سؤال مخيف: هل أقيمت كأس العالم 1958 في السويد حقاً؟
عندما يتم ذكر كأس العالم 1958 الذي أقيم في السويد، تسترجع الذاكرة هدف بيليه الشهير، ورقم الفرنسي جوست فونتين التهديفي التاريخي، والتنظيم الوحيد في بلد إسكندنافي، لكن فيلماً سويدياً يُدعى “مؤامرة 58″ ينفي إقامة البطولة في السويد، وأنها لعبت في لوس أنجلوس الأميركية ضمن صراعات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي ذلك الوقت.
وطرح المخرج السويدي يوهان لوفتشد فيلمه المثير للجدل عام 2002، واستعان بعدد من المشاهير، منهم المؤرخ السويدي دي فايرن الذي قال إنه حصل على وثائق وإثباتات تؤكد أن المونديال أقيم في أميركا وليس السويد، وأضاف: الولايات المتحدة كانت تختبر قوة تأثير التلفزيون على الناس، كجزء من الحارب الباردة التي كانت في ذلك الوقت.
وواصل المؤرخ الذي فارق الحياة في عام 2013: جمعت آلاف الوثائق والصور والنصوص بعد نهاية البطولة مباشرة، وخلصت إلى أن البطولة لم تحدث على الإطلاق، وأحد تلك الأدلة هي المباني الواقعة خلف ملعبي أوليفي في غوثينبرغ والتي أظهرتها لقطات فوز البلد المضيف على ألمانيا الغربية، وتلك المباني لم تكن موجودة في المدينة السويدية، بل في الجانب الآخر من العالم.. تحديداً لوس أنجلوس الأميركية!
وأتبع: دليل آخر وهو طول ظل اللاعبين، وهو أمر لا يتناسب مع زاوية الشمس في صيف السويد، ولا يمكن إنتاجها إلا في الساحل الغربي الأميركي، بالإضافة إلى أن تنظيم حدث كبير كهذا كان يتطلب دعماً لوجستياً لم يكن موجوداً على جميع الصعد في السويد خلال الخمسينات الميلادية.
ويخالف النجم كوري هامرين الذي أحرز هدف الفوز في مرمى ألمانيا الغربية بمباراة نصف النهائي، كل ما ذكره المؤرخ دي فايرن، وقال: أنا كنت موجوداً في البطولة!، فكيف يقولون إنها لم تقم على الإطلاق! هذه أعظم ذكرياتي في كرة القدم.
ومع مرور وقت من بداية عرض الفيلم، يتم تقديم بعض الآراء التي تدعم ما قاله دي فيرين، ومنهم المهاجم أغني سيمونسون صاحب الهدف السويدي الثاني في مرمى البرازيل، والذي قال: قريباً لن يبقى أحداً يستطيع الجزم بأن كأس العالم أقيمت في السويد، لقد مر وقت طويل منذ ذلك الحدث، كما أن أغلب المشاركين به فارقوا الحياة.
ومع نهاية الفيلم، تظهر رسالة من لوفتشد والمؤرخ دي فايرين وقال المخرج: إن كل ما تم عرضه في الفيلم كان خدعة، وإن كل ما حدث لإثبات أن الناس تعتمد على مصادر غير موثوقة لاستقاء معلوماتهم، وبعض الناس استوعبوا ذلك مباشرة، وبعضهم احتاج يوماً أو اثنين لمعرفة أن الفيلم كان خدعة، لكن هناك قسم ثالث أثار مخاوفي.
وظهر جزء من المتابعين يؤمنون بـ”مؤامرة 58” بناء على ما شاهدوه في الفيلم، ولم يصدقوا ما قاله المخرج وزميله المؤرخ، وباتوا يشككون علناً بإقامة بلادهم لكأس العالم قبل 60 عاماً، ويطلبون أدلة على إقامتها.
وقال لوفتشد في حديث صحافي بعد الضجة التي صاحبت الفيلم: لقد أخافني ما حدث للبعض، لقد أثبت لي الفيلم أنه من السهل خداع الجمهور، كانت فكرتي أن أرسل للناس رسالة مفادها: لا تصدقوا أي شيء، ووصلت بالفعل للبعض، لكن هناك جزء من الناس يؤمن بمؤامرة 58، حتى الذين لا يتابعون كرة القدم يقولون إنهم سمعوا شيئاً غريباً عن كأس العالم التي أقيمت في السويد!.
العربية