الجزائريون يقاطعون الحفلات الفنية .. “خليه يغني وحدو”
أطلق جزائريون حملة واسعة لمقاطعة الحفلات الفنية، مطالبين بتحويل أرباحها للتنمية المحلية؛ ما أزعج السلطات الرسمية وأثار جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
واتسعت رقعة المقاطعة والعزوف عن حضور الحفلات الفنية في الجزائر، التي تندرج ضمن تظاهرة ينظمها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة (حكومي)، تحت شعار “لنفرح جزائريًا” في عدّة محافظات؛ وخاصة جنوبي البلاد.
وأنطلقت تظاهرة “لنفرح جزائريًا” في 12 يوليو/تموز الماضي، وتستمر حتى 18 أغسطس/آب الجاري، في عدة ولايات جزائرية.
واضطرت السلطات بعد حملات المقاطعة إلى إلغاء عدّة حفلات، كان من المقرر أن يُحييها فنانون محليون بمحافظات بشار (جنوب غرب)، ووادي سوف (جنوب شرق)، والجلفة (وسط)، وبجاية (شمال شرق).
بداية الشرارة
في 26 يوليو/تموز الماضي، انطلقت شرارة المبادرة الشعبية من ولاية ورقلة (جنوب)، ضد حفل فني كان من المقرر أن يُحييه عدّة فنانين جزائريين، حيث طالب السكان عبر لافتات رفعوها بتحويل المداخيل (الأرباح)، لإصلاح مستشفى المدينة، وتحسين ظروف المعيشة. واحتج سكان ولاية سيدي بلعباس، في مطلع أغسطس/آب الجاري، ضد تنظيم الدورة العاشرة لمهرجان أغنية “الراي”.
وعبّر السكان عن رفضهم للمهرجان، وطالبوا بإلغائه، وتوجيه عائداته المالية إلى مشاريع تنموية بسيدي بلعباس، بأداء صلاة العشاء جماعة أمام مقر دار الثقافة، مكان تنظيم الحدث. وشكل تأجج الاحتجاجات، وحملات المقاطعة بعد اتساعها عبر البلاد إزعاجًا للسلطات.
وقال وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، السبت، إنّ “ما وقع في ورقلة، هو تراكم لرفع جملة من المطالب إلى السلطات”. مضيفا في حوار مع جريدة “الحوار” (خاصة)، أنّ الاحتجاجات التي قام بها مواطنو ورقلة معارضة للحفلات الفنية، ما هي إلا تراكم لمطالب اجتماعية.
وفي تصريح سابق، ردّ ميهوبي على مقاطعي الحفلات الفنية، بالقول: “إنه ليس من حق أي شخص منع تنظيم حفلات فنية مهما كانت الظروف والدواعي، خاصة في مناطق الجنوب التي لم تنظم فيها حفلات منذ نصف قرن”.
وكان رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحيى، حذر المحتجين بورقلة والجلفة بقوله، إنّ “الفوضى ليست حلًا للمشكلات سواء اقتصادية أو اجتماعية”، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة نهاية الشهر الماضي، إنّ “البطالة ليست حجة لرفض حفل فني، والبطالة ليست منتشرة في الجنوب فقط بل في عاصمة البلاد أيضًا”.
في المقابل، قال وزير الداخلية، نورالدين بدوي، الخميس، عقب اجتماعه مع إطارات الوزارة، إنّ “تعليمات رئاسية صدرت للاهتمام بولايات الجنوب، وحل مشكلات التنمية بها، ومعالجة مختلف انشغالات سكانها”. وأضاف أنّ الدولة سخرت إمكانات مادية وبشرية كبيرة، للارتقاء بالتنمية عبر كافة ربوع البلاد، خاصة بالمناطق الداخلية والجنوبية، التي احتج سكانها على ظروفهم المعيشية بمقاطعة حفلات فنية.
بين إقامة الحفلات ومشكلات التنمية؟
رأى الإعلامي فيصل مطاوي، أنّ منع الحفلات الموسيقية بشكل من الأشكال يعد تعدّيا على الحريات. وقال مطاوي لوكالة “الأناضول” إن “من حق الناس أن تذهب للحفلات، ومن حقها أن تذهب إلى المسجد وإلى أي مكان تريده”.
وأشار إلى أنّ ميزانية مجال الثقافة في الجزائر تقل عن 1 بالمائة؛ ورغم قلّتها يعتقد البعض أنّ الثقافة والفن زائدة ومجرد كماليات. وأوضح الإعلامي الجزائري، أنّ الثقافة والفن وسيلة مهمة مثل العلوم، تحقق بها المجتمعات تطورها وتنميتها.
من جانبه، اعتبر المواطن ياسين زروالي، (23 عامًا)، وهو عاطل من العمل، أنّ الأولوية هي التنمية، وتوفير فرص العمل لامتصاص البطالة التي يعاني منها الشباب؛ بدلًا من صرف ملايير الدينارات على حفلات لا طائل منها.
الاحتجاجات ضد الفن تشعل مواقع التواصل
وأثارت الاحتجاجات ضد إقامة الحفلات بعدّة ولايات في الجزائر جدلًا واسعًا وردود فعل مؤيدة ومعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأطلق نشطاء وسمًا بعنوان “#خليه_يغني_وحدو” (اتركه يغني بمفرده)، في إشارة إلى ضرورة مقاطعة تلك الحفلات وترك المطربين وحدهم، ونشر ناشطون تغريدات تدعو إلى ترشيد الإنفاق الحكومي، وتخصيص مبالغ مالية لتنمية الجنوب الجزائري، واستثمار الأموال المخصصة للحفلات الغنائية لتحسين ظروف المعيشة بهذه المناطق الصحراوية.
وغردت رحيمة: “أموال الشعب تبذر على الحفلات الغنائية في حين أن الشعب يعاني من أزمة التقشف التي سببها سوء تسيير مال الشعب مالا #خليه_يغني_وحدو”.
غير أن فيه من انتقد طريقة الاحتجاج، على غرار الناشطة عوادة بوعابي، التي قالت “لدينا مشكلة اجتماعية وحيدة في الجزائر هذه الأيام وهي الحفلات الغنائية!”، مضيفة: “كل شيء بالتمام والحمد لله!”.
كما استنكرت من أطلقت على اسمها “فاتن الجزائرية”، أسلوب الاحتجاج قائلة: “كل الجزائر تُعاني من أوضاع اقتصادية مزرية؛ لا سيما الجنوب”. وتساءلت، عبر موقع فيسبوك، “لماذا لا نطالب بحقوقنا بمكانها الصحيح وفي كل وقت، ونكتفي بإلغاء حفل فني كإنجاز، والتضييق على حرية الآخرين”.
العربي الجديد
ده الكلام الصح ياريت الشعب السوداني يعمل كده ويقاطع المغنين والمغنيات والحفلات التي لاياتي من ورائها الا الفقر والخراب