!!

الطاهر ساتي

‫5 تعليقات

  1. غايتو يا استاذنا كفيت ووفيت ربنا يجزيك عننا كل خير نحن معشر المغتربين

  2. والله وبالله لو اتجهت الحكومة للشعب لاخذ رايه في ما يتوجب فعله لوجدته السند والعضد فكم من خبير ومفكر ووطني صادق تنحى جانبا بسبب سياسة التمكين الغبية وتغليب مصلحة الافراد على مصلحة العامة ….مرة واحدة ختوا الكورة واطة وابدوا مرحلة جديدة فلا المغترب يفرح بما آل اليه الوضع ولا المواطن المغلوب على امره

  3. للأسف وإن قدمت الحوافر فقد تأخرت كثيراً لأن أوضاع المغتربين في دول المهجر وخاصة دول الخليج لم تعد مثل السابق

  4. كلامك جميل يا أستاذ الطاهر … وضعت أصبعك فوق الجرح ولكن ياخسارة بعد فوات الأوان … وشكراً لك الأخ حامد فقد لخصت جزء بسيط من معاناة المغترين (بس نسيت ياحامد تذكر لما ناس الضرائب فى الجهاز كانوا يختو المصحف عشان تحلف عليه إنت شغال شنو وعلى ضوء حليفتك يقرروا ليك الضرائب والجبايات الأخرى ) نعم ياطاهر كلامك جميل ولكن خلاص إنتهى الموضوع ياطاهر غالبية المغتربين فى السعودية (وأظنهم السواد الأعظم) خلاص حزموا أمتعتهم إستعداداً للعودة نسبة للأوضاع الجديدة فى السعودية وهنا حقو تكلم ناس الحكومة ديل ياطاهر جاء دورك لتقدمى للمغترب ولو جزء يسير مما قدمه ولم يبخل به يوماً على وطنه