أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

الرئيس السوداني: حنجر الدولار لمن الاقتصاديين يقولوا كفاية.. ما هو السعر المناسب للصرف؟


شدد الرئيس عمر البشير على الاستمرار في الإجراءات الاقتصادية لتخفيض سعر الدولار وقال:”خلال يومين الدولار نزل 10 جنيهات وحنجروا لمن الاقتصاديين يقولوا كفاية”.

في الأثناء أشارت مصادر صحفية إلى تواصل الحملات الأمنية على تجار العملة في قلب الخرطوم في سياق حزمة من الإجراءات التي قادت لتراجع الدولار في السوق الموازي بعد أن وصل سعر الدولار نهاية الأسبوع الماضي إلى 42 جنيهاً كرقم قياسي.

السعر المناسب
قد لا يدرك الكثيرون أن انخفاض الدولار بشكل كبير سيكون له تأثير سلبي على صادرات السودان الأمر الذي يستدعي التعامل بحكمة مع سعر الصرف حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.
يقول الخبير الاقتصادي د. عادل عبد العزيز إن السعر المناسب للعملة السودانية مقابل الأجنبية يجب أن تحدده معادلة تدخل فيها الكثير من المتغيرات أهمها القيمة التنافسية للسلع السودانية في الدول التي تستقبل الصادرات السودانية، مضيفاً:”من المهم مهم جداً بالنسبة لنا ألا نضع سعراً يتسبب في كساد الصادرات السودانية”.
من جهته يرى أستاذ الاقتصاد د. محمد الناير أنه وفقاً للظروف والمعطيات الحالية فمن المناسب ألا يقل سعر الصرف الرسمي عن 20-25 جنيهاً وفقاً لترتيبات تجعله معادلاً لسعر السوق الموازي بشكل تنتفي معه الحاجة له.

انتكاسة صرف
لكن تجار السوق الموازي يراهنون على أن ارتفاع الجنيه مقابل الدولار سيكون مؤقتاً وسيعاود الانخفاض مجدداً، خاصة بعد رفع البنك المركزي السعر التأشيري للدولار من 18 جنيهاً إلى 30 جنيهاً.
يقول أستاذ الاقتصاد د. محمد الناير إن استقرار سعر الصرف يرتبط بقدرة البنك المركزي على توفير العملات الصعبة في التعاملات المختلفة، ويشير الناير إلى أن التوقعات المنطقية كانت تنبئ عن تدرج المركزي في رفع السعر التأشيري إلا أنه قفز بشكل كبير من 18 جنيهاً إلى 30 جنيهاً وهو أمر ينبغي ألا يحدث إلا في حال قدرة البنك المركزي على تلبية حاجة السوق من العملات الصعبة.

ويضيف الناير ينبغي على البنك المركزي في هذه المرحلة أن يتدرج في خفض السعر التأشيري وصولاً إلى نحو 25 جنيهاً إلى جانب اتخاذ حزمة من الإجراءات لتخفيض السعر بشكل موازٍ في السوق الأسود.
في مقابل ذلك ثمة من يرى أن انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه مرده في الأساس للإجراءات الأمنية الأخيرة إلى جانب إجراءات غير معلنة من المصارف بتحديد سقوفات لسحب السيولة، في محاولة لسيطرة الجهاز المصرفي على الكتلة النقدية في محاولة لاستقرار سعر الصرف.
يقول الناير إن الإجراءات الأمنية لن تكون مستدامة وعلى البنك المركزي استغلال صدمة السوق الموازي لزيادة تدفقات النقد الأجنبي، مضيفاً:” المعالجات يجب أن تكون بالسياسات فيما تكون الإجراءات الأمنية مكملة”.
الملاحظة الأساسية أن الإجراءات التي اتخذها المركزي مؤخراً لا يمكن أن توصف بالاستدامة، لا سيما وأن الأزمة الاقتصادية نتاج لعدد من الأسباب أولها عدم التوازن بين الإنتاج والاستهلاك في الاقتصاد الكلي الناتج عن التوسع المستمر عبر الموازنة العامة للدولة في الإنفاق الحكومي التشغيلي غير الداعم للنمو، الذي زاد بأكثر من 100% منذ انفصال الجنوب إلى جانب الصرف خارج الموازنة على الجوانب العسكرية والأمنية.

