عالمية

الإمارات تدشن “صرح زايد المؤسس”


شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي، الاثنين، تدشين “صرح زايد المؤسس” على كورنيش أبوظبي تخليدا لذكرى القائد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، برعاية رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

وحضر مراسم التدشين، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، والشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، والشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة.

ويأتي تدشين صرح زايد المؤسس بالتزامن مع إطلاق المبادرة الوطنية “عام زايد” التي أعلن عنها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بمناسبة مرور 100 عام على مولد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” بهذه المناسبة عن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تأكيده أن “إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي تركه فينا بعد حياة أمضاها في خدمة شعبه وإعلاء شأن وطنه، سيظل محفورا في عقول وقلوب أبناء هذا الوطن الذي أرسى لبناته الأولى .. قائد أراد لوطنه أن يكون رائدا بين الأمم بما تركه في أهله من قيم ليظل قويا بإرادة أبنائه، عزيزا بعزيمتهم، منيعا بانتمائهم والتفافهم حول قيادتهم التي وضعت لنفسها هدفا لا تحيد عنه هو سعادة الناس.”

وقال الشيخ محمد بن راشد: “سيبقى إرث زايد نبعا لا ينضب تستمد منه الأجيال الدروس وتستلهم منه العبر في حب الوطن والانتماء إلى ترابه والتفاني في رفعته… سيبقى “صرح زايد” ماثلا يشهد بما قدمه القائد المؤسس من تضحيات وما حققه من إنجازات هي الأساس الذي قام عليه بنيان الاتحاد… هذا الإرث الحافل بقصص الإخلاص للوطن والوفاء لترابه يملي علينا والأجيال القادمة مسؤولية صون المكتسبات، ومضاعفة النجاحات، ليكون دائما وطننا رمزا للعزة والكرامة والنماء”.

وأضاف: “دشنا اليوم أنا وأخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد وإخواننا حكام الإمارات “صرح زايد” وهو رسالة مهمة تصل الأجيال القادمة بذكرى قائد وضع أساس نهضة وطنهم وضمن له مقومات العزة والكرمة… رسالة يجب على الشباب استيعاب مضمونها والعمل على ترجمة محتواها إلى إنجازات في شتى القطاعات من أجل مواصلة المسيرة التي بدأها زايد وجيل المؤسسين، ليرسم الشباب مستقبل وطن لم يرد لأبنائه منذ ساعاته الأولى سوى أن يكونوا دائما في أعلى مراتب التميز والنجاح”.

من جانبه أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن “مدرسة زايد ستبقى واحدة من العلامات المضيئة في تاريخ دولة الامارات العربية المتحدة والمنطقة .. تلهمنا والأجيال المقبلة بإنسانيتها وقيادتها وحكمتها، مشيرا إلى أن صرح زايد المؤسس قيمة إضافية لمعرفة هذه الشخصية الفذة التي غرست في نفوسنا قيما ومآثر عظيمة، فزايد.. قائد آمن بمبادئه وقيمه الخيرة.. وجعل بناء وسعادة الإنسان الإماراتي هدفه الأوحد ورسخ فيه قيم العمل والعطاء والبذل، الامر الذي ألهم الكفاءات الوطنية للمضي قدما بمسيرة النماء والإزدهار إلى الأمام بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.”

وقال الشيخ محمد بن زايد “إن مشاعر فياضة تلامس قلوبنا ووجداننا جميعا ونحن نكشف اليوم بكل فخر عن صرح زايد المؤسس في موقع سيبقى علامة مضيئة ومعلما يزيد جمال أبوظبي جمالا… ليظل يلهمنا ويمدنا بأسس الخير والعطاء وقيم الحياة، ويبرز رسالة خالدة بأن زايد بإنسانيته وحكمته وقيادته أسس دولة وبنى أمة وشيد حضارة.”

و أضاف: “من عرف زايد عن قرب.. أدرك عظمة ونبل وتفرد هذا القائد الذي صاغ منهجا قياديا وحياتيا عالميا يدرس للأجيال.. أساسه القيم الرفيعة.. ورسالته السلام والمحبة والتسامح.. ونهجه بناء الإنسان.. مشيرا إلى أن صرح زايد يحمل رسالة ضمنية لأجيال اليوم و المستقبل بأن زايد ليس مجرد قائد عادي بل هو رمز وطني وعربي وانساني إستثنائي.. سنظل نستحضر إرثه ومبادئه ونخلص لها في حياتنا.. لتلهمنا وتدفعنا لنكون دائما في المقدمة.”

وأكد أن “وطنا بناه زايد و أرسى دعائم نهضته.. سيبقى بعون الله عزيزا منيعا كريما نفاخر به العالم.. مرتكزين على أبناء وبنات الوطن الذين يمضون بثبات وفق أسس وميراث زايد ونهجه الذي تأصل فيهم ويستلهمون منه مكامن العطاء والتفوق والطموح نحو آفاق المستقبل” منوها إلى أن “ارتباطنا بزايد هو ارتباط الأب بإبنه والقائد بشعبه والأنسان بوطنه.”

