بصل وكبريت ومخلفات حيوانات .. أغرب مكونات العطور الفاخرة
منذ الحضارات البشرية القديمة والعطور تشكل أهمية كبيرة في حياة البشر، حيث كانت تستخدم من قبل الطبقات الثرية في الحضارات القديمة، سواء للتعطر والتطيب أو كوسيلة للتقرب من الآلهة حسب المعتقدات الدينية القديمة لتلك الحضارات.
وعلى الرغم من أن مجال صناعة العطور الفاخرة شهد تطوراً كبيراً على صعيد المواد المستخدمة، لكن هناك مكونات كيميائية وطبيعية غريبة نستعرضها خلال التقرير التالي، تستخدم كمواد أساسية في صناعة العطور الفاخرة.
1- مسك الغزال
لقد عرف البشر خاصة العرب الأوائل المسك منذ ما يزيد عن الـ1000 عام تقريبا، حيث يتم استخدامه في صناعة العطور الفاخرة.
وحتى اليوم يعتبر عطر chanel No 5 من بين أهم العطور التي يتكون تركيبها بنسبة 15% من المسك المستخرج من ذكور الغزلان، التي تعد المصدر الأساسي للمسك المتواجد داخل أجسادها على شكل غدة كيسية في التجويف البطني، ويستخدمها ذكر الغزال في الأساس لجذب النساء في موسم التزاوج.
2- ثنائي ميثيل سلفيد
أحد المركبات الكيميائية المستخدمة بقوة في صناعة العطور، على الرغم من أن له رائحة كريهة تشبه رائحة البصل والكبريت، ويتم استخراجه بشكل طبيعي من بعض النباتات مثل الهليون والبصل وأزهار أبرة الراعي.
ويستخدم صناع العطور مركب ثنائي ميثيل سلفيد بشكل أساسي في تثبيت ودعم قوة العطور المستخلصة من الزهور والعطور البحرية التي تتميز بأنها منعشة ومثالية لفصل الصيف، حيث إن مركب ثنائي ميثيل سلفيد متواجد بشكل طبيعي في الهواء.
3- مادة الكاستريوم
من المثير معرفة أن مادة الكاستريوم النفاذة، والتي تتشابه عند تخفيفها مع رائحة الأخشاب العطرية عطر L’Origan، هي عبارة عن مادة كريمية القوام صفراء اللون، يتم استخراجها من غدد تتواجد بالقرب من الأكياس الشرجية لحيوان القندس المائي، الذي يستخدمها في الأصل لتحديد المناطق التابعة له لتحذير منافسيه من الاقتراب بالقرب من المساحة الواقعة تحت سيطرته.
4- الفينولات
تعد أنواع الفينولات المختلفة من المواد الكيميائية الطبيعية التي تنتجها النباتات بشكل طبيعي، كآلية للدفاع ضد الحشرات بصفة عامة، ولعل من المثير أن الفينولات تستخدم بشكل شائع في صناعة العطور الفاخرة، خاصة الروائح التي تحمل عبق أزهار النرجس والياسمين.
والمثير أن رائحة الفينولات مقززة وتتشابه مع رائحة بول الخيول والبشر، كما أن رائحة البعض الآخر من الفينولات تتشابه مع رائحة المنظفات الكيميائية النفاذة.
5- زيت الزنجبيل الأحمر
تم استخدام زيت الزنجبيل الأحمر في العديد من العطور الرجالية الفاخرة الكلاسيكية مثل Aramis و Patou Pour Homme، ولكن صدور تقارير تشير إلى مواجهة هذا نبات الزنجبيل الأحمر خطر الانقراض أدى إلى التوقف عن استخدامه في مجال صناعة العطور بشكل نهائي.
والغريب بشأن ما يتعلق بزيت الزنجبيل الأحمر أن رائحته ليست طيبة، حيث تتشابه مع رائحة أجساد الحيوانات خاصة الكلاب، ولكن عند مزجه مع الزيوت العطرية الأخرى فإنه يضيف قاعدة عطرية تتشابه مع رائحة أزهار السوسن وأزهار ثمار البطيخ غير الناضجة التي تتميز برائحة عطرية فريدة من نوعها.
6- الإندول
تتواجد مادة الإندول الكيميائية بشكل طبيعي في العديد من الأزهار البيضاء، مثل أزهار الياسمين والبرتقال بجانب الزنابق، ولكن على عكس الرائحة العطرية النفاذة لتلك الأزهار فإن مادة الإندول الكيميائية شبيهة برائحة البراز، ولكنها من أهم المواد المستخدمة في صناعة العطور لإبراز وتقوية رائحة الياسمين.
والمثير في الأمر أن مادة الإندول لها خواص كيميائية تجعلها تتفاعل مع المستقبلات في أدمغة البشر عند شمها، سواء في أزهار الياسمين أو عطورها لتمنح الإنسان شعوراً بالراحة والاسترخاء.
7- العنبر
من أشهر وأقوى المواد الإفرازية الطبيعية المستخدمة في صناعة العطور، حيث تكفي قطرة واحدة منه في تثبيت رائحة العطر على جسد الإنسان لعدة أيام دون تأثر بالمياه أو أي عوامل أخرى.
ويرجع أصل العنبر في الأساس إلى إفراز معوي تفرزه الحيتان، حيث يشبه القيء ويكون كريه الرائحة بشكل قوي عند إفرازه، لتتشابه بعد ذلك رائحته مع عبير الأزهار.
وحتى الآن لا يعلم العلماء تحديداً الجزء المسؤول عن إنتاج العنبر داخل أجساد الحيتان، ولا يتم العثور عليه إلا عن طريق الصدفة، سواء طافياً على سطح مياه المحيطات أو على الشواطئ، كما يبلغ سعر الكيوجرام الواحد من العنبر ما يفوق الـ26000 دولار أمريكي.
8- المركبتان
مجموعة من المواد الكيميائية ذات الرائحة الكريهة النفاذة بسبب احتوائها على الكبريت، وتتشابه مع رائحة الملفوف المتعفن، ويتم استخدامها في مجال صناعة العطور الفاخرة بمزجها مع المواد الكيميائية الأخرى بنسب معينة لمنح العطر رائحة القهوة وثمار الكشمش حسب النسبة المستخدمة.
9- مسك قط الزباد
يتم استخلاص المسك الخاص بقط الزباد، أحد الثدييات المتواجدة في القارة الآسيوية وأفريقيا بكثرة، بواسطة الغدد المتواجدة بداخل جسده، حيث يتم تخفيف المسك ذي الرائحة النفاذة وإضافة ما يعادل 1% إلى العطور لمنحها الرائحة الزهرية العطرة.
والجدير بالذكر أن قط الزباد يتم استخدامه لإنتاج أغلى وأجود أنواع القهوة، حيث يتم استخلاص حبوب البن من براز هذا الحيوان بعد إفراز معدته لمواد تجعل حبوب البن ذات جودة عالية، ليتم بعد ذلك تنظيفها وتحميصها لتباع في أسواق البن الفاخرة حول العالم.
10- السكاتول
تعتبر مادة الساكتول من المركبات الكيميائية مقززة الرائحة، فحتى عند تخفيفها من المستحيل أن تفقد تلك المادة رائحتها القوية النفاذة، ولكن خبراء صناعة العطور يعتمدون بشكل أساسي على تلك المادة المستخلصة من براز الحيوانات والفحم في منح رائحة الأزهار العطرة عند مزجها مع المواد الكيميائية والزيوت العطرية.
بوابة العين الاخبارية