صلاح ونيمار يهددان حقبة «ميسنالدو»
هل يحقق الأرجنتيني ليونيل ميسي حلمه بالحصول على لقب كأس العالم؟ أم يكلل البرتغالي كريستيانو رونالدو مسيرته التاريخية مع منتخب بلاده وينهي مشواره مع البرتغال في نهاية مسيرته باللقب الأهم في العالم، حاصداً لقب مونديال روسيا، ومضيفاً لقباً جديداً لمسيرته بعد لقب الأمم الأوروبية التي توج بها البرتغالي في 2016؟! هي أسئلة يصعب الإجابة عنها، في ظل المنافسة الشديدة بين فرق العالم، ولكن السؤال الأبرز والذي ربما إجابته أقل صعوبة، هو من فيهما سيحصد لقب الكرة الذهبية هذا العام، وهما اللذان سيطرا على اللقب منذ 10 أعوام، أم أن هذا العام سيكون هناك منافس آخر على اللقب قد يقتنصه منهما، ويخرجه من فمي أسدين عملاقين سيطرا على الألقاب لعقد من الزمان؟ ترى من يستطيع أن يزيح رونالدو وميسي من على عرش الكرة الذهبية؟
الواقع يقول إن الأرجنتيني والبرتغالي هما الأقرب للكرة الذهبية، وفي عام المونديال يكون الأداء خلال مبارياته هو الحكم والفيصل فيمن سيذهب له اللقب، وباعتبار المنتخبين الأرجنتيني والبرتغالي هما ضمن أبرز المرشحين لنيل الكأس الغالية، لذلك، فالثنائي الأفضل في العالم أبرز المرشحين لنيل الجائزة التي يقرها الاتحاد الدولي (فيفا) بآراء الخبراء في نهاية العام، ولرونالدو أفضلية الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا 2018، بعدما تخطى ليفربول في المباراة النهائية، وإن لم تكن لرونالدو إسهامة حقيقية في حسم اللقب، ولكنه يبقى في جعبته عاملاً مرجحاً.
أسماء ينتظرها العالم
ولكن هناك أسماء ينتظرها العالم بشغف، ليرى ماذا ستفعل في المونديال لينضموا إلى ميسي ورونالدو في قائمة الترشيحات، ولعل أبرز هذه الأسماء، النجم البرازيلي نيمار جونيور دا سيلفا، لاعب نادي باريس سان جيرمان، الذي رغم الإخفاقات المتكررة لفريقه الفرنسي في دوري أبطال أوروبا، إلا أن اسمه يبرز بقوة مع المنتخب البرازيلي المرشح الدائم للقب المونديال، وقد يكون ما سيقدمه من أداء شفيعاً ومرجحاً له لنيل لقب الكرة الذهبية، في حال تقديمه لمستويات جيدة مع المنتخب البرازيلي، ووصوله للأدوار النهائية.
ولكن نيمار ليس وحده المرشح البارز في حسم سباق الكرة الذهبية، فأنظار العالم أجمع تتجه ناحية النجم العربي المصري محمد صلاح، الذي أبهر العالم بما قدمه من مستويات مع المنتخب المصري في التصفيات الأفريقية، ومع فريقه الإنجليزي ليفربول، والذي قاده صلاح للعب على نهائي دوري أبطال أوروبا، كما حصل على لقب هداف الدوري الإنجليزي، ولاعب الموسم في المسابقة الأبرز في العالم، منافساً أسماء ثقيلة في عالم كرة القدم.
ورغم ابتعاد المنتخب المصري عن الترشيحات للذهاب بعيداً في المونديال، إلا أن مساهمة صلاح، وكل كرة سيلمسها في كأس العالم مع المنتخب المصري ستكون محط أنظار العالم، ورغم صعوبة مهمة اللاعب المصري، إلا أنه مرشح بقوة للمنافسة على لقب الكرة الذهبية مع ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، ومعهم البرازيلي نيمار، وربما يدخل معهم أيضاً الإنجليزي هاري كين ثاني هدافي الدوري الإنجليزي ونجم توتنهام هوتسبيرز، الذي يعوّل عليه المنتخب الإنجليزي للذهاب بعيداً في كأس العالم، وإنهاء سلسلة الإخفاقات الطويلة، التي يعاني منها منتخب الأسود الثلاثة منذ عقدين من الزمان غاب فيهما عن الوصول للمربع الذهبي للمونديال.
