خط أحمر لا يُمكن تجاوزه.. (راتب الزوجة).. وترٌ حَسّاسٌ وقضيةٌ غير قابلة للنقاش.!
حدّثتني زميلة دراسة بطلبها الانفصال عن زوجها واللجوء للمحكمة لأخذ حُريتها حَدّ تعبيرها، وكان السبب غريباً بعض الشيء رغم أنّ الطلاق أبغض الحلال وأمرٌ عاديٌّ يحدث بين الأزواج، لكن تلك الزميلة التي شغلت وظيفة مرموقة بإحدى الشركات الخاصّة جعلت راتبها يفوق راتب زوجها بأضعاف مُضاعفة ما جعله مَطمعاً له، وظنّ أنّه قادرٌ على التهامه كفريسة رمي بها الحَظ أمامه، وظلّ يُطالبها بضرورة اقتسام احتياجات المنزل وتحمُّل الجُزء الأكبر باعتبار أنّ راتبها الأعلى! لكنّها ظلّت تَرفض وبشدة مُتسلِّحةٍ بالشرع والقانون اللذين يلزمانه بالإنفاق عليها، وأصبحت الحياة بينهما بين شَدٍ وجَذبٍ مِمّا جعل الحياة مُستحيلةً، فلجأت لطلب الطلاق بالمحكمة…!
(1)
ما سبق ذكره أعلاه، قصة حقيقيّة على أرض الواقع، بطلتها أُنثى حسناء، كل ذنبها أنّها صاحبة وظيفة مرموقة، عجّلت بإنهاء حياتها داخل ردهات المحاكم، والسَّبب راتب الزوجة الذي يُعتبر ضلعاً حسّاساً وخطاً أحمر لا يُمكن تجاوزه.. حديث زميلتي قادتني للتنقيب داخل مملكة المُوظّفات وكيف هو واقع الحال بينهن وأزواجهن.
(2)
(إسلام) كَشَفَت أنّ زوجها منذ أيام الخطوبة كان يخبرها أنّ مالها ليس خَاصّاً بها، وأنّ بطاقة الصّرّاف لا بُدّ أن تكون بحوزته بحجة أنّها لا تتحكّم في الإنفاق وأنّها تصرف أموالها في أشياءٍ غير مُفيدةٍ، وقالت: (كنت أعتقد أنّ حديثه من أجل مصلحتي، لكن اكتشفت أنّه يصرف على المنزل من راتبي، وحينما أطلب بعض المال يرفض، ما جعلني أترك المنزل ولم أعد إليه إلاّ بعد أن استعدت بطاقتي وأصبحت أنفق على نفسي من حُر مالي).
(3)
قالت إيناس، إنّها ظَلّت في حالةٍ نفسيةٍ سيئة بسبب تصرفات زوجها معها ومُحاولته الاستيلاء على مالها الذي ظلّت تكسبه من وظيفتها، ممّا دفعها لمُحاولة منعه من رَاتبها بتدخل أفراد أُسرتها الذين وقفوا في وجهه.. بالمُقابل قالت رباب إنّها وَهَبت نَفسها ومالها لزوجها باعتبار أنّه شريك حياتها ورفضت طريقة تعامل بعض الزوجات مع أزواجهن، لافتةً إلى أنّ صعوبة الحياة تتطلّب الوقوف الى جانب البعض حتى تمر سفينة الحياة بسلامٍ، مُشيرةً الى أنّ زوجها ورغم راتبها العالي إلا أنّه يقوم بتحمُّل العبء الأكبر من مصاريف الحياة اليومية.
(4)
من جانب آخر، شكت مطربة معروفة يقوم زوجها بإدارة أعمالها، أنّ زوجها ظلّ يقوم بالإنفاق على أسرته الكبيرة والصغيرة من عائد حفلاته التي تَقوم بإحيائها دُون أن يمنحها شيئاً من أموالها الخاصة، وقال مَصدرٌ مُقرّبٌ من المُطربة إنّها لا تجنح في الحديث معه حول الموضوع خَوْفَاً من انهيار مملكتها الصغيرة، لافتةً إلى أنّ زوجها يقوم بكل مُتطلبات المنزل دُون أن يحرمهم من شَيءٍ.
تقرير: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني.