أعلنه القيادي (السنجك) من أمريكا ” الاتحادي الأصل” وتجمع المهنيين… أشواق (انضمام) يكذبها الواقع
مع دخول الاحتجاجات أسبوعها السادس، أعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل عبر رئيس الحزب بالولايات المتحدة الأمريكية أحمد السنجك انضمامه لتجمع المهنيين السودانيين، وأشار السنجك إلى أن حزبه سيقوم بتسمية مناديبه وإخطار التجمع بذلك، مضيفاً بأن التجمع هو الوسيلة الوحيدة والقوية المعبرة عن قضايا الوطن في هذه المرحلة –على حد قوله – مؤكداً بأن لا مزايدة ولا مساومة في ذلك.
حادثة سابقة
وسبق لرئيس الحزب بأمريكا أحمد السنجك أن أعلن بياناً ظهر بمواقع التواصل الاجتماعي – أعرب فيه عن اتصال دار بينه ورئيس الحزب محمد عثمان الميرغني، وقد كلفه الأخير بتبليغ المشاركين بفض المشاركة والانسحاب من الحكومة بسبب إفراطها في العنف تجاه المتظاهرين.
بالمقابل اعتاد “تجمع المهنيين” عبر صفحته في “الفيسبوك” الاحتفاء بالقادمين الجدد وجعلهم في قائمة المنضوين تحت لواء التجمع وافتقدت “الصيحة” وجود الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ضمن المنضوين تحت لواء”تجمع المهنيين السودانيين ”
تأييد للحكومة
في الوقت الذي أعلن في تجمع المهنيين عن مسيرة حاشدة في أم درمان أعلنت الحكومة بالتوازي عن موكب تأييد للرئيس البشير بالساحة الخضراء، خرج القيادي بالحزب ووزير النقل حاتم السر ليعلن تأييده للحكومة – الذي باركته قيادة الحزب بقيادة رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني – وقطع السر بأن أسباب الأزمات التي قادت للتظاهرات ومنها صفوف “الوقود والخبز والسيولة” ستنتفي تماماً، ولن يبقى إلا صف الصلاة، وأضاف السر بأن البشير هو الضامن لإنفاذ الوثيقة الوطينة وضامن لمسيرة الحوار الوطني، مشيراً إلى أن الاتحادي الديمقراطي الأصل هو حزب الحركة الوطنية ورائد الاستقلال، وشدد السر- في موكب الساحة – على ضرورة الابتعاد عن الخلافات والتشرذم.
تململ
على الرغم من الموقف الرسمي المؤيد للحكومة والذي يظهر تماماً من موقف وزير الحزب حاتم السر بالساحة الخضراء ومن استمرار وزراء الحزب في مناصبهم الحكومية، في الضفة الأخرى للاتحادى الأصل، يشير مراقبون إلى أن عددا من قيادات الحزب أظهروا تعاطفاً مع المتظاهرين، فقد امتدح القيادي في الحزب والوزير السابق إبراهيم الميرغني تدخل الجيش في مدينة القضارف لصالح المتظاهرين، كما ندد محامي الحزب بما أسموها بالإجراءات القمعية التي تنتهجها السلطات الحكومية في مواجهة المتظاهرين وأعلنوا انحيازهم لهم، بينما رصد مراقبون مجموعات شبابية من قواعد الحزب ضمن صفوف المتظاهرين.
أشواق السنجك
القيادي بالأصل د.علي السيد – والمقرب من رئيس الحزب – شكك في حديث السنجك وأشار السيد في حديثه لـ”الصيحة ” أمس بأن حديث السنجك يعبر عن أشواقه فقط، وأكد السيد بأن أي بيان للحزب ينبغي أن يخرج من رئيس الحزب فقط أو الناطق الرسمي للحزب الفاتح تاج السر ونفى السيد اجتماع أي مؤسسة للحزب بخصوص هذا البيان، مشيرًا إلى حديث السنجك السابق عن فض المشاركة، ولفت السيد إلى أن هناك قنوات خاصة تخرج منها بيانات الأحزاب لا أن تدعي أي جهة اتصالها برئيس الحزب وإصدارها للبيانات، وختم السيد حديثه بأن بيان السنجك يعبر عن أشواقه وأمانيه فقط.
