ثقافة وفنون

هل تقود فضيحة الأكاديمية السويدية لحجب نوبل للآداب؟


ما تزال فصول الأزمة التي تعصف بالأكاديمية السويدية تلقي بظلالها على السويد، عقب فضائح مالية وتضارب مصالح واستغلال نفوذ طفت على السطح، مما قد يؤدي إلى حجب جائزة نوبل للآداب في عام 2018.

وبلغت الأزمة ذروتها عقب اجتماع الأكاديمية -التي تختار الفائزين بجائزة نوبل للآداب- في العاصمة السويدية ستوكهولم، حيث أعلنت الأمينة الدائمة للأكاديمية سارا دانيوس أنه تم إعفاؤها من مهامها.

وأحدث هذا الخبر ضجة كبيرة جعلت الوزير الأول السويدي ستيفان لوفان يطلب من أعضاء الأكاديمية استجماع قوتهم، مذكّرا بأن جائزة نوبل والأكاديمية يعتبران “شيئا مهما بالنسبة للسويد”.

بدأت القضية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد نشر يومية “داغنس نيهيتر” السويدية شهادات 18 امرأة تتهم “شخصية ثقافية من الصف الأول” بالاغتصاب والاعتداء الجنسي.

ويتعلق الأمر بالفرنسي جان كلود أرنو (71 عاما) زوج عضو الأكاديمية كاتارينا فروستنسن، وكانا يديران “المنتدى” الذي تشارك فيه النخبة في ستوكهلوم، وبتمويل جزئي من الأكاديمية السويدية.

وبحسب الصحيفة ذاتها، فقد سرب أرنو أسماء عدد من الفائزين بجائزة نوبل للآداب قبل الإعلان الرسمي عنهم، متبجحا بالدور الذي لعبه في تتويجهم.

وبناء على ما أوردته الصحيفة، طلبت أمينة الأكاديمية سارا دانيوس من مكتب محاماة تسليط الضوء على العلاقة التي تجمع الفرنسي وأعضاء الأكاديمية.

كبش فداء
ورغم أنه لم يعلن عن النتائج المتوصل إليها بشكل علني، كشفت دانيوس أن المحامين وقفوا على خروق مالية في تسيير المنتدى، وكذلك أشياء تتعلق بتضارب المصالح، لأن الأكاديمية تدعم المنتدى في حين أن إحدى أعضائها -كاتارينا فروستنسن- تمتلك نصف سندات الملكية. وطلبوا من الأكاديمية رفع دعوى على “المنتدى”.

غير أن أغلبية أعضاء مجمع “الخالدين” (الأكاديمية) اعترضوا على هذا الإجراء، وصوتوا في 6 أبريل/نيسان ضد الإطاحة بكاتارينا فروستنسن، لكن ثلاثة من المطالبين بإقالتها أعلنوا استقالتهم من الأكاديمية احتجاجا على إبقائها.

ومع احتدام الجدل، أعلنت أمينة الأكاديمية سارا دانيوس إعفاءها من منصبها مع احتفاظها بعضوية الأكاديمية، لكنها قالت إنها لن تشارك في اجتماعات الأعضاء، وهو ما أثار احتجاج متابعين في السويد اعتبروا أن دانيوس كانت كبش فداء يُضحى به ليحتفظ الرجال بمناصبهم ونفوذهم.

وينص القانون الداخلي للأكاديمية على وجوب اجتماع 12 من الأعضاء الـ18 لتعيين “خالدين” جدد، لكن عددهم الآن 11 فقط، حيث انسحبت الروائية كيرستين إيكمان في عام 1989 احتجاجا على رفض الأكاديمية التنديد بفتوى آية الله الخميني ضد الروائي سلمان رشدي بسبب كتابه “آيات شيطانية”، وبقي مكانها شاغرا منذئذ.

كما اعتزلت الكاتبة لوتا لوتاس المجمع ولم تحضر أي جلسة منذ 2015.

وفي سياق البحث عن حل، يمكن اللجوء إلى تجديد كل الأعضاء، وهذا ما قد يعصف بجائزة نوبل للآداب، لأن الأكاديمية السويدية هي التي تختار الفائز بهذه الجائزة العالمية.

المصدر : الجزيرة