بيد واحدة.. فنانة أمريكية معوقة تبدع في منح أشكال للخزف
قالت الفنانة الأمريكية المعوقة شواندا كوربت، التي تفتقد ساقيها وذراعا واحدة، إنه يجب تحدي الإعاقة مهما كانت، وعدم الاستسلام لها مع مرور الزمن.
جاء ذلك خلال حديثها لمراسل الأناضول، على هامش مشاركتها في ورشة عمل “التشكيل الحر باستخدام المخرطة” المنعقدة في كلية الفنون الجميلة والتصميم بجامعة قسطموني شمالي تركيا.
وأوضحت الفنانة الأمريكية أنها معوقة خَلقيا منذ الولادة، ولا تملك ساقين وأحد الذراعين، إلا أنها تعلمت تحدي هذه الإعاقة بدلا من الاستسلام لها مع مرور الزمن.
وتتابع “كوربت” تعليمها حاليا في مرحلة الدكتوراه بجامعة أوكسفورد البريطانية، في قسم فن السيراميك، كما تخطط لممارسة الفن الحر، وتعليم هذا الفن للأفراد المعوقين في المستقبل.
وأضافت أنها أعجبت بفن السيراميك منذ السنة الأولى في الجامعة، وأنها طورت فيما بعد مهاراتها في هذا المجال.
وأشارت إلى أن إعجابها هذا بدأ خلال درس لفن السيراميك ضمن معهد صيفي في السنة الأولى بالجامعة، ودفعها حبها للأعمال الشاقة، والصعوبات الجسدية التي تعانيها لمزاولة هذا الفن.
وأوضحت “كوربت” أنها تستفيد من خبراتها ومعلوماتها التي امتلكتها سابقا في مجالات الأفلام، والتصوير، وفلسفة الفن والطباعة، في الرسم والنقش على السيراميك.
ولفتت الفنانة الأمريكية إلى وجود صعوبات تواجهها في مسيرتها الفنية التي تمارسها بيد واحدة، فيما يمارسها الآخرون بكلتا يديهم، مبينة أن أساتذتها في الجامعة يجدون صعوبة أيضا في تعليمها، لأنهم لم يعتادوا قبل هذا على العمل بيد واحدة، على حد قولها.
وفيما يتعلق بتركيا والمعاملة التي تلقاها هناك، أوضحت “كوربت” أنها عاشت من قبل في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وتعرضت فيهما إلى التمييز وخطابات الكراهية بسبب إعاقتها، مثلها مثل باقي المعوقين.
وتابعت قائلة: “الوضع مختلف جدا هنا في تركيا. عند مجيئي إليها قوبلت بمشاعر إيجابية جدا. ولم يسألني أحد عن إعاقتي، ولم ينظر إلي نظرة مختلفة بسببها”.
وأضافت “كوربت” التي تحمل الجنسية الأمريكية وتتابع تعليمها في بريطانيا، أنها تمارس فنها في كلا البلدين، إلا أنها لم تستطع الدخول فيهما ضمن ورش عمل فنية، لاعتقاد الجميع بعدم قدرتها على ممارسة فنها لوحدها.
وأعربت عن سعادتها لمنح هذه الفرصة لها في تركيا، مبينة أنها ستعود إلى بلدها وهي تحمل مشاعر وذكريات جميلة وإيجابية.
وأشارت إلى أن “الإنسان التركي معتاد على البذل والعطاء، ولا تقتصر عطاياه على الهدايا المادية فقط، بل يجيدون جيدا منح الحب، والعاطفة والمعرفة”.
وترى الشابة الأمريكية أن كل إنسان يواجه في حياته مجموعة من المصاعب، إلا أن هذا الأمر يزداد صعوبة بالنسبة إلى المعوقين.
وأردفت قائلة: “مصاعب الحياة تكون ملموسة ومحسوسة أكثر بالنسبة إلينا نحن المعوقين. لكن مهما رفض المجتمع تقبل هذه الحقيقة (الإعاقة)، وواجهها بردود فعل سلبية، إلا أنه يجب عدم السماح للآخرين بالقول: لا يمكنك فعل هذا. كما يجب ألا ننتظر منهم تشجيعنا بالقول: أنت قادر على فعل هذا”.
واختتمت “كوربت” بتأكيد أن الإنسان قادر على فعل أي شيء يريده، ويكفي من أجل ذلك أن يبدي الرغبة الكافية لتحقيقه، وسيجد هدفه بجانبه، مبينة أنها شعرت بهذه الطاقة الإيجابية في تركيا.
الأناضول