عزمي عبد الرازق: لا لعودة الحرس القديم في السودان ،تصدير اليأس معيب، والزهد في الشباب يهدم كل شيء
* المقدمات الحالية تقود إلى نتائج كارثية، هنالك أكثر من دافع لهذا الظن، وهنالك أكثر من سبب لإدراك ذلك، إذ لا يمكن أن تكرر ذات التجربة وتتوقع نتائج مختلفة، فهل عقمت حواء السودان لاستدعاء الماضي على علاته البشعة، وتدوير الوجوه القديمة؟ ربما تكون عودة الفريق صلاح قوش لأسباب تتعلق برفع كفاءة جهاز الأمن الوطني والمخابرات وحماية البلاد من المخاطر الخارجية، رغم أنه لا حاجة لتمدد الجهاز في ظل وجود مؤسسات قوية وفاعلة، لكن ما هو المنطق في عودة علي عثمان والمتعافي وأسامة عبد الله وصابر والخضر وكرتي ودكتور نافع لواجهة العمل التنفيذي .
* لا يوجد مسوغ يستدعي الانكفاء للوراء، والكفر بالتغيير والاصلاح، فالتجربة الجديدة برغم العثرات لا بد من دعمها وتقويمها والمضي بها قدماً لأن التاريخ مهما سررنا به فهو مجرد تاريخ، أليق به متحف الذاكرة، لا يمكن أبداً الضرب به ليكون بمثابة الحاضر والمستقبل، التاريخ يا سادة محطة مهمة لاستخلاص الدروس والعبر لا أكثر .
* تخيل، تخيل فقط أن علي عثمان تم الدفع به مجددا في موقع النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، والحاج آدم نائباً للرئيس، وعبد الرحيم حمدي وزيراً للمالية والاقتصاد، وسبدرات للاعلام، وأسامة عبد الله أمينا للشباب، او فليكن وزيرا للكهرباء، ومصطفى عثمان وزيرا للخارجية، والخضر واليا للخرطوم، وعاد صوت يونس محمود يجلجل في المذياع، فما الذي يمكن أن يفعله مصطفى عثمان أو علي كرتي أكثر مما فعله غندور، وما هى الثمار الطيبة التي سنجنيها من نيفاشا دون هذه التبعات الاقتصادية الطاحنة، وذهاب الجنوب بالبترول واحتفاظنا بالديون والحظر والمكوث الطويل في قائمة الدول الراعية للارهاب؟ كيف تقوم بغرس شجرة حنظل وتنتظر منها قطوف أنناس؟
نحن اليوم نجني ثمار ما غرسه هؤلاء بالأمس، علاوة على أن أعمارهم وصحتهم لم تعد تسمح لهم بالسفر والعمل والحراك الدؤوب بعد أن وهن منهم العظم واشتعل الرأس شيبا .
* مشكلة البلد معروفة وهى إدارة الموارد ودعم الانتاج ومحاربة الفساد وتوزيع الفرص بعدالة، وبالضرورة لم يحدث ذلك في أزمنة (الحرس القديم) فكيف سيضعونه في الاعتبار اليوم؟ ما نحتاج إليه عزم جديد وتقوية المؤسسات وتفعيل القانون وخلق حيوية سياسية، وانفتاح أكبر على العالم، كما أن الدولة تنهض بروح الجماعة لا ب(الشلليات) ، تنهض بالعلم والعمل والتخطيط السليم ولأفكار العظيمة، تنهض بالقدرات الخلاقة والتكاتف، وليس بالفردانية، وتمجيد الأشخاص، وحماية مراكز القوى .
* دونكم ماليزيا ونهضتها، فعندما صنع مهاتير النموذج الاقتصادي الذي خطط له، انسحب إلى منطقة الظل، لم يفكر في خلوده الأزلي هنالك، وظل يعافر في الجامعات، يبذل خلاصة تجربته ومعارفه لأجيال أخرى يؤمن بها ويرعاها .
* وبالعودة للسودان فإن تصدير اليأس معيب، والزهد في الشباب يهدم كل شيء، ليس بالضرورة أن تبقى الوجوه الحالية نفسها، ياسر يوسف وحامد ممتاز ووزير سباق الأرانب، ومن على شاكلتهم، ولكن يمكن الاستعاضة عنها بأسماء ووجوه جديدة مم خارج الملعب، أكثر كفاءة وفعالية واحساس بالمسؤولية، ولكم في تجربة الحزب الشيوعي الصيني أسوة حسنة، أليس هو صديقكم الذي ضربتكم له أكباد الطائرات والدولارات لمعاينة تجربته؟ فالشيوعي الصيني يحرص على تغيير ثيابه بالكامل وابدال صفوفه بقيادة جديدة كل بضعة أعوام، ما يخلق ديناميكية وحيوية، فهى سنة الحياة بالطبع، أما من ينادون بعودة الحرس القديم، فهؤلاء ينشدون فيهم منافعهم الخاصة، وامتيازات سابقة فقدوها، فلا تلتفتوا إليهم .
عزمي عبد الرازق
صدقت استاذ عزمي وما قلت الا ما يجب ان يقال
الحكومه للاسف الشديد تركت الشباب يتجولون عند اشارات المرور يعرضون اشياء تافهة لا قيمة لها ولو انها اجبرتهم واصبح النعليم الزامي كما فعلت بالتجنيد لنهض الشباب بالبلاد ولا عادت للحرس القديم
شباب الاشارات اكتر من شباب المدارس والجامعات فما مستقبل بلادي ؟؟؟؟
الأستاذ عزمي …
كفيــــــــــــــــــــــــــــــــت وأوفيــــــــــــــــــــــــت
يا ليت الحرس الديناصوري يفهم …. وما أظن يفهم لأن مصلحته فوق مصلحة الوطن والمواطن .