حلول ناجعة
استقرار سعر الصرف على المدى الطويل يرتبط بشكل أساسي بزيادة الإنتاج والصادرات وتدفق الاستثمارات الأجنبية، وهو أمر لن يأتى بين عشية وضحاها ولكنه يستدعي بدء إجراءات فورية تؤتي أكلها لاحقاً.
يقول الخبير الاقتصادي د. عادل عبد العزيز إن استقرار سعر الصرف لفترة طويلة يعتمد على قدرة البنك على التحكم في نطاقات السعر ضمن سياسة سعر الصرف المرن المدار. هذه القدرة تعتمد بالدرجة الأولى على مقدار الاحتياطيات التي يملكها بنك السودان المركزي. وتأتي الاحتياطيات من مصادر ثلاثة الأول هو عائدات الصادرات، والثاني هو تحويلات المهاجرين، والمصدر الثالث هو القروض والمنح والهبات.

من جانبه، يقول المحلل الاقتصادي د. هيثم فتحي إن ضمان استقرار سعر الصرف يتطلب الرفع من نسبة النمو الاقتصادي، وتخفيض نسبة عجز الميزانية، والتحكم في التضخم باعتماد إجراءات صارمة ومستمرة وثابتة وليست ظرفية، وخفض الإنفاق الحكومي وربط الإنفاق بالنتائج، إلى جانب محاربة الفقر والبطالة عبر تبني سياسات اجتماعية تستهدف الفقراء والطبقة الوسطى لتفادي الاحتجاجات في حالة اندلاع الأزمات”.

ويشير فتحي إلى أن نجاح تجربة تحرير سعر الصرف في دول كالصين والهند كان رهيناً بالقدرة التنافسية من حيث الإنتاج والتصدير ما يعزز الإقبال عليها خارجياً ومحلياً ويجذب الاستثمارات الأجنبية نتيجة انخفاض سعر العملة المحلية.
من جهته، يقول الخبير الاقتصادي د. محمد الناير إن حال الاقتصاد السوداني لن ينصلح إلا بأربع معالجات أساسية تتعلق اثنتين منهما بالمدى الطويل برفع الإنتاج والإنتاجية عبر التركيز على التوسع الرأسي وهو ما يحقق هدفين أولهما خفض تكلفة الإنتاج (ميزة التنافسية وزيادة الصادرات)، وثانيهما إحلال الواردات وهو ما يخفض فاتورة الاستيراد ويخفض عجز الميزان التجاري مما يؤدي لانخفاض الأسعار.

ويمضي الناير في وصفته ويقول على المدى القصير إن تحفيز المغتربين وبناء الثقة لتحويل مدخراتهم عبر القنوات الرسمية قد يوفر من 6 مليارات دولار، ويضيف الناير صحيح أن هناك تحويلاً بالعملة الحرة وهذا أمر جيد ولكنه موجود منذ ثلاث سنوات بمنشور من بنك السودان لا جديد فيه أما الحديث عن تمويل عقاري للمغتربين فهو غير فعال، ويضيف:”يمكن أن تبني الحكومة شقق سكنية في مناطق حيوية وتبيعها للمغتربين بالعملة الصعبة على أقساط لنحو 8-10 سنوات، يتم تسليمهم العقد بمجرد دفع القسط الأول”، مؤكداً أن الأمر يحتاج لحوافز حقيقية مثل الإعفاءات الجمركية لسيارة أو غيرها.

أما النقطة الثانية على المدى القصير يقول الناير يجب إنشاء بورصة للذهب بدلاً عن احتكاره من قبل البنك المركزي وهو ما من شأنه إحداث أخطار تتمثل في زيادة التضخم والتهريب، ويضيف:”يمكن للمركزي أن ياخذ حاجته بينما يتم بيع الباقي بشفافية وفقاً للأسعار العالمية وهو ما سيوفر للحكومة نحو 4 مليارات دولار سنوياً”.

ويرى الناير أن هذه الإجراءات لن تنجح وحدها دون ترشيد حقيقي للإنفاق الحكومي إلى جانب محاربة الفساد عبر إنشاء مفوضية يطلق يدها أسوة بما حدث في تركيا والصين، ويزيد:”هذه الحلول في يد الدولة يمكن تنفيذها بسهولة وهو ما سيضمن استقرار سعر الصرف وخفض التضخم”.

