«الغيرة القاتلة».. ربة منزل تحرض طفلها على وضع السم لـ«ضرتها».. والقدر ينقذ الضحية
«فتش عن الغيرة القاتلة».. هكذا قاد شيطان الغيرة ربة منزل إلى «طريق الضياع»، بعد أن تجردت من مشاعرها وارتكبت جريمتين فى وقت واحد.. حولت حياتها إلى جحيم وجعلت من طفلها 10 سنوات متهماً بالشروع فى جريمة قتل، بتحريضه على ارتكابها بدم بارد.
ارتبطت المتهمة بزوجها منذ سنوات وأنجبا طفلا، حين بلغ عمره 10 سنوات، بدأت المشاكل تعرف طريق المنزل البسيط بمنطقة المطرية كما هو الحال فى معظم البيوت المصرية خاصة فى بيئة شعبية، بسبب ضيق الحال.
توترت العلاقة بين الزوجين ووصلت لطريق مسدود، فقرر الزوج أن يؤدب زوجته ولم يجد أمامه سوى الزواج بأخرى إمعاناً فى الكيد لها، وما هى إلا أيام حتى بدأت الغيرة تشتعل فى صدر المتهمة، التى كانت فى كل ليلة تتخيل زوجها بين أحضان غريمتها فتنهار أعصابها ويظهر ذلك فى تصرفاتها أمام ابنها الذى حاول رغم صغر سنه أن يهدئ من روع الأم.
افتعلت الأم كثيرا من المشاكل، وفكرت مرارا وتكرارا فى الانتقام تارة من والد طفلها الذى وضعها فى موقف لم تتخيله يوما لنفسها إلا أنها لم تضع هذا السيناريو نصب عينها ولو للحظة فهى ترى فى نفسها أنها أجمل نساء الحى.
وأخيراً، خططت الأم للخلاص من الوضع الذى فرضه الزوج عليها، فوضعت الخطة وحاكتها جيدا، لكنها لم تفكر إلا فى نفسها، لدرجة أنها تناست مصير طفلها الذى رسمت له دوره الذى يودى به خلف القضبان، وقررت الخلاص من الزوجة الثانية وبأى طريقة، فهى لا تريد أن تكون سوى الملكة المتوجة فى قلب زوجها.
منحت ابنها الصغير السم وطلبت منه أن يضعه فى وجبة الطعام التى من المفترض أن تتناولها زوجة أبيه، وخططت بشكل جيد لجريمتها.. والصغير نفذ ما رسمته الأم دون أن يدرى أنه سيكون أداة لإزهاق روح، فهو لا يمتلك من العقل ما يؤهله للتفكير فى عاقبة الجرم الذى شارك الأم فيه.
تناولت المجنى عليها وجبة العشاء، وما هى إلا دقائق معدودة حتى سقطت على الأرض تتلوى من شدة الألم، وتغير لون جسدها بفعل سريان السم فى جسدها، وكان كل من حولها ينظر إليها ولا يدرى ما حدث، فالفاعل للجريمة هو الوحيد الذى يعرف سر هذا الألم.
وأخيرا، تم نقل المجنى عليها إلى مستشفى الدمرداش، ولأن القدر أراد أن يحمى الصغير من الاشتراك فى جريمة قتل، تم إنقاذ الزوجة الثانية من الموت بالسم.
المجنى عليها ترقد الآن على أحد آسرة المستشفى تخضع للعلاج حتى يخرج السم تماما من جسدها قبل أن يختلط بدمائها، وتحقق أجهزة الأمن بالقاهرة مع الزوجة الأولى المتهمة بالشروع فى القتل.
البداية إخطار من مستشفى الدمرداش إلى قسم شرطة المطرية بوصول ربة منزل فى حالة إعياء شديد، وأن الفحوصات أثبتت أن جسدها به كمية كبيرة من السم كادت تودى بحياتها، تم إخطار اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بالواقعة.. بالانتقال إلى المستشفى وبعد جمع التحريات تبين أن «ح.ح»، 50 سنة، ربة منزل، وراء الشروع فى قتلها، وأنها حرضت صغيرها 10 سنوات على وضع السم للمجنى عليها فى الطعام.
وبالتحرى وجمع المعلومات، تبين أن الضحية تزوجت من زوج المتهمة، وهو ما دفع الأخيرة للتخطيط لقتلها بعد أن شعرت بفقدانها كل شىء.. منزلها وزوجها وكرامتها، فقررت الانتقام وخططت للقتل بالسم وهى الوسيلة الأسرع فى عالم الإجرام.
ألقى القبض على المتهمة، وأحالها اللواء خالد عبدالعال مساعد الوزير لأمن القاهرة إلى النيابة لمباشرة التحقيقات فى واقعة الشروع فى القتل.
المصري اليوم