بين تَقليلٍ وتأجيج قنوات تُغطِّي احتجاجات السودان.. محاكمة الأداء
إحدى القنوات العربية طلبت من مراسلها بالخرطوم الحرص على تغطية الاحتجاجات التي اندلعت في السودان منذ 19 ديسمبر الماضي ارتداء بذلة كاملة.. رسالة القناة التي يرتبط ممولها السياسي بعلاقات دبلوماسية توصف بالجيدة، تشير في العرف الإعلامي إلى استقرار الأوضاع في الخرطوم على عكس ظهور المراسل بزي (كاجول)، الأمر الذي يجعلها تواكب تغطية الأحداث ولا تثير حفيظة الحكومة الحليفة.
بيد أن تعاسة حظ الخرطوم الرسمية يبدو هو ما جعل الاحتجاجات هذه المرة تحظى بتواطؤ من الـ(قنوات)- إذا جاز التعبير-؛ فلم تعد قناة العربية وحدها تستفرد بالمشهد بعد أن تسيَّدته ردحاً من سبتمبر 2013م وزاملتها في الأمر الجزيرة لأول مرة، وتبع ذلك توافد الـ(بي بي سي) و(فرانس 24).
ما هو رأي الحكومة؟
وزير الإعلام بشارة جمعة أكد في حديثه لـ(السوداني) أن خارطة الرصد اليومية التي يقومون بها لتغطية وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية للاحتجاجات أظهرت أن وسائل إعلام بعينها سعت خلف رغباتها دون مهنية، متجاوزة حقائق الواقع لتصور أن السودان يمضي نحو الهاوية، مبدياً أسفه لأن بعض تلك القنوات تبث من دول صديقة وحليفة.
بشارة رفض الكشف عن تلك القنوات قاطعاً بأن لكل حدثٍ حديث. لافتاً إلى أن تلك القنوات بشكل عام سعت لتأجيج الموقف عبر تلوين الحقائق وتحريف المعلومات منحازة لطرف دون آخر، داعياً القنوات ووسائل الإعلام لاتخاذ مقاربة تقوم على تغطية مهنية متوازنة دون تحريف للحقائق.
الناطق باسم الحكومة يعدد مآخذهم على تغطية القنوات، بأنها درجت على نشر صور قديمة دون التنويه إلى أنها أرشيفية أو حتى نشر صور من دول أخرى ونسبتها للأحداث في السودان، لافتاً إلى أنهم لن يقوموا باتخاذ أي ترتيبات بحق تلك القنوات وأن تصريحاته بمثابة لفت نظر.
جمعة في ذات الوقت يشيد بالتغطية الإعلامية لوسائل الإعلام السودانية (قنوات وصحف وإذاعات) ويرى أنها اتسمت بالموضوعية والتوزان.
اختلاف وجهات النظر حول التغطية المحلية والخارجية
غير أن أستاذة الإعلام بالجامعات السودانية د. نادية إبراهيم ترى في حديثها لـ(السوداني) أمس، أن وسائل الإعلام المحلية سقطت في امتحان تغطية متابعة الأحداث مستخدمة أسلوب التعتيم، وأضافت: “لقد تأخرت القنوات في متابعة الأحداث حتى من زاوية تخدم الحكومة، مما جعلها مصدر تندر بالنسبة للعالم”.
وتحمل أستاذة الإعلام حارس البوابة مسئولية التغطية الضعيفة التي جعلت المواطن السوداني يتجه للقنوات الإقليمية والعالمية بحثاً عن تطورات الأحداث في ظل سبات القنوات المحلية وكأن ما يحدث في السودان يحدث في مكان بعيد جداً عنه.
في الأثناء، تشتكي وسائل إعلام محلية من فرض الرقابة عليهم ومصادرة صحف ورقية جراء تغطيتها للأحداث، بينما يشكك وزير الإعلام السوداني في مسألة المصادرة، كاشفاً عن شكه في مسألة الرقابة القبلية للصحف لجهة أن هناك ميثاقاً للشرف الصحفي”، مجدداً حديثه بأن التغطية الصحفية اتسمت بالمهنية وتضمنت نقداً موضوعياً للحكومة لم يجد حَجْراً من أحد.
