بعد أن وضعت إحداهن مولودها تحت شجرة .. إزالة الحسانية السليم .. صرخات على جدار الانسانية
قرى الحسانية والسليم ربما أصبحت مثل القرية التي مر عليها نبي الله عزير وتسأل عن كيفية احيائها.
قرية تحولت إلى مسرح معاناة تجسدت فيه كل انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد مواطنون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء. بعد أن هدت آليات الحكومة منازلهم وحولتها إلى ركام ثم اقتلعت جهات أمنية رواكيبهم التي نصبوها لتقيهم حرارة الشمس وبرودة الطقس ليلا ونهارا ثم ما عاد أمامهم سوى أن يضعوا أيديهم فوق خدودهم ومن تحتهم أطفالا يصرخون وذات حمل تن وتتوجع وشيخ مسن يرفع يديه إلى السماء يدعو على من اوصلهم إلى الجحيم.. انتهاكات كبيرة ارتكبت في حقهم باسم قانون معيب يقر الازالة ولا يعرف إلى معالجات اوضاع المزالين سبيلا. وكأنما المُزالين ليسوا مواطنين ومن حقهم على الحكومة معالجة أوضاعهم جنب إلى جنب مع حقها في الإزالة .
مواطنون يسألون عن ماذا تريد أن تفعل بهم السلطات أكثر مما فعلت وينظرون عواقب إصرارهم على بقائهم داخل المنطقة المزالة في أوضاع محزنة ستتفاقم حتما مع دخول فصل الشتاء.
يقول المواطنون إن السلطات نفذت أكبر مجزرة في حقهم فأثناء الإزالة قُطع عنهم التيار الكهربائي وخدمة المياه وتركوهم في ظلام دامس وتحت رحمة أصحاب عربات (الكارو) حيث يباع برميل المياه بعشرات الجنيهات حسبما أفادت عوضية نورالدين وقالت إن السلطات نزعت عدادات الكهرباء، ثم حذرت من استمرار الاوضاع هكذا دون معالجة سيما وأن فصل الشتاء على الأبواب فالاطفال وكبار السن والنساء يواجهون أقسى أنواع المعاناة اذ لا طبيب معالج ولا أغطية ولا بطاطين.
وبنبرة غاضبة يقول نور الله محمد إن السلطات لم تكتفِ بالازالة فحسب بل ظلت تلاحق الناس وتقتلع الرواكيب المنصوبة وقطع المياه والكهرباء فضلا عن انعدام الخدمات وتشريد الأسر ونفوق المواشي . وكذلك تابعت المواطنة آسيا طه أن المنطقة ظلت تعاني من الازالات المتكررة لسنوات وحذرت من تفاقم أزمة المزالين بالمنطقة خاصة وأنهم غير قادرين على توفير احتياجاتهم اليومية حتى الأكل ومياه الشرب النظيفة التي أصبحوا يعتمدون في الحصول عليها من القرى المجاورة وكشفت عن إن إحدى النساء وضعت مولودها تحت شجرة.
الخرطوم: شذى الشيخ
صحيفة الجريدة