درجة الحرارة بالعراق تتجاوز نصف الغليان.. كيف تحمي نفسك؟
أعلنت هيئة الأنواء الجوية العراقية الثلاثاء أن موجة حر تجتاح العراق منذ يوم الاثنين وستستمر حتى الجمعة المقبل، حيث ينتظر أن تتجاوز درجات الحرارة في بعض المحافظات العراقية نصف درجة الغليان.
ونقلت وكالة الأناضول عن بيان للهيئة أن محافظات البلاد كافة تشهد ارتفاعا تدريجيا في درجات الحرارة، وأوضحت أن ذلك جاء بسبب “زيادة تأثير المنخفض الجوي الحراري الموسمي والذي ترافقه كتلة هوائية حارة وجافة”.
وأرفقت الهيئة البيان بجدول لارتفاع درجات الحرارة في تسع محافظات خلال الأسبوع الحالي، حيث ينتظر أن تتجاوز درجات الحرارة في محافظات الناصرية والعمارة والبصرة، جنوبا، 50 درجة مئوية.
ويشهد شهرا يوليو/تموز وأغسطس/آب ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة في العراق عامة، حيث تتجاوز درجة الحرارة في بعض مناطقه 50 درجة، مما يضطر الحكومة إلى تعطيل الدوام الرسمي للحد من الإصابة بالحمى والأمراض الأخرى المصاحبة لارتفاع درجات الحرارة.
ولارتفاع درجات الحرارة تأثيرات على الجسم، وذلك عبر تحفيز سلسلة من العمليات التي تنتهي بحدوث مضاعفات خطيرة في الجسم قد تقود لدى البعض للموت، وتشمل التالي:
عندما ترتفع درجة حرارة الجسم عن 37 يبدأ الجسم بالتعرق، وهي آلية لتبريد الجسم، إذ إن العرق حتى يتبخر عن الجلد يقوم بامتصاص حرارة من الجسم مما يؤدي لتبريده.
مع تواصل الحرارة المرتفعة في الجو وعدم حصول الشخص على كمية كافية من السوائل لتعويض ما يفقده من العرق يصاب الجسم بالجفاف.
يؤدي الجفاف إلى تقليل حجم الدم في الجسم.
يقود انخفاض حجم الدم إلى نقص الواصل منه إلى الأعضاء الحيوية مثل الكلى والدماغ، مما يؤدي إلى تلف في خلاياها.
مع استمرار الحالة تبدأ الأعضاء الحيوية بالتوقف، مما يقود إلى مفاقمة تقهقر الوضع الصحي للجسم.
تؤدي هذه العملية في الأمعاء إلى إفراز كميات كبيرة من البكتيريا التي تدخل مجرى الدم.
اجتماع هذه الآليات السابقة يقود إلى الوفاة، التي قد تحدث خلال فترة قصيرة قد تكون ساعات.
وتؤدي حرارة الجو المرتفعة إلى إصابات الحر، والتي تشمل:
التشنجات الحرارية: وتحدث غالبا في عضلات الساق أو الساعد أو البطن، وعادة بعد انتهاء نشاط جسدي، وترجع إلى فقدان السوائل والأملاح نتيجة التعرق الشديد، وتعب العضلات.
الإجهاد الحراري: وهي حالة تسبق ضربة الحر، وتشمل أعراضه التعرق الشديد والنفس السريع والنبض السريع والضعيف، والعطش الشديد والضعف والدوخة.
ضربة الحر “ضربة الشمس”: وفيها ترتفع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 40 درجة مئوية، ويرافقها تغيرات بالجهاز العصبي مثل الغيبوبة، وجفاف الجلد وسخونته، وانخفاض الضغط وتسارع نبضات القلب، وقد تقود إلى الموت.
ما أعراضها؟
حرارة الشخص تبلغ 40 مئوية أو أكثر.
تغير في وعي الشخص، مثل الارتباك أو ثقل اللسان أو الغيبوبة.
غثيان.
تقيؤ.
احمرار الجلد.
تسارع النفس.
صداع.
تسارع نبضات القلب.
تغيرات في التعرق، فمثلا إذا كانت ضربة الحر ناجمة عن الجو الحار يكون الجلد جافا وساخنا، أما إذا كانت ناجمة عن نشاط عنيف فإن الجلد قد يكون رطبا.
في حال تفاقم الحالة وعدم علاجه قد يموت الشخص.
ما الإسعافات الأولية؟
عادة تكون التشنجات الحرارية هي المرحلة الأولى من إصابات الحرارة، وفي حال عدم التعامل معها تتطور إلى الإجهاد الحراري ومن ثم ضربة الشمس. وتشمل الأعراض الأولى تشنج العضلات والتعرق الكثيف والتعب والعطش.
إذا كنت تشك أن الشخص يعاني من إصابة ناجمة عن الحر أو يحتاج للطوارئ، فافعل التالي:
انقل الشخص لمكان بارد، واجعله يستلقي على الأرض مع رفع قدميه حوالي ثلاثين سنتيمترا.
ضع شريطة مبللة بالماء على جلد الشخص لخفض درجة الحرارة، أو صب عليه الماء البارد مباشرة.
إذا كان الشخص واعيا أعطه مشروبا مثل المشروبات الرياضية التي تحتوي على الأملاح.
بإمكانك تحضير محلول ملحي، وذلك عبر إضافة ملعقة شاي من الملح إلى ربع غالون (أي حوالي 945 ملليلترا، أي أقل من لتر بقليل) وأعطه منه نصف كوب كل 15 دقيقة.
إذا كان الشخص يعاني من تشنجات بالعضلات فأعطه السوائل كما سلف وقم بعمل مساج خفيف للعضلات حتى ترتخي.
إذا لم يتوافر المشروب الرياضي أو المحلول الملحي فاسق المصاب ماء باردا.
تحذيرات:
لا تعط الذي يعاني من الإصابات الحرارية الأدوية التي تستخدم لعلاج الحمى، مثل الإسبرين والباراسيتامول، إذ إنها لن تساعده، وربما تضره.
لا تعط المصاب أقراص الملح أو الملح الجاف بدون خلطه مع الماء.
لا تعطه أي مشروب يحتوي الكحول أو الكافيين.
لا تعطه أي شيء عبر الفم إذا كان يتقيأ أو كان غائبا عن الوعي.
لا تضع مناديل الكحول (alcohol rubs) على جلد الشخص.
متى تتصل بالطوارئ؟
إذا حصل أي تغيير في وعي المصاب، مثل شعوره بالتشويش أو الارتباك.
إذا فقد وعيه.
إذا كانت درجة حرارته أكثر من 102 فهرنهايت (38.8 مئوية).
إذا لم تتحسن الحالة رغم الإسعافات الأولية السابقة أو ساءت.
إذا ظهرت عليه أي من أعراض ضربة الشمس.
إذا لم تكن متأكدا من حالة الشخص ومدى خطورتها.
وللوقاية من إصابات الحر ينصح بالتالي:
ارتداء ملابس خفيفة فاتحة اللون لا تحبس الحرارة وتعكس أشعة الشمس ولا تمتصها.
شرب كميات وافرة من السوائل.
الابتعاد عن الأماكن الحارة وقصد الأماكن الباردة الظليلة.
عدم ممارسة الرياضة أو المشي في الجو الحار أو تحت الشمس.
المصدر : تايم,الجزيرة