وحول الحديث عن مصادرة صحف مثل (الجريدة) و(التيار) أكد جمعة أنه لم يتلقَّ أي بيان رسمي بهذا الشأن لذلك لا يمكنه التعليق على مثل هذه القضايا.
وزير الإعلام يشدد على أهمية حرية الصحافة وسلامة الصحفيين، مؤكداً أن أي صحفي أو إعلامي تم اعتقاله يجب أن يُطلَق سراحه طالما لم يكن محتجزاً على ذمة قضية جنائية”.
(5) ملاحظات للوطني.. الإفراط والتفريط
الحزب الحاكم اتهم صراحة قنوات فضائية عالمية بتأجيج الأوضاع في البلاد، مؤكداً أن هذه القنوات تمتلك أيادٍ في كل العالم، وتعكس صورة سلبية عن الوضع في السودان. ورفض نائب رئيس القطاع السياسي في الحزب، محمد مصطفى الضو، أثناء حديثه في البرلمان، الإفصاح عن أسماء تلك القنوات.
الوطني كرر ذات الموقف من خلال متحدثين وكتاب آخرين مقربين منه، في مقابل ذلك ثمة من يرى أن تغطية القنوات للاحتجاجات لم تكن تتناسب مع الأحداث، مثلما قال الصحفي الأمريكي نيكولاس كريستوف في تغريدة على تويتر “إن الاحتجاجات في السودان لم تحظ باهتمام كبير بالرغم من حجمها من حيث الانتشار والقمع الذي تعرضت له”.
رئيس قطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني إبراهيم الصديق يذهب في حديثه لـ(السوداني) أمس، أن هناك الكثير من التحامل على السودان عبر تغطيات غير متوازنة من خلال تضخيم أحداث وتغييب أخرى، مشيراً إلى أن القنوات لم تُشِر لأعمال الحرق والنهب التي تعرضت لها المؤسسات العامة والممتلكات.
رئيس قطاع الإعلام بالوطني يرى أن لديهم عدداً من الملاحظات على التغطية الراهنة للأحداث أولها الخطاب الإعلامي التحريضي المباشر من قبل قنوات عربية بجانب عدم الدقة والتحري، وثانيها أخبار ملفقة، مدللاً على حديثه بالإشارة إلى حديث قنوات عن وقوع قتلى في الخرطوم أثناء تظاهرات الثلاثاء، فضلاً عن حديث عن تظاهرات لم تحدث خاصة الجمعة الماضية بالقضارف، وثالثها الاعتماد على مصادر ضعيفة ومشكوك فيها، ورابعها ضعف المعيار المهني، من حيث التعميم المخل، أو التحريف مثل الحديث عن تظاهرات بالأبيض السبت الماضي.
في مقابل ذلك يقول المحلل السياسي محمد مصطفى جامع في حديثه لـ(السوداني) أمس، إن تغطية القنوات التي تبث من دول الخليج للاحتجاجات في السودان تَمَّت بشكلٍ حذر بسبب العلاقات الدبلوماسية مع الخرطوم على عكس القنوات الغربية وعلى رأسها الـ(بي بي سي).
تغطية مختلفة.. تفاصيل الفروقات
جامع يلفت إلى أن تغطية القنوات السعودية والإماراتية إبان احتجاجات سبتمبر كانت مختلفة حيث أفردت مساحة أكبر لاعتبارات تتعلق بتوتر العلاقات مع الخرطوم قبل عاصفة الحزم على عكس تغطية الجزيرة في تلك الفترة التي وصفت بالمنحازة للحكومة. منوِّها إلى تأثير تناقضات علاقات الخرطوم بدول الخليج في موقف تلك القنوات من تغطية الأحداث.
أستاذة الإعلام بالجامعات السودانية د. نادية إبراهيم ترى في حديثها لـ(السوداني) أن تغطية القنوات العربية والأجنبية للاحتجاجات بشكل عام تمت بشكل موضوعي عبر تمليك الحقائق للمتلقي عبر الصورة والصوت دون تأويل أو تحريف.
