فتاة تلجأ لساحرة بغرض سحر أفراد عائلتها وإرغامهم على الموافقة على زواجها
سجلت مضابط الشرطة باحدى الولايات الوسطية اغرب بلاغ سرقة مجوهرات من داخل منزل احدى الاسر العريقة والشهيرة بتلك الولاية ولها وزنها الاجتماعى،
واستطاعت الشرطة ان تفك طلاسم القضية خلال ساعات من وقوعها، حيث وقعت الجريمة فى مطلع شهر رمضان الجارى.
الزمان مطلع الشهر الكريم حينما حضرت تلك الفتاة واحد افراد عائلتها لزيارة قريبتهم والمكوث معها حتى تناول وجبة الافطار، ودلفت سيدة المنزل الى المطبخ لاعداد ما لذ وطاب من الاطعمة، ومضى زمن كافٍ حتى شارف وقت الافطار، وبعدها هي ضيوفها تحلقوا حول المائدة، وعقب تناول الوجبة انفضوا وغادروا منزلها، وبعدها قامت السيدة بتجميع اوانيها وغسلها وترتيب منزلها، وبعد ذلك قررت الدخول الى غرفتها التى لم ترها منذ منتصف النهار، ولكن كانت هنالك مفاجأة غير سارة فى انتظارها.
وحينما تحسست السيدة مجوهراتها اكتشفت اختفاء المجوهرات وهى عبارة عن غويشتين (حباسات) ضخمة بجانب بعض المشغولات الذهبية الاخرى، واصيبت السيدة بذهول ولكنها قررت البحث جيداً بكافة انحاء غرفتها قبل ان تخبر زوجها، ولكن لم يسفر بحثها المضنى عن شيء، وبينما هى فى تلك الحالة حضر زوجها فأخبرته بما حدث، فباشر معها رحلة البحث ولكن دون جدوى، فقرر الزوج الذهاب الى قسم الشرطة وتدوين بلاغ بالوقائع، وبالفعل ذهب الزوج الى الشرطة ودون بلاغاً بالحادثة.
وفور تدوين البلاغ أمر مدير شرطة تلك الولاية بتدوين بلاغ جنائي وتشكيل قوة للتحقيق حول ملابسات اختفاء تلك المجوهرات وزيارة مسرح الحادث، ومن خلال زيارة مسرح الحادث اكتشفت الشرطة انه لا اثر لمقاومة ولا اثر لدخول شخص من خارج المنزل، كما انه لا آثار لاية محاولة سطو، وبدأت الشرطة فى التحقيق حول زوار المنزل، حيث تأكد للشرطة انه فى نفس يوم الاختفاء زارت الاسرة احدى الفتيات تربطها صلة رحم بالزوجة، وبدأت الشكوك تدور حول تلك الفتاة، خاصة ان المجوهرات لم تختف الا عقب زيارتها تلك، وبالفعل بدأت الشرطة في التحرى حول الفتاة حيث توافرت معلومات للشرطة جعلتها تقوم بضبطها واحضارها الى القسم، ولكن فور احضارها لم يرق الامر لاسرتها، واستنكر اشقاؤها وافراد عائلتها استدعاء الشرطة لها، ولكن كانت الشرطة اذكى من اسرتها واخبرتهم ان الامر عادى لا يخرج عن كونه اجراءً روتينياً ستعود بعده مباشرة الابنة الى منزل اسرتها.
وحينما شرعت الشرطة فى التحرى مع الفتاة كانت مرعوبة ولم تصمد طويلاً، وسرعان ما اقرت للشرطة بسرقتها المجوهرات، ولكنها فجرت مفاجأة مدوية للشرطة حيث ابلغت الشرطة بانها عقب سرقتها المجوهرات قامت بتسليمها لاحدى السيدات وتعمل (كجورية) اى انها تخصصت فى اعداد الاسحار وتنفيذ اعمال الدجل والشعوذة والسحر، وحينما سألتها الشرطة عن السبب الذى جعلها تسرق وتسلم المسروقات لتلك السيدة، قالت الفتاة انها على علاقة عاطفية باحد اقاربها وهو مغترب خارج السودان وهى تنوى الزواج منه، وحينما تقدم لخطبتها رفضته اسرتها دون ابداء اسباب واضحة، واكدت انها تود الارتباط بذلك الشاب مما دفعها للجوء لـ (كجورية) بغرض عمل سحر وشعوذة لربط افراد عائلتها وارغامهم على الموافقة على الزواج من حبيبها تحت تأثير السحر، واضافت الفتاة انها حينما لجأت لتلك الساحرة طالبتها بأموال طائلة ولم تكن معها تلك الاموال، الامر الذى جعلها تخطط لسرقة مجوهرات قريبتها، وبالفعل قامت بسرقتها وتسليمها للساحرة لاتمام عملية سحر افراد عائلتها.
وبعد ان استمعت الشرطة لحديث الفتاة طلبت منها اجراء مكالمة هاتفية للساحرة المتهمة ومطالبتها برد المسروقات بعد ان كشفت الشرطة امرها، الا ان الساحرة ابلغت الفتاة بأن المجوهرات قامت هى بارسالها الى الخرطوم وبيعها بالخرطوم واستلام نقودها، فأخطرت الفتاة الشرطة بذلك، الا ان الشرطة نفذت كميناً وقامت بمداهمة منزل الساحرة والقبض عليها والتحقيق معها بمنزلها قبل نقلها الى قسم الشرطة، واثناء التحرى مع الساحرة انكرت صلتها بالفتاة وانكرت معرفتها تماماً، بل انكرت كل ما كان بينهما من اتفاق، ولكن الشرطة كانت اذكى من الساحرة وواجهتها بتسجيل لمكالمة هاتفية بينهما تؤكد فيها استلامها للمجوهرات، وبعد محاصرة ومواجهة انهارت الساحرة واقرت باستلام المجوهرات، ولكنها طلبت من الشرطة امهالها ساعتين لاحضار الذهب، ولكن الشرطة رفضت امهالها، وبالضغط عليها قامت السيدة بالتوجه الى دولاب داخل غرفة نومها واستخرجت المجوهرات التى كانت تخفيها اسفل ملابسها واعطتها للشرطة.
وحينما حضر صاحب المنزل وزوجته تعرفا على المعروضات، واكدا انها هى نفسها المجوهرات التى سرقت من منزلهما، وتم رد المسروقات لاصحابها واستكتاب الساحرة تعهداً بعدم ممارسة السحر مرة اخرى.
وفى ذات السياق تنازلت الاسرة عن البلاغ المقيد ضد قريبة الزوجة المتهمة بالسرقة، الا ان الشرطة مازالت توالى تحرياتها في ما يتعلق بالحق العام.
الخرطوم: هاجر سليمان
الانتباهة
قصص الف ليله وليله …..حصريا في السودان