ثقافة وفنون

إيقاف مطرب عن الغناء وعلي مهدي يكشف التفاصيل


أكد رئيس مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية الفنان علي مهدي أن المجلس قرر سحب رخصة ممارسة المهنة من الفنان الشاب جبر الله ، بسبب الأغنية التي قدمها مؤخراً وتحمل كلمات بذيئة تخدش الذوق العام ، وقال المهدي أن المجلس لا يتهاون ي شأن المسؤولية الفنية ، ويرفض كل أنواع الغناء الذي لا يليق بالتاريخ الفني الخالد لهذه الأمة .. مشيراً إلى ضرورة التمسك برسائل ومضامين الفن التي تدعو للفضيلة وتهذيب النفوس والسمو بها .. وأضاف أن الساحة الفنية بها الكثير من الإشراقات الشبابية .

وبالتالي لايمكن دمغ الفنانين الشباب بتهمة الغناء غير الجاد ، وأن من يتجاوزون منهم الخطوط الحمراء هم قلة ، والمجلس قادر على التعامل معهم ، والتعامل مع كل فعل برد الفعل الذي يوازيه .

يجدر ذكره أن جبر الله قدم مؤخراً أغنية بعنوان الشجر الكبار أثارت جدلاً كثيفاً ، وقوبلت بالرفض والإستهجان بسبب ما تحتويه من كلمات خادشة بحسب صحيفة آخر لحظة ، ووجد قرار المجلس الإرتياح الواسع في الأوساط الفنية والإعلامية والاجتماعية .

الخرطوم (كوش نيوز)


تعليق واحد

  1. أغاني الحقيبة التي تعتبر ذاكرة توثيقية للأغنية السودانية ولسانها الرسمي، تفيض بصور شعرية أكثر حسية من أغنية الشجر الكبار هذه ، الفرق بين سفالة شاعرها وسفالة شعراء الحقيبة في الفوارق الإبداعية فهم يرفعون سقوط الصورة برفعة الكلمة فحينما يكون مطلع أغنية : الزمان زمانك أهدي لي من فضلك نظرة في رمانك … فإن مقدرة الشاعر على توظيف الاستعارة والاستفادة من قوة قاموسه الشعري تجعل طلبه من المحبوبة مقبولا عند المتلقي مع إنه يطلب نظرة في رمانها أو بالاصح رمانتيها … وللأمانة ليس في الأغنية حسية غير في مطلعها

    جرت العادة على التغني بجمال الفتاة بوصفها محبوبة مرشحة لتكون خطيبة ثم زوجة ، ومن كانت هذه صفتها فإن المجتمع يقبل من الشاعر أي أوصاف تقال فلا يدع أردافا ولا صدرا ولا خصرا بله عن العيون والخدود تصريحا ام تلميحاً.
    أغنية الشجر الكبار كسرت هذا السور ونظرت وراءه وتجاوزته للمتزوجة التي تحصنها عصمة زوجها وتقاليد المجتمع وهي ذاتها تحترم هذه المكانة فلا تظهر بما يلفت الأنظار إليها وحين تتعمد إثارة الغرائز برغم إحصانها فإن بين تلك العيون التي استفزتها عيون الشعراء وسيترجمون أثر ذلك شعراً وغناء.
    شاعر الشجر الكبار لم يبتدع التغني في المتزوجات فقد سبقه الشاعر ود الرضي حين كتب أغنية أنا في التمني وربما كانت هي والرمية التي من كلمات ود الرضي أيضا – ربما كانت موحية للشاعر لكتابة الشجر الكبار فالروائح ذاتها والملامس نفسها والحقل الدلالي الذي خرجت منه كلمات الأغنيتين هو حقل حفرة الدخان …
    دعونا نمزج فيلم ممنتج من المشهدين / الأغنيتين
    بما أن الأغنية اللاحقة لم تكتب كلماتها بعد على صفحات الشبكة فساعتمد على الذاكرة السماعية وحتما لست حافظها جملة ..

    تتشكل الفكرة الأولى والإيحاء بكتابة الأغنيتين من النظر

    يقول السابق

    داير اشوف حبيبي اليوم داك شفتو
    رايق ودمو ناقع

    ويقول اللاحق

    عاينت ليها وفلبي طار شفت القمر نص النهار
    توب كاربة من تحتو الخمار أموت أنا في الشجر الكبار

    كل من السابق واللاحق وقع في المحظور وهو حب بطلة المشهد وهي متزوجة فالأول صرح ب حبيبي والثاني قال: اموت أنا

    بعد المطلع يتمادى كل منهما في الوصف الحسي للجسم

    يوصف السابق النصف العلوي : الشعر والفم والشفاه والخدود والصدر
    ويوصف اللاحق النصف السفلي : الارداف والسيقان والخصر وجميعها موصوفة في اغنيات الحقيبة قبله لكنه جمعها في تامراة واحدة

    أما الروائح فقد استفزتهما معا فالسابق يقول في الرمية

    فَاحْ لِى كَبْرَيَتَها وكَبْدِى كالبِنْزِينْ قَادْحَة كِبْرِيتَه
    أصْلُو هَالِكْنِى عني مَا بريتَه
    يَاجَرِح غَوِّرْ إنْ شَاء الله مَا شفيتَه

    وهو فوق لوعته الفاضحة هنا نجده يوصف صورة لن نبالغ لو قلنا أنها جنسية وهو يوصف المرأة التي نهضت لتوها من “الحفرة” وجسمها يندي من العرق الممزوج الروائح وتتجه دائخة إلى سريرها – مما يثير التساؤل كيف تاتى له رؤية كل هذا :

    طَابِقْ البُوخَة قَامْ نَدَاهو يَهَتِّفْ
    نَامْ مِن الدُّوخَة

    أما اللاحق فلم يبلغ مبلغ صاحبه إنما اكتفى باستنشاق الرائحة ولمحة اللمعة :

    المسك الابيض بدرتها
    تلمع نضيفة مكبرتة

    ولو عرجنا نحو افتتانهما بالحنة فميزان الاحترام سيرجح كفة اللاحق :

    البيقن المختوم ختم
    في الحنة واشكال الرسم

    ولكن الحنة عند سلفه لحظة مختلفة ولقطة من قيلم رآه وتمنى إعادته ، منظر جنسي آخر:

    دَايِر أشُوفُو غَافِلْ دَايِر أشُوفُو جَازِعْ

    مَحَنَّنْ دُونْ قُنَلَّه وحَّدُو وتُوبُو وَاقِعْ

    يَتْغَطَّى بِسَوَاعْدُو ويَحْنُو كَأنَّه وَاجِعْ

    يَلْتَجِى بَى مَرَافْقُو وأطْرَاف المَضَاجِعْ

    محنن دون قنيلة ، وحدو وتوبو واقع … ولقطة الإثارة ليست في كونه على قدر من التعري أو انه وحيدا في خلوة بل في التحام الصورة بالصوت – يحنو كأنو واجع – هنا بيت القصيد .

    * ملاحظة : بعض الفنانين اللاحقين حذفو البت حق محنن دون قنلة ولكن بعضهم أثبته مثل يس وخنساء

    * ملاحظة تانية : يا نقابة المهن المسرحية والموسيقية لم توقفوا ترديد أغنية التمني فاغرت بغنتاج نسخة ثانية منها مع اختلاف الخبرة بين الشاعرين.