على كل يمكن القول أن عدم اتخاذ إجراءات ناجعة للسيطرة على سعر الصرف على المدى الطويل يهدد بارتفاع الدولار مجدداً وبشكل أشرس، خاصة في ظل عدة مخاطر سلبية تخيم على الآفاق الاقتصادية، لا سيما في حال عدم إحراز تحسن ملموس في خلق فرص العمل تحسين مستويات المعيشة وهو ما يهدد بتفاقم الاحتكاكات الاجتماعية والسياسية.

تقرير: محمد عبد العزيز
السوداني


‫18 تعليقات

  1. حاليا هل يمكن اجراء تحويل عن طريق اي بنك داخل السعوديه
    للسودان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    1. لا ……………
      مافي اي بنك سعودي بيعمل ليك تحويل للسودان …………
      ليه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
      اسأل حكومتك…………..

  2. لن يتعافى الاقتصاد مع الجيش الجرار للدستوريين البالغ عددهم اربعة الاف واربعمائة ونيف من الاعضاء ومستحقاتهم من عربات فارهة وسفريات بالدولار والمستشاريين الذين تم تعينهم ترضية لبعض الاسر كل ذلك مع عدم الشفافية والمحاسبة للفاسدين القادمين من اسر فقيرة وقد اصبحوا بقدرة قادر راس مالية طفيلية امتصت رزق المواطن البسيط واورثته لابنائهم واحفادهم

  3. قبل 10 شهور استلمت 16 الف بالجديد امانة عبارة عن سداد دين فاشتريت بها الف دولار من احد اقاربي المغتربين بسعر اعلى من سعر السوق و ذلك لارسالها لصاحبها في الخارج و لكني لم اوفق في ذلك و الآن هو في السودان و يرفض الدولار و يريد 16 الف فقط و الالف اذا فكيناها بتجيب 40 الف (احد الجيران مسافر للعلاج و عمل تعميم انه يريد دولار) السؤال هسي ال 24 الف الزايدة دي حلال اشيلا مع العلم انا مفلس؟

    1. يا جنرال،
      ضحكني سؤالك، تحت عنوان “استفتوا زوار موقع النيلين”.
      بصراحة أنا ما بقدر افتيك، لكن المهم الحاجة اللي بتعملها في الآخر تكون بالتراضي، عشان ما يكون فيها غبن يقعد ليك يوم القيامة.
      أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يغنيني وإياك من فضله، وأسال الله الجبار المنتقم أن يهلك أهل الإنقاذ عاجلا، وأن يجعل مستقرهم جهنم. آمين.

  4. دا لعب عاى الدقون
    يعنى البشير فرحان انه خفض سعر الدولار عشرة جنيه
    يافالح انت استوليت على الحكم و كان اقل من عشرة جنيه
    ووصل فى ظل حكمك العادل الى (46000) جنيه نزول شنو البتتكلم عنه

  5. احد اقاربي الكيزان شم الموضوع و يطالب بالمبلغ ليتصدق به على احدى الاسر المتعففة!

  6. بالله دا كلام
    شنو هو البتجروا يا سعادة الرئيس هو خروف ولا غنماية .. وطيب لم بيتجرا ليكم بالساهل كدا اصلا فرطتم ليه عشان تمشوا تكوس الجر ..
    وبعدين شنو لم يقولوا كفى في دولة تقدر وبامكانياتها تخلي عملتها خمسة دولار .. والله ما اظن في اقتصادي اذا جريت دولار السجم لم بقي بجنيه حيقول لا ..
    ولكن نذكرك ما نزول الدولار براه حيغير من الحال وانما الحسم والحزم مع المتاجرين اصلا في الدولار والمتلاعبين بالسوق والذين لايعيدون عائدات الصادرات ..
    البحرين دينارها اكثر من 3 دولار برضه عندها عجز في الميزان .. وحياتها اغلى بكثير من حياتنا لكن لارتفاع دخل المواطن افضل من .. وقارن بالعراق وليبيا كذلك ..
    اما من ناحية السوق فيجب ان تكون الحكومة قادرة على ضبطه وليس احدا غيرها ..
    ويجب توعية الشعب بالاعلام ان لا يتنازل عن حقه وعلى كل تاجر ان يكتب السعر ويدفع الزبون من دزن مناقشة اصلا لانه كل دول العالم لا يحتاج الامر لمفاصلة او حتى نطق كلمة واحدة ..
    على الحكومة ان لا تبدد الدين في المرتبات والمشتريات الدستورية الباهظة والسفر والاحتفالات عليها ان تتنفق الدين في الرقي وتوسعة الانتاج والصادر

