رأي ومقالات

ما تم فتح ومنجز لاخوتنا بالجنوب حق لهم به الاحتفال والفرح والمرح وحق ان يوضع في ميزان حسنات (البشير)

اكتوبر الماضي زرت جوبا ضمن وفد صحفي محدود العدد بعد ان جفل البعض وتخلف ! قال احدهم ان كتاباته تجاه الجنوبيين عورة ؛ وقد خشي الرجل (الخمش) وحرضني للتراجع لكني لطبع لا يأبه بالهواجس الإفتراضية رفضت ؛ وسافرت ؛ واستقبلتني جوبا ببعض مطر وكثير رطوبة وغبار عالق بالطرقات وحفاوة دافئة

من الشباب الذين إستقبلونا اذكر منهم شاب بسام اسمه (نفير) ان شهقت سارع نحوي يخدمني حافيا ؛ ثم اني لما وصلت مقر مضيفتي ترجوته ان يقلني الى جامعة جوبا ؛ الساعة زحفت الى تخوم الخامسة عصرا ؛ لي في ذاك المكان رحيق ذكريات ذكرت له في خارطة مساراتي (ميز اربعين ) ومنزل في حافة (اطلع بره) اذ لا يمكن ان اعود (جوبا) ولا اكتحل بالعزيز (برناتو) ذاك الابنوسي النابه الاخلاق كرما ومودة والذي لطالما تمدد صوته الجهور بين عند سفح جبل (كجور) يملأ صدره بهواء المدينة ويرسله من القمة للمنحدر (اوووووون هو ) ثم ينغرس مثل الرمح معجبا بنفسه يغالب لملمة إبتسامة تكاد تفك ستر صرامته اعجابا بنفسه ؛ كنت الح في ابتدار زيارتي بالجولة ذات الاشجان الخاصة ؛ فخرجنا اجلسني مرافقي في المقعد بجواره مستعصما بالصمت ؛ نشق الطرقات ؛ مظاهر الإعياء والرهق تطل من الوجوه مع ضجيج وشغب حياة طقوسه مماثله لحال السودان الشمالي ؛ غلب على الشارع (التوب) والعمامة ؛ بدت لي الامكنة اقل نضارة حتى من ايام عهدي بها كمنطقة عمليات حين كنا فيها ؛ حينما وصلت الى حمى الجامعة وقضائها طلبت منه ان يطوف بها قبل ان اهبط في زاوية لمحت منها جانب بناء المكتبة التي اظن اني (اكلت) وقرأت كل محتواها ! نظرت الى شجرة (لبخ) على جزعها لطالما إتكأ (ابن عمر) وعوض الكريم ظننت لبرهة اني لمحت الملازم ابو سويط وهشام كيس ؛ بالقرب منها كان لا يزال مصلى (الكدقري) تحسست جانب السور الذي اصلح ثقب فيه كان يعبر منه من يرتدون من الجند اوسمة الشجاعة عند العشيات حين (يدقشون ) الحلة ويعودون إبتساماتهم عالية وشغبهم في عصيان الضباط ضاج ! انها وضعية الحرب التي حولت جامعة لثكنة فلا تضيقوا ضيقا سادتي ! اجملت النظر غلبني الحنين فهزمني الدمع ؛

مرافقي استشعر الحرج لمحتني سيدة عابرة سمعتها وقد توقفت (هو مالو ) تقصدني فاجاب نفير انه ضيف من الخرطوم ! اقتربت مني صافحتني بود حنون كانت ترسل عبارات ترحيب ملحاحة سحبت اندلاقات نفسي اثرثر معها قالت انها من (جبرة) وخريجة الأحفاد سمت لي قائمة دفعة ورفيقات وكأني (قاسم بدري) سألتها عن الحال اختصرت (شوف براك) شكرتها عارضا ان نقلها في مسارنا اعتذرت بلطف ان منزلهم بالجوار وعرضت ان نتغدى عندهم إعتذرت بلطف اكبر انا ؛ غادرتنا وهي اسمعها تقول يا حليلك ! لسبب ما استشعرت الطرافة فضحكت لنغادر بعدها طلب مرافقي قوارير ماء من متجر مخصوص حمل لي ما يصلح لشرب فيل فلما تعجبت علمت ان سعرها في الفندق خيالي ؛ حرب الرفاق اعطبت الحياة اذ لا كهرباء ولا مياه والحياة عسرت ؛ مساء التقيت بعدد من الاصدقاء والمعارف خبرت منهم كيف ان الحرب قد قتلت حلمهم ؛ حربهم هم ؛

ثم رايت وسمعت ما يجعلني اوقن ان ما تم بالامس فتح ومنجز لاخوتنا بالجنوب حق لهم به الاحتفال والفرح والمرح وحق ان يوضع في ميزان حسنات (البشير) سواء بموازين الدنيا والسياسة او بتقديرات ثواب الآخرة ؛ هذا عمل صالح وان رغب البعض اثم نفس وجهالة تصنيف الا يكون كذلك واللهم اتم على الجنوبيين نعمة السلام والطمأنينة.

بقلم
محمد حامد جمعة

تعليق واحد

  1. ههههه والله الواحد ماعارف أرد أقول شنو علي هذا الكاتب بس حا أسالة سؤال واحد هل السودان أفضل حالاً من جنوب السودان ماكلنا في الهواء سواء