عروض لمعالجة الأوضاع في السودان مقابل قطع العلاقات مع قطر

وهل يوجد اهم من قوت الإنسان ليحيا؟ والحياة والروح ملك لله تعالى ، المؤتمر الوطني عاجز تماما” عن ادارة البلاد وتوفير حياة كريمة للعباد ومازال يتشبث بالسلطة !الحكم أمانة وكل راع مسؤول عن رعيته ، ومن السائل ؟ انه الله العزيز الجبار المتكبر ٠
حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم ( يمهل ولا يهمل)

“كشف المؤتمر الوطني، عن تلقيهم عروض من دولة لم يسمها بمد البلاد بالدقيق والوقود مقابل قطع علاقتها مع قطر وتركيا وأيران”

وإتو قلتو ليهم شنو ؟!!!!! الشمار دا حار شوية

مشكلة الاقتصاد السوداني ليست مشكلة فساد في المقام الاول.. الفساد موجود لكنه محدود.. والفساد موجود في كل دول العالم.. والسودان ليس إستثناءاً علي القاعدة.. هناك فساد في السودان.. لكن المشكلة الاكبر هي سوء الإدارة التي أوصلتنا لمرحلة المرض الهولندي.. المرض الهولندي هو إعتماد الدولة علي مصدر طبيعي واحد للثروة.. وهذا يؤدي لدمار بقية المؤسسات والقطاعات الانتاجية من زراعة وصناعة.. السودان لحوالي عشرة سنوات كان يعتمد كلياً علي النفط.. برغم ضعف الانتاج الذي لم يزيد عن 400 ألف برميل يومياً.. لكنها كانت كافية لموت كل القطاعات الاخري.. ومع إنفصال الجنوب بدأت الأزمة.. أو قل الصدمة.. أو المرض الهولندي.

للأسف الآن المرض الهولندي يتضاعف أكثر.. وهذه المرة خارج سيطرة الحكومة.. ظهور الذهب كمورد طبيعي هام.. وكله تقريباً في أيدي المواطنين.. التعدين العشوائي.. 2 مليون مواطن أثروا ثراءاً فاحشاً.. ولا شئ يدخل لخزينة الدولة ولا الإقتصاد.. هذا يجعل المرض الهولندي بنسخته السودانية مركباً تركيباً بشعاً.. بمعني أننا لم نتعافي بعد من المرض الهولندي الناتج عن النفط ثم دخلنا في نسخة جديد للمرض الهولندي الناتج عن الذهب.

لنأخذ مثال نقتدي به.. مثالنا الذي نتخوف منه هو فنزويلاً.. تلك الدولة الجنوب أمريكية.. كانت من أغني دول العالم.. لديها ثالث أكبر إنتاج وإحتياطي نفطي في العالم.. كانت تنتج يومياً ملايين البراميل من النفط.. وكانت تدعم كل السلع والبضائع الإستهلاكية لدرجة أن الشعب كان يعيش في نعيم.. وكانت تدعم حتي جيرانها.. حتي فقراء أمريكا كانت تدعمهم الحكومة الفنزويلية الشيوعية اليسارية.. ثراء فاحش.. لكنه من أزمة النفط قبل عدة سنوات بدأأت فنزويلا في الدخول لمرحلة المرض الهولندي.. دائماً لا تظهر آثار المرض إلأ بعد الصدمة.. صدمة ضياع الثروة الطبيعية.. الان التضخم في فنزويلا أكثر من مليون في المائة.. التضخم 1,000,000%.. الدولار الامريكي = ملايين من العملة المحلية (البوليفار الفنزويلي).. مرتب الموظف العام لا يكفي وجبة طعام واحدة ليوم واحد فقط.. كيلو اللحم أو الدجاج 6,000,000 بوليفار.. دستة البيض 1,200,000 بوليفار.. كيلو الطماطم 2,000,000 بوليفار … وعلي هذا قس.

هرب 2,2 مليون شخص من فنزويلا للدول المجاورة.. يموت يومياً المئات برصاص الشرطة أو بالجوع والمرض.. الرجال في فنزويلا الان يأكلون من القمامة والسلب والنهب وإصطياد القطط والكلاب لأكل لحومها.. النساء يبعن شعر رأسهن وحليب أثدائهن لتوفير بعض المال لإطعام الأطفال أو ركوب الباص الذي يهربون به إلي الحدود.. وإنتشرت الدعارة. هذه هي فنزويلا اليوم وهذه هي نتيجة مرضها الهولندي.

الحكومة الفنزويلية فاسدة؟ نعم هناك فساد.. لكن الفساد وحده لا يوصل لهذه الحالة الفنزويلية.

الحكومة السودانية فاسدة؟ نعم هناك فساد.. لكن الفساد لن يوصل لهذه الحالة السودانية.

المشكلة هي سوء الإدارة المتراكم بعضه فوق بعض لدرجة تستعصي علي الحل.

هذه وجهة نظري.. ولست كوزاً ولا متكوزناً !!

أين تعليقى