منوعات

تَمرُّدٌ أم لفت انتباه؟ هوس الشباب بارتداء الاكسسوارات النسائية.. (الحكاية شُنو)؟!

ظَلّ عَددٌ كَبيرٌ من الشباب مهووسين لدرجة كبيرة بارتداء الاكسسوارات النسائية مُختلفة الألوان والأشكال، والتي كانت لوقتٍ قريبٍ تختص بالعُنصر النسائي فقط، ولكن بمُرور الزمن تغيّر الكثير من المفاهيم والقيم والعادات والتقاليد التي كانت تُعتبر خطاً أحمر في حال تعدي أيِّ شخصٍ أو جهةٍ على ما ترتكز عليه تلك التقاليد!! بعض الأشخاص عزوا الأمر للعولمة التي سيطرت على عُقُول بعض الشباب وأصبحت سيفاً مُسلّطاً على رقابهم بنشر كل ما يتعلّق بـ(الموضة) الغربية ليتبعها بعضهم ويقلِّدها تقليداً أعمى، فيما يرى البعض الآخر أنّ ما يحدث أمرٌ مُعتادٌ مع المُتغيِّرات العُمرية التي يمر بها أيِّ شخص في حياته وكل مرحلة لها أطوارها ولا يُعد الأمر خطيراً.. (كوكتيل) قامت بإلقاء حجر على البركة لتحريك الساكن ومعرفة الأسباب الحَقيقيّة من خلال آراء مُختلفة للشباب وعلم الاجتماع…

(1)
ابتدر الطالب الجامعي رأفت سر الختم الحديث قائلاً: (لا أرى غَضَاضةً في الأمر ما دام أنني لا أتزيّن بما هو شاذ، فقط إسورتين من السُّكسك المُلوّن وأضع على عنقي خناقاً من ذات القطعة، ولست وحدي مَن يفعل ذلك، بل هُناك مئات الطلاب يرتدون ذات الاكسسوارات ونتنافس عليها وبالطبع ليست حكراً على العُنصر النسائي فقط، فنحن في عصر العولمة).
(2)
مجتبى مأمون طالب بكلية الهندسة جامعة الخرطوم أكد أنّه ومجموعة من الشباب اعتادوا زيارة أسواق بعينها في الخرطوم لشراء الاكسسوارت الخاصة بهم وبأشكالٍ مُختلفةٍ ولا يرون غضاضة في ذلك، مُوضِّحاً أنّ اكسسواراتهم مُكوّنة من أساور وختم، إضافةً لـ(خناق) يضع على العنق، مُشيراً إلى أنّ العالم في تطورٍ دائمٍ، وأنّهم كشباب لا بُدّ أن يُواكبوا الموضة سنوياً حتى لا يتم وصفهم بـ(المُتخلِّفين).
(3)
مصطفى آدم تاجر اكسسوارات بالسوق العربي قال: (أعمل بهذا المكان ما يقارب الخمسة أعوام في بيع الاكسسوارت و”الهتش” النسائي فقط، ولكن بمُرور السّنوات أصبح لديّ زبائن من نوع آخر وهم الشباب الذُّكور الذين كَانَ طلبهم يقتصر على شراء السّاعات وختم الفضة!! أما الآن أصبحت اهتماماتهم مُختلفة في الشراء ومُشابهة لاحتياجات الفتيات)، مُوضِّحاً أنّ الشباب يشترون منه السلاسل والختم الملوّنة والأساور، بل بعضهم يقوم بشراء الاقراط النسائية اللاصقة لارتدائها في الأُذن الواحدة، بجانب بعض الشالات المُلوّنة التي ترتديها الفتاة كغطاءٍ على الرأس ويستخدمه بعض الشباب كـ(شال) يضعونه حول العُنق، خاتماً: (من وجهة نظري اعتبر أنّ الأمر فيه كثيرٌ من الاقتحام ولا بُدّ من الشباب أن يرتدوا ما يُناسبهم ولا يَتشبّهون بالنّساء، ولكن أنا كتاجر لست بواعظ وهدفي الربح لا أكثر ولا أقل).
(4)
بالمُقابل، اتّفق عددٌ من طلاب جامعات مُختلفة بأنّهم ضد فكرة التقليد الأعمى للموضة التي تُعتبر تقليعات يصدرها الغرب للدول العربية مُستهدفين الشباب باعتبارهم الأكثر استجابةً لها، مُشيرين إلى أنّهم أكثر وعياً وإدراكاً للمُتغيِّرات التي يُمكن أن تطرأ فترة الشباب والتي يُمكن التّحكُّم فيها باتباع المقبول من الموضة وليس الشاذ حتى لا يتم نعتهم ووصفهم بالطائشين بالتعدي على خُصُوصيات العُنصر النسائي!!!
(5)
الباحثة الاجتماعية مودة خليل أكدت أن الغالبية العُظمى من الشباب يسعون وينقِّبون لاقتناء اللافت والشاذ الذي يلفت الأنظار، ولا يهمهم ردة فعل المُجتمع ولا المحاذير التي يجب ألا يتخطّوها، في الوقت الذي يتنامى لدى بعض الشباب فترة المُراهقة ومَا بَعدها بأنّهم الكُل في الكُل وذلك من خلال التباهي بالملابس أو تَغيير تسريحة الشعر أو المشية، فيما يلجأ البعض منهم لارتداء الاكسسوارات (سلاسل, ختم, أسوار ….إلخ) بألوانها المُختلفة، ومنهم من يستعرضها كتقليد لبعض نجوم الغناء والسينما العالميين، مُستطردةً: لذلك يجب على الأُسر أخذ الحيطة والحذر والانتباه لكُلّ.

صحيفة السوداني.

تعليق واحد