لماذا تتبع نفس حمية صديقك والنتائج مختلفة؟
تلقي دراسة جديدة من الباحثين في Mayo Clinic بعض الضوء على السبب الذي يجعل بعض الأشخاص يفقدون وزنًا أكبر من غيرهم، على الرغم من الالتزام التام بنفس النظام الغذائي وتقييد السعرات الحرارية وممارسة الرياضة.
وبحسب ما نشره موقع “New Atlas” نقلا عن دورية “وقائع مايو كلينك”، فإن مجموعة كبيرة من العوامل التي تكمن وراء الفسيولوجيا المرضية للسمنة، وربما يكمن السر في التكوين الفريد لبكتيريا الأمعاء في جسم الإنسان.
وتتباين الأسباب بداية من العوامل البيئية ووصولا إلى الجينات الوراثية، ولكن يكون هناك دائماً عدد كبير من الأسباب التي تحدد كيف يقوم الفرد، على وجه التحديد، بتأييض الطاقة.
بكتيريا الأمعاء
هناك مجموعة متنامية ومثيرة للاهتمام من الأبحاث تكشف بالوقت الحالي أن تكوين ميكروبيومات الأمعاء يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا في تفسير سبب فقدان بعض الأشخاص للوزن بسهولة أكبر من الآخرين.
وتم إجراء تجارب الدراسة الجديدة لفحص الاختلافات في البكتيريا المعوية في الأشخاص الذين يعانون من السمنة ويحاولون خفض الوزن.
وكشفت النتائج أن هناك بالفعل اختلافات في بكتيريا الأمعاء بين أولئك الذين نجحوا في خفض أوزانهم.
وتشرح فاندانا نيهرا، باحثة مشاركة في الدراسة العلمية، أن “بكتيريا الأمعاء لديها القدرة على هضم جزيئات الطعام المعقدة، التي تزودنا بالطاقة الإضافية. وهذا أمر جيد لجسم الإنسان “.
وتضيف: “ومع ذلك، فإنه بالنسبة لبعض الأفراد الذين يحاولون إنقاص الوزن، ربما تصبح هذه العملية بمثابة عائق”.
تم رصد نوعي البكتيريا في نتائج التجارب، حيث لوحظ وجود Phacolarctobacterium، وهو نوع شائع بشكل معقول من البكتيريا، في مستويات متزايدة من المواد الناجحة في إنقاص الوزن، في حين تم التعرف على وفرة متزايدة لـ Dialister في أولئك الأقل قدرة على إنقاص الوزن.
برامج الحمية الغذائية الفردية
إن الآليات الفعلية التي تستخدمها هذه البكتيريا للتأثير على تصريف الطاقة والتمثيل الغذائي غير معروفة في هذه المرحلة، ولكن يمكن استخدامها مبدئياً كمؤشرات حيوية لمساعدة الأطباء على تخصيص برامج فقدان الوزن الفردية بشكل أفضل.
كما أثبتت الدراسة بشكل أساسي أن بعض الأشخاص يمكنهم استقلاب الكربوهيدرات بشكل أكثر فاعلية، وبالتالي يكون لديهم المزيد من الصعوبة في فقدان الوزن من خلال تقييد السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني.
ولا يزال البحث في مراحله الأولية، ولا بد من القيام بمزيد من التجارب والدراسات قبل فهم أكبر لما يمكن أن تطلقه بكتيريا الأمعاء النوعية وهذه الإنزيمات الكربوهيدراتية النشطة، وما إذا كان يمكن إجراء تدخلات لتعطيل هذه الآلية.
ولكن تقدر الدراسة رؤية علمية رائعة حول كيفية قدرة البكتيريا المعوية على تعديل قدرتنا على استقلاب بعض الكربوهيدرات، كما تضع مسمارًا آخر في نعش المعادلة القديمة: “كلما تم التقليل من السعرات تمكن الشخص من إنقاص وزنه”.
العربية