  7. التعامل مع المشاكل الاقتصادية في السودان بنوع من السفه والاسفاف وعدم المسئولية والجهل بنوعية المشكلة وحلولها يجعل امور ومشاكل البلد اكثر تعقيدا كلما مر الوقت وسيضحك من يضحك ويبكي من يبكي لكن يظل الجهل والتعامل مع المشاكل بجهل هو ما يجعلنا دائما في ادنى واسفل قائمة الامم من حيث الرفاهية الاقتصادية، واذا كان هذا ديدن المسئولين عن البلد فليشد الرحال من يشد إلى أي بقعة في الدنيا وليستعد من يرضى بالقعود لايام ضنك وفقر مدقع وحال أسوأ ……… الفقاعات التي يطلقها المسئولين ما هي إلا تصبيرات للبعير الذي يركبون عليه فكلما زادت كركرته وكثر زبد فمه أعطي جرعة ليواصل السير إلى أن يتكئ البعير وتخرج روحه مستسلمة للخالق بسبب الظلم والاهمال والاستهتار وقد وصل حال البلد الان إلى هذه المرحلة .. نسال الله ان يلطف بالبلد واهله ..

  8. خايف عليك يابشه تحاول تجرو .. يعضيك

    اوعك منو دى ربايه يهود .. انا عارفو كويس

    وبعدين الضالم اقصد الناير العامل فيها خبير ده ..

    يوروينا حسبتو الاقتصاديه على اى اساس الدولار 18 – 25 مع انو الهامش واسع جدا بين السعرين حوالى ال 40% !!!!

    ياخى الحكومة قالت تاشيرى 31.5 جنيه … ومشيناها ليها .. انته المافاهم حاجه عاوز تعمل فيها افهم من الحكومة المافاهمة حاجه اصلا !!!!!

  9. نحن في السودان لانجوع ولاننهار إقتصادياً لأننا ننتج كل ما نأكله من أرضنا وإذا تضايقنا سنخفض مستوي معيشتنا للكسرة والشرموط والروب واللوبا .ولكن نرجو من الرئيس العمل علي :
    1-ضرب الفساد بقوة أين ما وجد.
    2-توفير أفران للمواطنين مجاناً لينتجوا الرغيف (للذين يأكلون الرغيف)
    3- سحب الجيش السوداني من اليمن أو أن تدفع دول الخليج المتحالفة للسودان مليون دولار عن كل عسكري سوداني في اليمن.
    4- أرجو أن لاينسي الرئيس أن هؤلاء العرب وقفوا مع مصر في أزمتها الإقتصادية الأكبر من أزمتنا وعليه لامجاملة ولاتراخي إما أن يدفعوا أو نسحب جيوشنا ونعود للحلف الفقديم (إيران).

  10. الاقتصاد يقوم بتدميره للاسف بعض السودانين يقومون باستمرار في تجارة العمله من الحكومه وايضا بعض اصحاب المحلات التجاريه
    وكلام الاخ الكلس 100%

  11. :”خلال يومين الدولار نزل 10 جنيهات وحنجروا لمن الاقتصاديين يقولوا كفاية”.
    ريس الهنا عايز يجر الدولار فاكره تور في مزرعة الخواجة كافوري؟

  12. الله يصبر الشعب الغلبان اذا دا أسلوب رئيسه كلام بتاع ناس عوام السيد الريس فرحان لانه امسك علي قروش الناس الغلابه والناس الآن تشيل وتدعي عليه والله واحد عنده راتبه وعاوز يسحبه موظف البنك سجل الاستمارة وكتب المبلغ 2000جنيه صاحبنا قاله ليه قاله ما في كاش أسأل ناس البنك المركزي المواطن المسكين شرط ورقة السحب وترك والموظف وراح ويشيل ويدعو علي البشير وعلي الموظف، الموظف المسكين قالوه انا ذنبي شنو .

  13. سمعنا كثير من كذبك يا منافق واصلو الكيزان كلهم زيك . زمان قلت سبب الغلاء المعيشى وارتفاع الدولار وعدم التنمية هي العقوبات المفروضة من اميريكا وبعد رفع العقوبات ما هي النتيجة ؟ بكل اسف زادت المعاناة والضيق وزاد سعر الدولار مضاعف . فالسبب هو ليس الحصار الأمريكي السبب هو الفساد فالي متي يا كيزان تفسدوا في البلاد وتكذبوا علي الشعب يا حرامية الشعب الغلبان .