سياسية

هدوء بالخرطوم وانتشار للشرطة وأئمة مساجد يثنون على صبر المواطنين .. عبد الحي يوسف الأزمات الحالية والضائقة المعيشية نتيجة سياسات فاشلة

عصام البشير: الانفلات في الأسواق بسبب مضاربات بعض مؤسسات الدولة في السوق

الكاروري: المصالحة مع أمريكا وراء الضائقة المعيشية وصفوف الخبز والوقود

شدّد إمام وخطيب “مسجد النور”، الشيخ د. عصام أحمد البشير، على أن الانفلات والغلاء المُتصاعد في أسواق البلاد، جاء نتيجة لمضاربات لبعض مؤسسات الدولة نفسها. فيما دعا خطيب وإمام مسجد “خاتم المرسلين” بجبرة الشيخ د. عبد الحي يوسف إلى عدم إرجاع الأزمات الحالية والضائقة المعيشية إلى المؤامرات الخارجية والطغيان العالمي ونوه إلى أنها نتاج لسياسات فاشلة. وعزا إمام وخطيب مسجد الشهيد عبد الجليل النذير الكاروري، الضائقة المعيشية في البلاد وصفوف الخبز والوقود لما أسماها بالمصالحة مع أمريكا، وشدد على أنه قبل أن يتم تطبيع العلاقات مع الإدارة الأمريكية لم تحدث ضائقة ولم تكن هنالك صفوف. وأثنى عدد من أئمة المساجد في الخرطوم في خطبة “الجمعة” أمس، على صبر الشعب السوداني على الأزمة الاقتصادية الطاحنة وعدم خروجه للشارع، في وقت انتشرت فيه قوات شرطية وسط السوق العربي وفي مناطق متفرقة تأهباً لأي احتجاجات متوقعة.

ودعا البشير في خطبة الجمعة أمس، الحكومة للتدخل لضبط الانفلات غير المسبوق بالأسواق، وطالب المسؤولين بتمليك المواطنين المعلومات الحقيقية عن الأوضاع الاقتصادية وكيفية معالجتها، وقال: “هذا الانفلات الذي نراه ويشكو الناس منه بسبب مضاربات أهل السوق وبعض مؤسسات الدولة جزء منه”، وأضاف: “لذلك ينبغي أن يتداعى الناس وأهل الاختصاص لرؤية واسعة، لأن الهم ليس لحزب حاكم وليس لرئيس وزراء وحده، بل هو هم المجتمع كله”، ونوه إلى أنه من الواجب أن يتناصر الجميع ويضعوا يدهم على موضع الداء بشأن الأزمة الاقتصادية، وأضاف: “عليهم أن يُقدروا صبر هذا المجتمع وطاقة الناس لها احتمال، ولابد من بذل أقصى الجهد في تخفيف هذه المعاناة”.

وشدد على أنه حال استفحل الغلاء وتدخل بعض ضعاف النفوس لتحقيق مصلحتهم الذاتية على المصلحة العامة وجب التدخل لضبط الانفلات في الإسواق رعاية لحق الضعيف والمسكين واليتيم والأرملة، وقال: “هذه الشرائح أمر الله برعايتها والعناية بها” ودعا إلى أهمية ترجمة قرارات الترشيد الحكومي إلى واقع والنظر في توسع الحكم اللامركزي.

وشدّد الشيخ د. عبد الحي يوسف على أن الأزمات الحالية ليست وليدة اللحظة، وقال “أصاب أهل البلاد كثير من العسر والضيق، ورأينا الصفوف قد استطالت أمام المخابز ومحطات الوقود ومصارف البنوك ما عكر على الناس عيشهم”، وأضاف: “نقول للمسؤولين هذه الأزمات ليست وليدة اللحظة، وإنما تراكمت عبر السنوات بسبب سياسات فاشلة وتخطيط مميت لا يقدم بل يؤخر، حتى طفت على السطح بوجهها القبيح”، وتابع “واجب عليكم أن تتعاملوا مع هذه الأزمات بما يرضي الله بتدارس أسبابها والنظر في مآلاتها ونتائجها بالتخطيط المحكم لكيفية الخروج منها”.

واستنكر إمام مسجد الشهيد في خطبة “الجمعة”، أمس، الدعوة للتطبيع مع إسرائيل، وقال “إن ما تمر به دولة فلسطين بلاء يجب علينا الوقوف معها”، مبرراً في الوقت نفسه لجوء الفلسطينيين للتمثيل في المؤسسات الإسرائيلية مثل “الكنيست” واعتبر أنهم يتعايشون بحكم ظروف تواجدهم هنالك، في وقت رأى أن ذلك ليس مدعاة للآخرين إلى الدعوة للتطبيع مع إسرائيل.

ونوه الكاروري إلى أن الدعوة للتطبيع مع إسرائيل في البلاد تخرج من أشخاص محددين ولا تمثل جميع الشعب السوداني الذين لديهم مصالح مع دوائر خارجية. وقلل الكاروري من التطبيع مع إسرائيل وفوائده، وأضاف “ماذا استفادت الدول التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل”.

ونقل الكاروري مخاوف الفلسطينيين وتحذيراتهم من حدوث خطر على الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن، وردد “هم قالوا ذلك وإنه لن ينجو منهم وسيحدث له مثلما حدث للرئيس ياسر عرفات الذي تم قتله بالكيماويات”، ومضى بالقول “إسرائيل هي السبب الرئيسي في قيادة الفرقة والشتات في دول مجلس التعاون الخليجي التي لم تكن بينها أي خلافات”.

وانتشرت في بعض وسائل التواصل الاجتماعي أمس الأول، دعوات لقيام مظاهرات بعد صلاة الجمعة، لكن لم يُعرف من يقف وراءها، خاصةً أن المعارضة لم تصدر بيانات تتبنى فيها قيام احتجاجات الجمعة.

وساد هدوء وسط العاصمة، التي لم تشهد تسيير مظاهرات، إلا أن أحياء قليلة، شهدت حرق إطارات السيارات في “الشجرة” و”بري”، وكانت السفارة الأمريكية، حذرت رعاياها أمس الأول “الخميس”، من التواجد في منطقة وسط الخرطوم يوم الجمعة نسبة لاحتجاجات متوقعة.

وانتهى فجر أمس، اجتماع مطول للمكتب القيادي للمؤتمر الوطني برئاسة رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير رئيس الحزب، تم التأكيد خلاله أن هناك جهوداً مبذولة للمعالجة وستثمر “خيراً وبركة” على حد قول نائب رئيس الحزب فيصل حسن إبراهيم.وتشهد البلاد الفترة الحالية أزمات متتالية في الوقود والخبز وشح السيولة، فضلاً عن ارتفاع سعر الصرف وغلاء الأسعار.

الخرطوم: عبد الهادي عيسى
صحيفة الصيحة