“أزمة الصرافات” في القائمة “تفاتيف” ومتطلبات أساسية لابد من توفرها مطلع كل شهر.. لكن كيف؟
أكثر من (20) نافذة للصراف الآلي في وسط الخرطوم خارج الخدمة أو فارغة من المال هذه الأيام، ما يعني أن البنوك عاجزة عن توفير (الكاش) الخاص بعُملائها الموظفين في القطاعين الخاص والعام الذين يصرفون مرتباتهم عن طريق بطاقات الصراف الآلي، وكذلك الحال في بعض عواصم ولايات البلاد التي يعاني حاملو البطاقة الآلية فيها من ذات المُشكلة، وبالرغم من أنها ـ الصرافات الآلية ـ تهدف لتوفير المعاملات المالية في الأماكن العامة، إلا أنها ومع نهاية كل شهر تخلو خزائنها من المال أو تكون خارج التغطية.
ما عادت زيارة غرف الصرف الآلي مفرحة لزوارها (الموظفين) كما في أيامها الأولى، وتحولت لدى الكثيرين غرفا للحزن و(التنشنة) خاصة مع بداية الشهر الذي تتضاعف فيه الاحتياجات لـ(الكاش) لسداد مديونيات دكان الحلة وحق الملح والزيت، وإيجار البيت وسيد اللبن..
أمس الأول (الأربعاء) وأمس (الخميس) بدأت في الخرطوم وشوارعها الرئيسية تتشكل صفوف الموظفين أمام غرف الصرف الآلي لصرف مرتباتهم وسد احتياجاتهم المنزلية لمتبقي شهر رمضان، إلا أنها خيبت آمال الكثيربن وعاد بعضهم لمنازلهم (بخُفي حنين) وفي القائمة (تفاتيف) ومتطلبات أساسية لابد من توفيرها مطلع كل شهر (زيت، ملح، سكر، شاي، صابون.. إلخ) لكن كيف تُلبى في ظل أزمة الصرافات؟.
تجار ومواطنون بولاية الخرطوم اشتكوا من توقف معاملاتهم المالية بسبب توقف عدد من الصرافات إضافة لموظفين لم يصرفوا مرتباتهم حتى لحظة تحريره، وتساءل عدد منهم في حديث لـ(اليوم التالي) عن أسباب تدهور خدمة نوافذ الصرف الآلي وعن دور بنك السودان في مراقبة البنوك وإلزامها بصيانة النوافذ المتعطلة وتغذيتها بالنقد، مطالبين بمعالجة الأزمة التي أصبحت عبئا يضاف لمعاناة المواطن مع بداية كل شهر.
(آدم محمد) الموظف في إحدى المؤسسات الخاصة عبر عن استيائه الشديد من تكرار مشكلة انعدم (القروش) في الصرافات مع بداية كل شهر، واعتبر أن صرف المرتب أصبح معاناة تتطلب الوقوف في صف النافذة وشبه الأمر بأزمة صفوف الجاز والغاز، واستطرد: “دا كلام شنو دا؟ من صف الوقود لصف الرغيف لصف الغاز لصف الصرافات.. معقولة؟” وتابع: “أخشى أن نقف يوما في صفوف للهواء”.
اليوم التالي