الصحفي المقيم في فرنسا محمد الأسباط يقول في حديثه لـ(السوداني) إن أغلب القنوات تغطي أحداث السودان وفق أهميتها الخبرية؛ فتارةً تكون الخبر الرئيسي ومرة تتراجع إلى خبر أقل أهمية تبعاً لقوة الاحتجاجات واتساعها وسقوط ضحايا، مشيراً إلى أن مهنية القنوات الغربية كانت بشكل عام أرجح لاعتبارات تتعلق بأن الالتزامات السياسية لمالكي القنوات العربية بشكل عام، والخليجية بشكل خاص، جعلتها حذرة لاعتبارين؛ الأول التزاماتها السياسية تجاه الخرطوم والثاني مخافة أن تعلق ببلدانها شرارة الاحتجاجات.
الأسباط يرى أن تغطية أحداث ديسمبر كانت مهنية في الغالب في معظم القنوات الفضائية بينما في سبتمبر 2013م كانت التغطية أكثر شمولاً في الفضائيات العربية، وهامش حركة المراسلين كان مَرِناً لحدٍّ ما، لكن في انتفاضة المدن كانت التغطية الدولية أكبر وأشمل ولمختلف لغات العالم، واستفادت القنوات من الصور المتوافرة بكثرة على يوتيوب وصفحات النشطاء على الـ(سوشيال ميديا).
الأسباط يقول “بالنسبة للفضائيات العربية فإنها عمدت لتغطية حذرة ومحدودة بسبب العلاقات القوية للحكومة مع دول الخليج ومصر، وغابت تغطية الأحداث في قنوات تلك الدول الفضائية إلا من النذر اليسير.
أحبطت الجانبين.. الجزيرة في طريق وعر
وصف ناشطون تغطية قناة الجزيرة للاحتجاجات في السودان بأنها كانت أقل من توقعاتهم لا سيما بعد أن برز اسم الجزيرة في تغطيات الربيع العربي وهو ما لم تحظ به الخرطوم سواء في سبتمبر 2013 أو ديسمبر الحالي، في ذات الوقت وجه كتاب مقربون من الحزب الحاكم انتقادات صريحة للقناة التي تُبث من الدوحة القطرية، مشيرين إلى أن الجزيرة تنَكَّرت لعلاقات قطر مع السودان وأسهمت مثل القنوات الأخرى في تأجيج الأحداث.
مدير مكتب الجزيرة في الخرطوم المسلمي الكباشي يذهب في حديثه لـ(السوداني) مدافعاً عن اتهام الحكومة للقنوات بتأجيج الأحداث: “لست في موقع الحديث نيابة عن القنوات ولا أدري شيئاً عن محتوى تغطيتها، ومسؤوليتي تنحصر في قناة واحدة هي الجزيرة”. مؤكداً أن الجزيرة قامت بتغطية الأحداث بمهنية وتوازن عبر عرض الحقائق بين يدي المتلقي ليختار ما يناسبه.
ويلفت الكباشي رداً على سؤال أن الجزيرة تلقت نقداً من جانب الحكومة وجانب المعارضة والناشطين، بأن هذا النقد من الجهات المتعارضة يؤكد أنها تمضي في الطريق المهني الصحيح.
ويؤكد أن الجزيرة تغطي الأحداث كما هي تبعاً لوزنها وحجمها وفقاً للمعايير الصحفية وهي معايير تضبطها القيم الخبرية المعروفة لدى كل صحفي التي رسخت عبر التجارب الصحفية الطويلة، مضيفاً: “قدمت الجزيرة تغطية موضوعية ومتوازنة ومتطابقة مع ما جرى من أحداث مقدمة الدقة على السبق”.
وحول علاقة قطر بالسودان وتأثيرها على تغطية القناة، يقول مدير مكتب الجزيرة: “أنا مدير مكتب الخرطوم وليس مدير الجزيرة ولا أستطيع الإجابة على هذا السؤال؛ ما أعرفه أن الجزيرة قناة مستقلة ولم يحدثني مسؤول في الجزيرة طوال فترة عملي عن علاقة التغطية بالعلاقات القطرية السودانية”.
ما وراء الصورة.. ملاحظات وتأويلات
ما من شك بأن أي وسيلة إعلامية تسعى لخدمة الممول السياسي لها من خلال تغطية موضوعية ومتوازنة، أما الحياد فهو أمرٌ مستحيل لاعتبارات معقدة، فترتيب الحدث أو شكل الصورة او اختيار مفردات العنوان والنص تعكس مزاج المرسل.
