وزير داخلية إيطاليا يغلق موانئ بلاده أمام سفينة إنقاذ مهاجرين
لا تزال سفينة إنقاذ تحمل 629 مهاجرا في البحر المتوسط محاصرة في البحر بعد رفض وزير الداخلية الإيطالي الجديد السماح لها بالرسو.
وقد وعد ماتيو سافيني، زعيم حزب الرابطة اليميني، خلال الانتخابات العامة الأخيرة في إيطاليا باتخاذ موقف متشدد ضد الهجرة.
ويقول إنه يجب على مالطا أن تقبل السفينة أكواريوس، لكنها رفضت، قائلة إنها إن المسؤولية القانونية تقع على إيطاليا.
وتعد إيطاليا المدخل الأساسي للمهاجرين العابرين من شمال إفريقيا إلى أوروبا.
وتقول منظمة “إس أو إس البحر المتوسط” الألمانية الخيرية إن مركز تنسيق الإنقاذ البحري الإيطالي أعطى تعليمات للسفينة بالتوقف في موقعها الحالي، على بعد 35 ميلا بحريا (65 كيلومترا) من إيطاليا، و27 ميلا بحريا من مالطا.
وتضيف المنظمة أن المهاجرين، وعدد كثير منهم من الأطفال التقطوا خلال ست عمليات إنقاذ قبالة سواحل ليبيا.
من على متن السفينة؟
يوجد حوالي 600 شخص على سفينة أكواريوس، وقد أنقذت معظمهم السلطات الإيطالية.
ومن بين هؤلاء الناجين 123 من القصر الذين لا يصحبهم أحد، و11 طفلا صغيرا، وسبع نساء حوامل، بحسب ما تقوله المنظمة.
وتتراوح أعمار القصر ما بين 13 و17، وهم من إرتريا، وغانا، ونيجيريا، والسودان، بحسب ما قاله صحفي على السفينة.
ماذا يقول القانون؟
القواعد التي تتعلق برسو ومساعدة سفن الإنقاذ، مثل سفينة أكواريوس، يحكمها القانون الدولي.
وتنص المعاهدة الدولية لسلامة الحياة في البحار على أن أي سفينة تشعر أنها في محنة في البحر يجب مساعدتها بغض النظر عن الظروف.
وتقول أيضا إن البلد المسؤول عن العمليات في تلك المنطقة يتحمل مسؤولية أساسية في أخذ الركاب من السفينة.
وتؤكد المعاهدة بوضوح على أن الحكومة ذات الصلة “يجب عليها ترتيب عمليات نزول الركاب من السفينة في أسرع وقت ممكن”.
ونظرا لأن المهاجرين أنقذوا قبالة سواحل ليبيا، فإن أقرب موانئ في المنطقة قد تكون إما صقلية الإيطالية، أو مالطا، وهذا هو السبب وراء المواجهة بين البلدين.
لماذا يرفض سالفيني المساعدة؟
سالفيني ، باعتباره وزيرا للداخلية الإيطالية، هو الشخصية الرئيسية الحكومة الشعبوية الجديدة في إيطاليا، وقد وعد باتخاذ موقف متشدد من الهجرة.
وتتكون الحكومة من “حركة خمس نجوم” المناوئة لمؤسسات الدولة، وحزب “الرابطة” المعارض للهجرة بشدة.
ويصر الحزبان على ضرورة ترحيل نحو نصف مليون مهاجر غير مسجلين “باعتبار ذلك أولوية” لهما.
لكن منتقدين يقولون إن خطة الحزبين لإعادة توطين هؤلاء المهاجرين غير عملية.
وقال سالفيني في أوائل هذا الشهر خلال زيارة إلى صقلية إنها ينبغي لها أن تتوقف عن أن تكون “مخيما للاجئين في أوروبا”.
ولوح أيضا ببحث اتخاذ إجراءات لمواجهة المنظمات التي تنقذ المهاجرين في البحر، وهي التي اتهمها من قبل بالتعاون مع المهربين.
ماذا قالت مالطا؟
نقلت وكالة فرانس برس عن متحدث باسم حكومة مالطا قوله “لسنا منسقي (عملية الإنقاذ) ولا السلطة المختصة”.
وأصر رئيس الوزراء، جوزيف موسكات على أن مالطا لن تسمح لأكواريوس بالرسو في موانئها، وقال إن تعليمات إيطاليا للسفينة كانت خطرة.
بي بي سي عربية