فيسبوكمدارات

اعرف رجل من التجار الذين نكبوا في حادث حريق سوق ام درمان.. يتقطر مروءة وشهامة.. ارباب و(كلس)


لا اميل عادة لتتبع معايير جازمة في شان ان فلان صالح وذاك شيطان ؛ ولا املك قدرات في كشف الحجب لادرك ان هذا الله راض عنه او ذاك مطرود من رحمته ؛ قد تتنزل الخيرات على عاص ويعسر امر ملتزم لا يميل ؛ وتبعا لهذا ليس من الفطنة تصاعد التصورات التجريمية لبعض التجار الذين نكبوا في حادث حريق سوق ام درمان ؛

وبقياس الظاهر فاني اعرف رجل من اولئك التجار ؛ جاري في السكن واشهد الله فانه يتقطر مروءة وشهامة ؛ لا يتأخر في مكره او يغيب عن منشط ؛ تسبق عطاياه سلامه ؛ بل فقد اوقف الرجل من امواله (موتورات) لشد المياه ببعض بيوت الحي ؛ ممن يرى ان اهلها ضعاف فاعانهم على السقيا ؛ اشتراها من ماله ويطوف شهريا ينقد السكان قيمة الكهرباء المستهلكة ؛ وكنت كثيرا في ايام العطلات والاعياد ارى منزله يكتظ بالزوار ؛ عمال معهم واسرهم ؛ من قبائل شتى واعراق مختلفة تراه وسطهم يخدمهم حافي القدمين ؛ رجل ارباب و(كلس) ؛ تقيم مع اسرته خادمة من بلد مجاور لم استبين هويتها كعاملة الا يوم ان مازحها ان (ترطن) معي قائلا وهو يضحك (نوار دا قريبك) ؛ الفتاة لا يميزها عن بناته تمييز ؛ وهي ان استفسرتها عنه لا تقدم اسمه إلا بوصف (بابا) ؛ التقيته اليوم صباحا عليه سكينة الرضا ؛ إستجمعت شحيح عبارات مؤاساة ؛ ردها علي بلطف وهو بسام ؛ متماسك الملامح إن رايته تظن انه منح ضعف ما فقد ؛ مضيت عنه اعتلى قول الحاردلو متشفعا لخاله في القصة الشهيرة في عهد الخليفة عبد الله ( ابْرسْوه الْبِكرْ حّجرْ شراب سيتيتْ كاتال في الخلا عقبان كريم في البيت ) ولهذا الرجل اتشفع عند نابشي الضمائر والسرائر.

هؤلاء رجال فيهم صادق ووفي وصالح ؛ وليس بين الناس في الإبتلاء عار والرجال ان كانت في الحرب (شرادة ورادة) فهم في ما هو دونها للخير والكسب والاستدراك سيفعلون ؛ أحسنوا الظن والله حسيب من ظلم غيره او ظلم نفسه.

بقلم
محمد حامد جمعة


‫2 تعليقات

  1. نسأل الله أن يخلف عليهم و ندعوا الله يمنح جارك القوة في مصابه والا يرى مكروها في عزيز و أن يغنيه ويوسع عليه وحسبنا الله ونعم الوكيل