إلا أن الملاحظة الأساسية طبقاً لرصد (السوداني) يتلخص في أن القنوات الفضائية التي تتبنى خطَّاً معادياً للحكومة تتوسع في تغطيتها للأحداث السالبة -مثل الاحتجاجات- وينخفض إنتاجها عندما تهدأ الأوضاع، والعكس صحيح.
على سبيل المثال، بعض القنوات المحسوبة على المحور الإيراني بعد قطع العلاقات مع طهران والانحياز لعاصفة الحزم السعودية، وذات الأمر من الناحية الأخرى للقنوات الخليجية، خاصةً من الإمارات والسعودية.
بشكلٍ عام تقسم التغطية الخبرية لثلاثة مسارات تبعاً لمساندتها أو دعمها للحكومة أو المحتجين أو المنطقة الوسطى.
والمدقق في ثنايا التغطية الأخبارية لا يتوقف عند نوعية الصور أو الأحداث التي تعرض على الشاشة بل يقفز لما وراء الصور والعناوين. فعلى سبيل المثال وصف قناة أو تفسيرها للاحتجاجات بأنها نتاج للضائقة المعيشية وارتفاع أسعار الخبز يبدو مهادناً للموقف الرسمي الذي لا يرى أي بعد سياسي أو يسمع لمطالب إسقاط النظام، وذات الأمر ينطبق على رؤية الأحداث من الزاوية الأخرى.
وبين هذا وذاك تتلاعب القنوات بنقل الصورة والتلاعب بالعناوين في محاولة لخلق توازن بين حكومة لا ترحم وشعب لا يغفر.
الخرطوم: محمد عبد العزيز
صحيفة السوداني.
القنوات التي تنفخ في الاحداث هي قناة العربية واسكاي نيوز وقنوات الشيعة تسمعهم تقول الحكومة تسقط بعد دقائق بس سبحان الله كلهم شمتانين وعايزين الخكومة تسقط وجريدة الشرق الاوسط عاملاهو ظاااااهر وراكبة موجة العداء من حكوماتها مع السودان ، الجزيرة زي حكومة قطر ماسكة العصا من النص زي موقف الحكومة القطرية مع حكومتنا ، بس انتوا ما لاحظتوا غياب الاعلام المصري لانه مرعوب مثل حكومته يخاف لو نجحت الثورة يكون الدور علي السيسي مع عداءه الفاجر للسودان في كل القضايا الا المرة دي خايف الموية تدخل عليهو في جحرو
الاعلام الشابكنا ثورۃ في الخرطوم مظاهرات حاشده في امدرمان انا ما عارف الكلام دا عندنا هنا ولا في كوكب تاني و بعدين مراسل قناۃ الركشه دا هدفو شنو في انو ينقل صوره مقلبنه عن البلد امكن عشان نسوهو السنين الفاتت دي عاوز يظهر لايف كتير.. المراسل مهما كان بحاول ينقل صوره عن وطنو ايوا عارض النظام زي ما عايز لكن ما تبهدل بلدك في امخاخ الاخرين بي تقاريرك الوهميۃ دي….
الصور مقذذه جدا عن السودان الجابوها
مفروض مافي مراسل اطلع صورة من البلد الان ان تكون نظيفه حتي لو مظاهرات
الكلام ده قلناهو من زمان لانو بعض المستعربه بسخرو من البلد ع الاقل المراسل اكون وجيه ونظيف ولابس انيق
والاستديو مطل علي النيل مباشره مش صورة زي بتاعه الجزيره فضحتونا وفضحتو امخاخكم
بالنسبه للتغطيه
الجميع داس البشير والحزب الاخواني
لا صديق له وللنظام للاسف بعد 30 عام
يجري جري الوحوش وعامل فيها زعيم العرب والافارقه ومافي دوله واحده معبرانا لانو كارزيما البشير صفر كبير عندهم لا كلام دبلوماسي فيه السم لهم كغندور لا لبس لا فخامه ولا علم واقناع للعرب والافارقه للاسف الكبير
نحن كشعب نحب نفتخر دائما براس الدوله