رياضية

غضب لاحتجاز إماراتي عمالاً هنوداً في قفص لتشجيع منتخب بلاده: عنصرية وتعصّب


أحيل رجل إماراتي للنيابة العامة، بعد نشره مقطع فيديو على سبيل المزاح، يظهر فيه محتجزًا عماله الهنود في أقفاص، مقايضًا حريتهم بقبول تشجيع منتخب بلاده لكرة القدم، بدلًا من المنتخب الهندي.

وأظهر مقطع الفيديو الذي تسبب بموجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، الرجل الإماراتي ممسكًا عصا بيده، وجالسًا أمام أقفاص موصدة بداخلها العمال الهنود، الذين أكدوا أنهم يشجعون المنتخب الهندي، في مباراته ضد نظيره الإماراتي في كأس آسيا، ولم يطلق سراحهم إلا بعدما غيروا رأيهم قائلين إنهم سيشجعون الإمارات.
وأصدرت شرطة الشارقة بيانًا أمس الخميس، أوضحت فيه أن مقطع الفيديو يعكس تعصبًا كرويًا غير مقبول، ويتعارض مع القوانين المعمول بها في دولة الإمارات، وأنها ألقت القبض على مصوّره وناشريه، وأحالتهم للنيابة العامّة لمتابعة التحقيق معهم.

وأثار الفيديو جدلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد وصفه أغلب الناشطين بـ “العنصري”، وطالبوا بإنزال عقوبات شديدة بالمشجع الإماراتي، معتبرين تصرفاته بحق عماله الوافدين غير مقبولة أخلاقيًا ولا قانونيًا، في حين دافع آخرون عنه، مؤكدين أن الأمر لا يتعدى كونه مزحة، وأنه لا يستحق التضخيم إعلاميًا، وهذا ما أوضحه الرجل في مقطع فيديو آخر انتشر اليوم.

وقال المشجع الإماراتي في مقطع الفيديو الثاني: “يا جماعة الخير، لا تضخموا الموضوع وخذوه بابتسامة، هؤلاء العمال يشتغلون عندي منذ سنوات طويلة، والفيديو لم يكن سوى دعابة، لم أحبسهم ولم أضربهم بعصا، كنا نمزح معًا فقط، ونحن نأكل من صحن واحد، ونسكن كلنا في هذه المزرعة”، وأضاف: “فسر كل شخص الفيديو بحسب نيته، وتذكروا أننا في عام التسامح”.

ولم يسهم تبرير الرجل في تخفيف ردود أفعال منتقديه، فكتب نجيب شعبان: “هذا ليس بتعصب كروي، هذه عنصرية يعاني منها 70% من مجتمعنا العربي للأسف، ليكن الجزاء من جنس العمل” وقال عمر عبد الستار: “مجبرون أن يتقبلوا هذا المزاح الفظ ليداروا رزقهم معه، لا يوجد تبرير لهذا التصرف الشائن”.

كما قال زاهر عدي: “أخي الكريم، هل ترضى أن يضعك أحد في قفص بهذه الطريقة ومعه عصا، ثم ينشر الفيديو لملايين الناس ويقول دعابة؟ هل ترضاها لنفسك أو لأولادك؟ حتى لو كان قصده المزاح فالطريقة كانت خاطئة وبشعة”.

وأشار بو مرسال أميري، إلى أن اللوم برمته يلقى على الوسائل الإعلامية والفنية، التي يستقي منها الناس تصوراتهم عن الآخرين، ويبنون علاقاتهم معهم على أساسها، وقال: “المصور والمعدّ والمخرج والممثل والكومبارس، جميعهم ضحايا تقليدهم لمشاهد في مسرحيات ومسلسلات، كونوا منصفين وعالجوا مصدر الثقافة والفكرة”.

في المقابل، دافع بن شاهين الرئيسي عن المشجع الإماراتي، وقال: “نحن بحاجة كبيرة لنشر ثقافة الاعتذار في مجتمعنا، ويحسب للأخ (بو هاجر) اعتذاره عما بدر منه”، وكتبت حصه الملا: “كان واضحًا من البداية أنه فيديو كوميدي للمزاح، قد يكون الرجل خانه التصرف، لكن من الواضح أن نيته لا تمت بصلة لكل التهويل والاتهامات الكبيرة التي أثيرت في وسائل التواصل الاجتماعي”.

العربي الجديد