كأس العالم والكرة الذهبية
ومنذ عقود يتحكم كأس العالم في لقب الكرة الذهبية، في السنوات التي تقام فيها البطولة، والحديث هنا عن المرشحين الثلاثة للقب، فمنذ أن حصد الإيطالي فابيو كانافارو اللقب في 2006، بعد حصول منتخب بلاده على لقب المونديال في 2006، كانت تلك هي المرة الأخيرة التي يحصل فيها اللاعب المتوج بلقب العالم على الكرة الذهبية، ومن بعدها كان المتوجون بلقب المونديال يدخلون الترشيحات ولا يتوجون باللقب.
في عام 2010، وبعد مونديال جنوب أفريقيا توج الأرجنتيني ليونيل ميسي بلقب الأفضل في العالم، بعد إنجازات برشلونة التاريخية، وكان ذلك سبباً في دخول نجمي الفريق الكتالوني أندرياس إنييستا وتشافي هيرنانديز للمنافسة على اللقب بعد أن حصل اللاعبان الإسبانيان على لقب العالم مع الماتادور، ولكن كأس العالم لم يكن شفيعاً لهما ليتوج أحدهما باللقب الذي ذهب إلى الأرجنتيني ليونيل ميسي، بالرغم من الخروج المخزي للمنتخب الأرجنتيني من دور الـ8 بالخسارة برباعية نظيفة أمام المنتخب الألماني.
وفي 2014، خرج المنتخب البرتغالي من الدور الأول محتلاً المركز الثالث في مجموعته، التي تصدرها المنتخب الألماني بطل تلك النسخة، وحل ثانياً خلفه المنتخب الأميركي، وبالرغم من ذلك توج كريستيانو رونالدو بلقب الأفضل في العالم، بالرغم من أن المنافس التقليدي ليونيل ميسي وصل مع منتخب بلاده للمباراة النهائية، إلا أن ذلك وضعه في المركز الثاني خلف رونالدو في الترشيحات، وكان ثالثهما مانويل نوير حارس مرمى المنتخب الألماني المتوج بلقب العالم.
إذاً فنيل لقب العالم، أو حتى الوصول بعيداً في المنافسة ليس هو العامل الأساسي في اختيار اللاعب الفائز بلقب الكرة الذهبية، هو عامل ترشيح وترجيح، ولكنه ليس العامل الوحيد، أو هكذا صار الأمر في اختيارات الاتحاد الدولي والخبراء، الذين يعتمدون على حصيلة النجم مع نادي ومنتخب بلاده في البطولات الأوروبية والتصفيات القارية، وحتى المستوى الفردي للاعب مع منتخب بلاده في كأس العالم دون وضع اعتبار التتويج بلقب كأس العالم أو حتى السير بعيداً في المنافسات ضمن الأولويات.
صلاح.. نجم صاعد
وهذا الأمر ربما سيكون دافعاً للنجم العربي محمد صلاح في الترشح لجائزة الكرة الذهبية، فصلاح (26 عاماً) لاعب ليفربول الإنجليزي يحظى بنصيب من الترشيحات قبل انطلاق المونديال الروسي، لاسيما وأن اللاعب قدم سجلاً تهديفياً رائعاً مع فريقه في الدوري الإنجليزي بالموسم المنقضي.
وتوج صلاح هدافاً للدوري الإنجليزي في الموسم المنقضي من خلال تسجيل 32 هدفاً، كما لعب دوراً بارزاً في بلوغ الفريق نهائي دوري أبطال أوروبا لكن المباراة النهائية أمام ريال مدريد الإسباني شهدت إصابته في الكتف ليغيب عن المرحلة الأخيرة من استعدادات المنتخب المصري للمونديال الروسي.
