حرائق (القطن) .. ( الفاعل المجهول)!
توالت حرائق بالات القطن الجاهزة للتصدير بشكل كبير خلال هذا العام، آخرها حريق المحلج الصيني في منطقة مارنجان بولاية الجزيرة، عشرات البالات بقيمة تتجاوز 16 ألف دولار ، بجانب 250 قنطار قطن زهرة بجملة كلفة تجاوزت 900 ألف جنيه. وفي تعليقه على الحدث، أشار الخبير الاقتصادي الفاتح عثمان محجوب لـ”الإنتباهة” الى أن محصول القطن قابل للاشتعال بسبب البذرة وغالباً يحدث قبل الحلج حتى وان وُجدت في المخازن فإنها تشتعل فيها النيران ومخاطرها مضمنة في عملية الانتاج، ولذلك طبيعة التخزين تكون عادة في العراء والمساحات الممتدة وفي تجمعات بعيدة عن بعضها البعض تجنباً لامتداد الحريق وضمان السيطرة عليه لأن القطن في لحظة اشتعاله يصعب التحكم فيه ولذلك يجب أن يكون التخزين بين الترع الممتلئة بالمياه لضمان استمرار عمل سيارات المطافئ، واشار الى انه يتم عادة عمل تأمين سريع لدى كل الشركات في كل المحالج قبل البدء في الحلج ، ولذلك اية مخاطر تنتج من المفترض أن يغطيها التأمين. وقطع عثمان بان ما يدور من أن سبب الحريق يعود للماكينات فهو غير صحيح لجهة ان القطن حتى وإن تم تخزينه في العراء معرض للاشتعال لطبيعته قبل الحلج. ونفى في ذات الوقت ان تكون الخسائر كبيرة ولم يحدث ان تسببت الحرائق في خسارة كبيرة ولا تتعدى الـ 40 الف دولار إن كانت حصائل الصادر المتوقع منه 150 الف دولار ووصفها “بالعادية” ولا تسبب للمزارع او الجهة المصدرة بالضرر.
ويتناول مساعد المدير العام للاكتتاب والمخاطر بشركة البركة للتأمين ابراهيم الخزامي الجانب الفني الذي تلتزم به الشركة نحو المحالج في شقين، والاول يغطي تأمين المحلج كماكينات ومبانٍ وهذا يتم تأمينه هندسياً للماكينات ضد مخاطر الكسر الآلي والاعطال اثناء التشغيل وتأمينه ضد الحريق ايضاً عبر وثيقة الحريق سواء أكان لالتماس كهربائي او شرارة أثناء التشغيل او بفعل كيدي او إن كان هناك شغب في المنطقة او مخاطر السطو والطبيعة.
وأوضح الخزامي أن الشق الثاني متعلق بالاقطان في مناطق الحلج ومعروف أن القطن من اخطر المحاصيل بتعرضه للمخاطر وذاتي الاشتعال بسبب احتواء البذرة على الزيت واثناء الحلج قد يحدث احتكاك وتحدث الشرارة ولهذا يحتاج القطن ـ والحديث للخزامي ـ يحتاج الى رشاشات مياه لترطيبه ووجود تكييف عالٍ وجاهزية خراطيم المياه اضافة الى توفر عمال لإطفاء الحرائق التي تحدث بشكل يومي ولكن يتم السيطرة عليها سريعاً وهذا يتطلب توفر عمالة كافية.واكد في سياق متصل ان المحلج الصيني من اجود المحالج الموجودة في السودان مقارنة بغيرها وهو مؤمن بشركة البركة ولم يحدث فيه ضرر، وتوقع أن يكون سبب الحريق شرارة قد “كُبست” داخل بالة قطن ولا يتم الانتباه لها وتشتعل بوجود الاوكسجين العالي بالخارج والذي يمكن ألا يحدث ان تم ترحيله ولكن مشكلة الوقود كانت هي السبب كما حدث في الحرائق الاخرى وبالتالي تراكم الانتاج قد يسبب اندلاع الحرائق. وقال إن التأمين اختياري لان المتضرر الاول والاخير فيه صاحب المصنع ولا توجد اطراف اخرى، وكلما كان الخطر كبيراً ارتفعت قيمة التأمين. فيما كشفت مصادر مطلعة أن حريق مصنع مارنجان بدأ الاشتعال منذ يوم الثلاثاء وقد تم تأمينه قبلها بيوم عند شركة التأمين الاسلامية وبلغت قيمة الخسارة 13 مليار ونصف المليار جنيه لعدد يفوق الـ 900 بالة معدة للتصدير. وخلال شهر ابريل الماضي شب حريق آخر في مجمع محالج الفاو بولاية القضارف في كميات كبيرة من القطن المعد للتصدير وظلت النيران مشتعلة لأكثر من يوم، التهمت (600) ألف قنطار قطن بالمحلج وفيه جزء كبير يتبع الى الفاو والآخر من مشاريع مطرية ومروية.
صحيفة الإنتباهة