حفل التدشين

وخلال حفل التدشين، تم الكشف عن “الثريا” وهو عمل فني مبتكر يحتضنه “صرح زايد المؤسس” ويتألف من أشكال هندسية متناسقة وإبداعات فنية تقوم على التواصل البصري مع العمل الفني، ويشكل ملامح الشيخ زايد طيب الله ثراه بمفهوم الأبعاد الثلاثية.

ويبلغ عدد الأشكال الهندسية التي تشكل هذا العمل الفني 1,300 معلقة جميعها على أكثر من 1000 سلك ويبلغ ارتفاع العمل الفني “الثريا” 30 مترا وهي واحدة من الأعمال الفنية الأكبر من نوعها ويشكل معلما بارزا في قلب العاصمة أبوظبي، ويعد عملا فنيا ذا قيمة وجدانية عميقة يقدم شعورا بالتواصل والارتباط مع شخصية لطالما ألهمت الملايين حول العالم.

و قد استلهم الفنان رالف هيلمك مصمم العمل الفني، إبداعه من رؤية الشيخ زايد طيب الله ثراه ونسق المجسمات المنتظمة بشكل يحاكي نجوم السماء التي لا تزال تشع نورا من على بعد آلاف السنين الضوئية وترشدنا إلى الطريق الصحيح.

وتخليدا للإرث الملهم لمنارة الأمة الشيخ زايد رحمه الله، الذي لايزال يضيء الدرب ويرشد أجيال الأمة نحو مستقبلها المشرق، ساهم هذا الاحتفال بمسيرة القائد الراحل الذي استمر لمدة 30 دقيقة في خلق جو يبعث الفخر بين أوساط الحضور والمشاهدين من خلال استلهام صور إبداعية تقدم فهما أعمق حول شخصية الشيخ زايد، رحمه الله، وقيمه ورؤيته الخالدة.

و تميز هذا الحفل الذي أقيم في الصرح بتسليطه الضوء على سنواته الأولى رحمه الله وجهوده المتفانية في بناء أمة قوية لها مكانة مرموقة بين الأمم وتسعى إلى تحقيق الاستدامة على جميع الأصعدة، واحتفى بذكرى الشيخ زايد الإنسان ودوره الذي لم يقتصر على وطنه فحسب، بل امتد ليشمل جميع أنحاء العالم بفضل حكمته واحترامه للآخرين.

و عرضت خلال مراسم التدشين مقاطع وصور نادرة لقصص تروى من خلال صوت الشيخ زايد رحمه الله وأفعاله وكأنه يرويها شخصيا وقصص يحكيها أشخاص مقربون من الشيخ زايد وكان له بالغ الأثر في حياتهم، ومن بينهم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والشيخ زايد بن حمد بن حمدان آل نهيان، وعلي سالم الكعبي مدير مكتب وزير شؤون الرئاسة واللواء حمد بن سهيل الخييلي ومبارك بن قران المنصوري، وزكي أنور نسيبة وزير دولة .

كما شهدت مراسم التدشين أداء فرقة تتألف من 40 شخصا لأغنية “الله يا دار زايد” الشهيرة بالإضافة إلى عروض جديدة ورائعة للأغاني والموسيقى التراثية وبعض المقاطع المؤثرة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وهو يؤدي العيالة التراثية.

الافتتاح للجمهور

وسوف يفتتح “صرح زايد المؤسس” رسميا أمام الجمهور في ربيع عام 2018 ويتيح للزوار تجربة تفاعلية تثري معرفتهم بحياة الوالد المؤسس وفرصة يستلهمون خلالها من سيرته العطرة.

و يعتبر الصرح وجهة يبحر الزوار من خلالها في حياة الشيخ زايد، رحمه الله، باستخدام الصور الفنية والمساحات الخضراء والكلمات والقصص وتجارب الوسائط المتعددة.

و يوفر الصرح للزوار مجموعة من التجارب التفاعلية الشخصية يعيشون خلالها مع شخصية الشيخ زايد القائد والإنسان تتيح لهم اكتساب فهم أعمق عن حياته وإرثه وقيمه النبيلة.

ويمتد الصرح على مساحة 3,3 هكتار ويتمكن الزوار عبره من الانطلاق في رحلة يستكشفون خلالها حياة الشيخ زايد ويتأملون في عظيم إنجازاته في أجواء تتميز بالمساحات الخضراء والأشجار والشتلات المحلية وأخرى تنتمي إلى شبه الجزيرة العربية فيما يتيح الممشى لزوار الصرح إطلالات مذهلة على “الثريا” والكورنيش وأفق مدينة أبوظبي الساحر.

وتعد وزارة شؤون الرئاسة الجهة المالكة والمشرفة على “صرح زايد المؤسس”.

اسكاي نيوز عربية