ولكن آمال اللاعب وفريقه لا تزال قائمة في أن يقدم مع أحفاد الفراعنة المستويات نفسها التي قدمها مع ليفربول في الموسم المنقضي، ويقود منتخب بلاده للذهاب بعيداً في المونديال، لتزيد من فرصه في الترشح للمنافسة على لقب الكرة الذهبية، وربما الحصول عليها ليصبح اللاعب العربي الأول في التاريخ الذي ينال الكرة الذهبية.
آمال نيمار
أما النجم البرازيلي نيمار، فقد أضر بنفسه كثيراً، بعدما انتقل من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، وهو الفريق معدوم الخبرة الأوروبية، ولم يحقق نيمار أي جديد أو إضافة للنادي الفرنسي، بعدما ودع دوري الأبطال مبكراً أمام ريال مدريد الإسباني، ولن يكون تتويجه مع الي إس جي بلقب الدوري الفرنسي مرجحاً لنيمار، وبالتالي فكأس العالم هو أمل اللاعب البرازيلي الوحيد للدخول ضمن القائمة القصيرة للمرشحين على لقب الأفضل في العالم، وهذا لن يكون إلا بوصول المنتخب البرازيلي للمربع الذهبي على أقل تقدير.
وربما نيمار لو كان قد ظل في برشلونة الإسباني لكان له نصيب أكبر من المنافسة على الكرة الذهبية، ولكنه فضل أموال باريس سان جيرمان على استكمال مسيرة التألق مع النادي الكتالوني، فأضر بنفسه، وربما أضر ببرشلونة نفسه، الذي خرج من ربع النهائي أمام روما الإيطالي، وربما لو كان نيمار موجوداً لساهم في صعود البلاوغرانا لنصف النهائي والنهائي، وكانت فرصته على لقب الأفضل في العالم لتضاعفت.
ويبقى أمل نيمار معقوداً على ما سيقدمه في المونديال، لينضم إلى الكبار في المنافسة على لقب الكرة الذهبية، وبالطبع، فالمنتخب البرازيلي ضمن أبرز المرشحين للقب.
آمال إنجليزية وفرنسية
وهناك بعض اللاعبين الآخرين يمكنهم تصدر المشهد في المونديال الروسي، ليترشحوا على لقب الكرة الذهبية، مثل الإنجليزي هاري كين الذي سجل 30 هدفاً مع توتنهام في الدوري الإنجليزي خلال الموسم المنقضي. وقد يلعب كين دوراً بارزاً مع المنتخب الإنجليزي الذي استعاد كثيراً من قوته في الآونة الأخيرة، مع مجموعة شابة وطموحة تسعى لكتابة تاريخ جديد للكرة الإنجليزية، وقد يكون كين ضمن المرشحين للكرة الذهبية في حال قاد المنتخب الإنجليزي للسير بعيداً في المونديال، وأسهمت أهدافه في ترجيح كفة الأسود الثلاثة في كأس العالم.
حلم غريزمان
أيضاً يبدو الفرنسي أنطوان غريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني مرشحاً لفرض نفسه بين أبرز نجوم المونديال الروسي، وبالتالي المنافسة على الترشح للكرة الذهبية، بعد أن قاد أتلتيكو مدريد لحصد لقب الدوري الأوروبي، وساهمت أهدافه في تتويج الفريق الإسباني، وأيضاً قاد منتخب بلاده في التصفيات القارية، وكانت لأهدافه الكلمة الحسم في تأهل المنتخب الفرنسي للمونديال، ولذلك يبقى ضمن المرشحين للدخول في «الشورت ليست» للمنافسة على الكرة الذهبية.
فترى من سيحصد نجومية المونديال؟ ومن سيكون المونديال بوابة له لكتابة اسمه في تاريخ الكرة الذهبية، بحصد لقبها، أو مجرد الترشح للقائمة النهائية للمنافسة على اللقب، وهل سيكون العام 2018 نهاية عقد السيطرة بين ميسي ورونالدو على اللقب، أم مجرد استمرار لمسلسل نجمي الأرجنتين والبرتغال؟!
صحيفة البيان