مبادرة الاتحادي
أشار الناطق الرسمي باسم الهيئة البرلمانية بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أحمد الطيب المكابرابي بأن رئيس الحزب، هو من يقرر القرارات، مشيراً إلى أن الحزب ما زال محتفظاً بمشاركته في الحكومة، وأضاف المكابرابي في حديثه لـ”الصيحة” أمس بأن الحزب يعكف على مبادرة ستخرج السودان من أزمته الحالية، مضيفاً بأن المبادرة بالتعاون مع الشركاء على مستوى الإقليم، مضيفاً بأن مبادرة حزبه طرحت بشأن التظاهرات، وأضاف المكابرابي بأن الحزب الاتحادي الأصل أدان قتل المتظاهرين، كما أدان الملاحقات للمتظاهرين وأكد على حقهم في التظاهر السلمي، وأشار لوجود أزمة حقيقية، وهي التي أدت للتظاهرات مشيراً إلى المبادرة التي سيطرحها حزبه في الأيام القادمة، وأكد المكابرابي على أن حزبه لا زال موصولاً بالحكومة وحتى إن أرادوا المغادرة فلن يغادروها، والحكومة في أسوأ حالاتها، مشيراً إلى أن واجبهم نحو شركائهم يحتم عليهم الاستمرار في الحكومة مع البحث عن حلول مضيفاً بأن مبادرة حزبه تشبه مبادرة أساتذة جامعة الخرطوم، مضيفاً بأن نجاح مبادرة حزبه مقرونة بموافقة الرئيس عليها، موضحاً أن فكرة المباردة مبنية على قرارات سيطرحها رئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن هذه القرارات عبارة عن أفكار مطروحة بصورة عقلانية وبها حلول لجذور المشكلة.
نفي مغلظ
ونفى مصدر مطلع ورود أي بيان من رئاسة الحزب بخصوص انضمام الحزب لـ”تجمع المهنيي”، مشيراً إلى أنه لو كان البيان بموافقة رئيس الحزب لفضت الشراكة فورًا، مضيفاً بأن مثل هذه القرارات لا تتم فيها التصريحات عبر آخرين ولكنها تأتي من رئيس الحزب عبر تسجيل بصوت رئيس الحزب، أو أن يكون فيها خطاب رسمي من رئيس الحزب يبلغ فيه الحكومة بانسحابه، أو أن يعقد مؤتمراً صحفياً يبلغ فيه الكافة بخطوته الجديدة، مضيفاً بأن ممثل الحزب وزير النقل الآن بالسعودية لإيجاد حلول لمشكلة الوقود، منوهاً إلى أن من يبحث عن حلول إنقاذية للوضع الراهن بالتأكيد لن ينفض يده عن الحكومة.
موقف ضبابي
ألسنة متعددة ومواقف متباينة للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل هذا ما قاله المحلل السياسي بروفيسور عبد اللطيف البوني في حديثه لـ”الصيحة “أمس، وذلك نسبة لأن للحزب أكثر من متحدث غير رسمي ومواقفهم متباينة ما بين مؤيد للتظاهرات أو من هو ضدها، مضيفاً بأن الحزب الآن في وضع ممزق ويفتقد المؤسسية لذلك فإن بعض قياداته تتباين مواقفهم بشأن التظاهرات، قائلاً إن زعيم الحزب تركهم ليقولوا ما يشاءون وهو معهم جميعاً، مع الذين مع التظاهرات والذين ضدها، وأردف البوني بأن هذا الموقف الذي يمسك العصا من الوسط أضر بالحزب وأضعف تأثيره، وأنه على الصعيد الآخر فإن هذا الموقف لن يخدم تجمع المهنيين كثيراً.
تقرير : نجاة إدريس
الخرطوم (صحيفة الصيحة) .