بعضهم يضع خُططاً تكتيكيّة لشوارع بديلة… سائقو المركبات العامّة.. كيفية التعامل مع (الاحتجاجات)!
اعتلت أصوات الرُّكّاب داخل الحافلة بعد أن عَرَجَ بهم سائقها عن الطريق الرئيسي لآخر فرعي بين الأحياء السكنية، ليعلنون ثورتهم على قائد المركبة وأصواتهم تتعالى، مُردِّدين (مالك يا زول غيّرت الاتجاه)؟ لتأتي إجابة السائق بعد أن عدّل المرآة التي أمامه ومُصوِّباً نظراته تجاههم ليقول لهم: (الشارع الرئيسي مقفول فيه احتجاجات، وأفضل خيار الدخول في شوارع الأحياء لأنّها آمنة وصولاً للمحطة الأخيرة).
(1)
ظَلّ عَددٌ كَبيرٌ من سَائقي المَركبات العَامّة يقومون باختيار طُرقٍ أُخرى بديلة لمُواصلة سيرهم، وذلك بعد لحظاتٍ من اكتشافهم بوجود احتجاجات في الشوارع الرئيسية لخطوط سيرهم، الذي من المُفترض أن يمروا من خلالها، لتتغير الوجهة ولا خيار آخر للرُّكّاب المُستقلين للمَركبة غير المُوافقة على ذلك مع اختيار الشوارع الأقرب لوجهتهم للنزول فيها ثم مُواصلة السير على الأقدام.
(2)
حول الموضوع أوضح عددٌ من سَائقي المركبات العامة بخُطُوط أمدرمان لـ(كوكتيل) قائلين: (منذ بدء اندلاع الاحتجاجات الأخيرة التي ما زالت
تشهدها البلاد، ظللنا نضع يومياً خُططاً وتكتيكات بديلة في حال تطلب الحال تغيير مسار السير وهو ما يَحدث غالباً في شارع الأربعين والعباسية التي أصبحت نقاطاً رئيسية للاحتجاجات، ونمر بالشوارع الفرعية داخل الأحياء لتفادي الازدحام، لأنّه في بعض الأحيان تكون هناك
نيران مُشتعلة في الأسفلت ولسلامتنا وسلامة الراكب نختار الطريق الآمـــن).
(3)
من جانبهم، أكّد عددٌ من سائقي المركبات العامّة بخط (الخرطوم – بُرِّي)، أنّهم يقومون بوضع خُططٍ بديلةٍ في حال اندلاع الاحتجاجات فجأةً دون الإعلان عنها (لمخارجة) الركاب حسب وصفهم، فيما أشار بعضهم إلى أنهم على علمٍ بمواعيد أيّام الاحتجاجات التي تُقام في بُرِّي وأماكن ووقت انطلاقتها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مُؤكِّدين أنّها دائماً ما تكون بعيدةً عن الشوارع الرئيسية لخُطُوط المُواصلات عدا وجود سَيّارات الأمن ومُكافحة الشغب الذين يقومون بمنعهم من السير على الشارع الرئيسي بعدها يبحثون عن البديل.
(4)
بعض السّائقين بخطي بحري والكلاكلات أكّدوا قائلين لـ(كوكتيل): (الرُّكّاب أصبحوا أكثر مرونةً وتأقلماً عند عكسنا للاتجاه أو تَغيير الشارع لأُخرى فرعية، وذلك بسبب الاحتجاجات التي تُقام في عددٍ من المناطق التي أصبحت شبه يومية)، مُوضِّحين أنّ بعض الرُّكّاب يقترحون عليهم طُرقاً أُخرى بديلة وأقصر حتى يتمكّنوا من الوصول إلى مناطق عملهم في الوقت المُحَدّد).
تقرير: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني.