إسحق فضل الله: الصراخ يبدأ
أستاذ عثمان .. المحاكمات جزء من الرد على الحرب الحديثة
> ونشرح معنى (الحرب الحديثة)
> والزوجة تدخل على زوجها وتجده جالساً يبكي وتسأله في دهشة
> تبكي واليوم هو العيد العاشر لزواجنا؟
> قال: أنا تزوجتك يومها قبل عشر سنوات لأن والدك/ صاحب النفوذ/ هددني بأنني إن لم أتزوجك صنع لي تهمة تسجنني عشر سنوات.. وأنا الآن أبكي لأنني أقول لنفسي لو أنني لم أشعر بالجبن يومها ودخلت السجن لكنت اليوم احتفل بإطلاق سراحي.. بدلاً من هذه .. التأبيدة
> وتضحك.. عثمان وضحكتك تصبح شاهداً نسوقه على أن الحرب الحديثة أسلحتها لتدمير المجتمع .. أسلحة منها النكات مثل ضحكتك هذه..
> أسلحة لتدمير الأسرة.. الأمانة في العمل.. الوطنية.. الدين. الـ.. الـ..
> وإن كنت ممن يدخلون العقد السابع فأنت تعرف إذن أنك كنت تسمع النكات هذه/ التي تدمر المجتمع/ منذ خمسين سنة
> في الحرب المرسومة.. المنظمة
> وإن كنت.. عثمان.. في الخمسين فقد كنت طفلاً لما كان نميري يقوم بانقلابه ضد الفقر.. الفقر.. الفقر
> وإن كنت في الثلاثين فأنت كنت طفلاً لما كان عز الدين رسام الكاريكاتير يرسم أحد أصحاب النفوذ يومها / والرجل/ نحيل بارز العظام يقود عجلاً سميناً ويدخل باباً مكتوب عليه (تسمين الماشية)
> ثم الرجل في الرسم الثاني يخرج من الباب وهو سمين والعجل.. عظام
(2)
> والإنقاذ جاءت للإنقاذ
> والإنقاذ حين سمت نفسها الإنقاذ لم يقل أحد
: تنقذونا من شنو؟
> فقد كان كل شيء كارثة
> و.. و..
> والأسبوع الماضي المحاكمات/ محاكمات كارثة الفساد/ التي تجري مكتومة جداً.. تجعل شيئاً ينطلق من تحت الأبواب المغلقة
> الصراخ!!!
> والصراخ ما يجعله مميزاً هو أنه
> صراخ كبار!!
> وصراخ من شعر باليأس من الهروب ومن التسويات؟
> و..
> ومن بين غليان الصراخ تنطلق جملة عن نصف مليون يورو.. اختفت في بلد تموت حيتانه من البرد
> والشخصية التي أضاعت المبلغ قالت
: سرقوني
> وشهود سفارتنا هناك قالوا
: لم نسمع
> و..
> والشخصية / المتهم/ تفاجأ بأن التحقيق (يبحت عقابها) وبعض ما يستخرجه كان هو
: أجهزة حديثة جداً لتطوير ثروتنا.. جاء بها .. بروفيسور إيرلندي .. والأجهزة دمرت
> قالت الشخصية
: افتكرناها أجهزة تجسس
> و.. وخبرات تبعد لأنها ليست من (المود) و..و.. الخدمة المدنية بعض سوسها القاتل هو هذا
> والمحاكمات تعصر الدمامل هذه كلها
> واليأس يجعل الاستجواب ينتهي بصرخات مثل
: اشنقوني.. اقتلوني.. أيوا.. سرقت.. نهبت و…
(3)
> والمحاكمات تمتد إلى سراديب كثيرة جداً في الدولة (كل فروع الدولة)
> والفساد المالي والسياسي هين.. وهو شيء يستطيع الصياد أن يجد حلقومه
> لكن: تدمير المجتمع عن طريق الأسلحة الحديثة ( المخدرات.. النكات.. الاغتصاب الإشاعات الـ.. و..) الفساد هذا هو ما يستحيل تقديمه للمحاكم
> بينما المجتمع يستحيل إصلاحه دون إيقاف الحرب الحديثة هذه
(4)
> وكاركاتير عز الدين عام 1966 فيه طفل يدخل الفصل في المدرسة الابتدائية متأخراً والطفل يقول للمعلم
: معليش: يا أستاذ.. كان عندي شوية رخص بطلع فيها من وزارة التجارة
> كانت الرخص يومها تجارة.. غريبة والكاريكاتير نشير إليه.. لأنه يقود إلى (تاريخ) الفساد هناك
> ونسكب رسومات الرجل العبقري عن الفساد في كل شيء في كل مكان وفي كل زمان لكن.. الخوف يخنق أنفاسنا ونحن نقرأ ملفات الفساد في دنيا العدل
> ومحاكمات واتهامات الفساد في دنيا العدل لم تبدأ لهذا نستطيع أن نتحدث قبل أن تبدأ
> وياله من صراع يومئذ.. ويا له من صراخ
> لكن.. عثمان.. نشير بالسطور هذه كلها إلى أن الكلام الآن.. جد والمحاكمات شغالة
> وانتظر الأحكام
الذين يتابعون الصحف ( الورقية ) وأنا لست منهم يدفعون ( أثمانها ) نقداً ويشترونها ويقبض أصحابها النقد ولا يقفون ( كما الألوف ) في الصفوف عند المصارف لسحب بعض من ( ما ) لديهم من أموال ولا يجدون..
وليس كما ( هؤلاء ) المعلمون المعلمين حين يعتذر الوزير لعدم توفير مرتباتهم لعدم ( توفر ) السيولة في المصارف والبنوك ..
وعلى حسب فهمي .. قرأت للشيخ اسحق كثيرا وفهمت أن كل الحاصل كان مقصود واحيانا تمثيلية وأن كل المحصول محفوظ وسيظهر فجأة خير على البلاد والعباد . فمن غير المعقول أن يكون مثلا تدمير المجتمع تمثيلية وكل ذلك بغرض عمى الدول الاستعمارية من ضرب السودان او تدميره .. لكن تدمير المغتربين عن طريق النكات هين .. ومنذ الثمانينات وحتى اليوم مازالت مسرحية أنا والكنب تعرض بالقنصليات والسفارات ويجد السادة السفراء والقناصل أنفسهم مشغولين وهم يشرحون للمغتربين هذا الانجاز الا وهو شحن العفش المستعمل واحيانا كثيرة تظن أن تحت الكنب ما تحته من أجهزة دقيقة ومعدات واسلوب لكسر الحصار .. وكسر الحصار بعد ان كسر الحصان .. اللهم لطفك.
حكام السودان اليوم هم شركاء أصيلين في جميع أنواع الدمار الذي يحصل على البلاد والعباد، وليس هناك أي تبرير لذلك، لأن ممارسة الدمار جلبت عليهم مال السحت، وكنزوا منها أموالاً طائلة لا تحصى ولا تعد.
إسحق فضل الله!!!!!!! إبحث عن أغبياء يصدقون تبريراتك الواهية للخراب الدمار والذي طال كل شئ، وخاصة في سنين الإنقاذ العجاف.