عالمية

تنظيم داعش يستغل الفوضى لتعزيز مواقعه جنوب ليبيا

كثّف تنظيم داعش الإرهابي من هجماته على جنوب ليبيا، الذي يعاني حالة غير مسبوقة من الفوضى والتهميش بسبب الانقسامات السياسية والصراعات القبلية على النفوذ والمصالح.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجوم على بلدة في صحراء جنوب ليبيا قال أحد السكان إنه أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وخطف آخرين. وأعلن التنظيم المتشدد مسؤوليته في بيان عبر وكالة أعماق للأنباء التابعة له وقال إن 29 شخصا إما قتلوا وإما أصيبوا في الهجوم الذي وقع الجمعة.

وقال مصدر عسكري إن المهاجمين سيطروا على نقطة شرطة في بلدة تازربو شمالي الكُفرة إلى أن تمكن السكان من طردهم. ونشرت البلدة أسماء ستة من المتساكنين على موقعها الإلكتروني قالت إنهم قُتلوا في الهجوم. وكانت تازربو نقطة استراحة للسائحين خلال رحلات تخييم في الصحراء قبل انزلاق البلاد إلى الفوضى في عام 2011.

وقال أحد السكان إن تسعة أشخاص قُتلوا وأصيب 10، مضيفا أن المهاجمين خطفوا عددا من رجال الشرطة والمدنيين. ونهاية أكتوبر الماضي هاجم مقاتلون من تنظيم داعش بلدة الفقهاء جنوب البلاد.

وقال مسؤول عسكري حينئذ، طالبا عدم نشر اسمه إن الهجوم على بلدة الفقهاء جنوبي الجفرة وقع في وقت متأخر من الليل واستمر عدة ساعات أشعل خلالها المقاتلون النار في مكاتب حكومية محلية وأمنية.

أحمد المسماري: تلقينا معلومات بشأن مخطط لنقل إرهابيين من إدلب إلى ليبيا عبر السودانأحمد المسماري: تلقينا معلومات بشأن مخطط لنقل إرهابيين من إدلب إلى ليبيا عبر السودان

وقال أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده خليفة حفتر ويسيطر على أغلب مناطق شرق ليبيا، إن عشرة أشخاص في عداد المخطوفين.

وقال إسماعيل الشريف النائب بمجلس النواب المتمركز في شرق البلاد إن الهجوم وقع على الأرجح بدافع الانتقام بعد أن ساعد شبان في البلدة في القبض على زعيم محلي لتنظيم الدولة الإسلامية.

وليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها التنظيم البلدة، حيث هاجمها في أغسطس 2017 وقتل 12 عسكرياً تابعين للجيش. ويقول مراقبون إن داعش حوّل وجهته نحو جنوب ليبيا مع هزائمه في شرق البلاد وغربها وفي كل من سوريا والعراق على وقع الضربات التي يتلقاها من التحالف الدولي والجيشين السوري والعراقي.

والأسبوع الماضي، كشف المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي، عن معلومات وصلت لهم بشأن مخطط لنقل إرهابيين من منطقة إدلب السورية إلى ليبيا عبر السودان، دون أن يقدم تفاصيل أكثر.

وسبق أن حذّر المسماري مرارا من مخططات تركية لنقل إرهابيين قاتلوا في سوريا، إلى جنوب ليبيا. كما يتهم الجيش أنقرة علانية بدعم الإرهاب. وكان القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر رفض لقاء ممثلي تركيا وتيار الإسلام السياسي خلال قمة أمنية عقدت على هامش مؤتمر باليرمو الإيطالية الشهر الحالي.

وعرض الجيش الليبي صورا لإرهابيين قاتلوا في ليبيا وهم يتلقون العلاج في مستشفيات تركية كما ضبط خفر السواحل اليوناني، مطلع العام الجاري، سفينة محملة بمواد تستخدم لصنع متفجرات وهي في الطريق إلى ليبيا.

وأكد عضو مجلس النواب محمد العباني في تصريحات صحافية أن تيار الإسلام السياسي لعب دورا في انهيار مجموعة من الدول وفي مقدمتها ليبيا، موضحا أن هذا التيار يحظى برعاية وتمويل من تركيا وقطر للقيام بأعمال إرهابية في القارة الأفريقية.

وأشار إلى أن الإرهاب حركة موجهة إلى كافة دول العالم خاصة دول القارة الأفريقية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن قطر وتركيا ستحرق بيد جماعات الإرهاب والتطرف التي تدعمهما الدولتان.

وأضاف عضو مجلس النواب أن الإرهاب يهدف لتدمير مقدرات وأرزاق الشعوب، موضحاً أن إنشاء تركيا لقاعدة عسكرية في الصومال تحرك خطير جداً وستكون الداعم الرئيسي للإرهاب خاصة في ظل تحركات أنقرة لإبعاد الإرهابيين عن أراضيها وخاصة إرهابيي إدلب.

ورجح العباني قيام تركيا بنقل الإرهابيين من إدلب السورية إلى 3 دول رئيسية وهي: اليمن وليبيا والعراق.

وأكد أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هو الحاضنة الرئيسية لموجة حركة الإرهاب من سوريا إلى ليبيا والصحراء الكبرى خاصة في تشاد والنيجر ومالي. ويحاول الجيش منذ السبت تطهير محيط منطقة تازربو من التنظيم المتطرف الذي يبدو أنه سيطر عليه.

وأكد المتحدث باسم منطقة الكفرة العسكرية التابعة للقيادة العامة للجيش مفتاح بوزيد الأحد استمرار الاشتباكات بين قوات الجيش وتنظيم داعش في يومها الثاني على التوالي بمحيط مدينة تازربو. وأوضح بوزيد في تصريح لوكالة الأنباء الليبية التابعة للحكومة المؤقتة أن المعارك تدور بمنطقة وادي الحطب في منطقة جبال الهروج بالقرب من
منطقة زلّة.

وأشار إلى أن قوات الجيش تمكنت من قتل 18 إرهابيا وحرق 4 آليات مسلحة والاستيلاء على آليتين عسكريتين، مؤكداً على عدم وجود أي خسائر أو جرحى في صفوف قواتهم.

كما بيّن أن صعوبة المنطقة الجغرافية في وادي الحطب هي السبب وراء عدم حسم المعركة إلى الآن، مشدداً على أن الجيش عازم على حسمها والقضاء على كافة التنظيمات الإرهابية التي هاجمت مدينة تازربو وتطهير المنطقة من بقايا تنظيم داعش خلال الساعات القادمة. وكان المشير خليفة حفتر، أمر اللواء 73 مشاة التابع للقوات المسلحة بالتوجه إلى مدينة تازربو. وأعلن القائد العام للجيش حالة الطوارئ والنفير والجاهزية التامة في بلدية تازربو.

الكفرة (ليبيا)
صحيفة العرب / بريطانيا