ازمة الكاش في المؤسسات الرياضية.. كشف بالأرقام اتحاد الخرطوم يعجز عن تغطية منصرفات الدرجتين الأولى والثانية
الوضع الحالي
تردٍ مريع شاب الأوضاع المالية بالأندية والمؤسسات الرياضية بالسودان بحسب تصريحات مسؤولي الأندية، في ظل شكوى من انعدام السيولة المالية وأزمة “الكاش”.. الأزمة بدت حاضرة في مقدمة اهتمامات المسؤولين بالوسط الرياضي، وذلك نظراً لعدد من الاعتبارات على رأسها الاستحقاقات المستمرة لهذه الأندية والمؤسسات وهو ما يتطلب توفير العملة الصعبة لأجل الإيفاء بالالتزامات.. العديد من الخلافات والمشكلات والشكاوى التي قدمت ضد بعض الأندية كان السبب الرئيسي فيها فراغ “الخزائن” من المال والعملة الصعبة وهو ما خلف العديد من التساؤلات والاستفهامات..
ويذهب أمين خزينة اتحاد الكرة بالخرطوم ماجد راس لــ(السوداني) أن الأزمة المالية التي تعاني منها الأندية والمؤسسات الرياضية لا تنفصل عن الواقع الراهن بالبلاد، لافتاً إلى أن هناك حقائق وأرقام واضحة باتحاده تشير إلى ذلك، وأضاف: أحد أسباب تردي الأوضاع المالية، أزمة السيولة وانعدام الكاش، مشيراًً إلى أن الكثيرين عزفوا عن الدخول إلى الملاعب خلال الموسم الحالي نظراً للصعوبات الكبيرة التي يواجهونها في سبيل الحصول على المال، عطفاً على الاكتظاظ الكبير أمام الصرافات الآلية حيث بات تفكير المواطنين في توفير الاحتياجات وليس دخول المباريات.
تدني الدخول
وكشف أمين مال اتحاد الخرطوم عن تدني دخول المباريات وضرب مثالاًً بمواجهة الهلال والاشانتي التي جرت مؤخراً في مجموعات البطولة الكونفيدرالية، وأضاف:المباراة حققت عائداًً مالياًً بواقع “270” ألف جنيه علماًً بأن دخل مثل هذه المواجهات في السابق كان لا يقل عن “500” أو “600” ألف جنيه، مشيراً إلى أنه وبعد تغطية المنصرفات الخاصة بالشرطة و(التذكرجية) وبقية الجهات فإن صافي دخل مباراة الهلال الماضية لا يتجاوز الـ”190″ ألف جنيه، واصفاً المبلغ بأنه لا يكفي لمنصرفات معسكر ليوم واحد.
وكشف أمين خزينة اتحاد الخرطوم عن عجز مالي كبير في مباريات الدرجة الثانية بالولاية، وقال إن العجز تجاوز الــ10 مباريات، لافتاً إلى أن اتحاده يسعى بقوة لعلاج هذه الظاهرة باعتبار أنه يصرف على بعض الدوريات وعلى رأسها دوري الدرجة الثالثة.
وقطع ماجد راس بأن جميع مباريات الدرجة الأولى بها عجز مالي كامل في تغطية المنصرفات، وقال إن أعلى دخل للمباريات يسجله نادي توتي بواقع “5” آلاف جنيه للمواجهة الواحدة وذلك نظراً للكثافة الجماهيرية التي تحضر مباريات الفريق.
أندية القمة.. تفاصيل مخيفة
من جهته، اعترف أمين خزينة المريخ المكلف، العميد عبد الرحيم بدر الدين بتاثيرات أزمة الكاش السلبية على تسيير الأعباء المالية بالأندية الرياضية.. مؤكداً أن ناديه مثله والكثير من المؤسسات يعاني من انعدام السيولة المالية، مشيراً إلى أنهم وبالرغم مما ذكر آنفاً إلا أنهم حرصوا على تلافي جميع السلبيات والإيفاء بالالتزامات المالية تجاه اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية.
ولم يتردد العميد عبد الرحيم في الإشارة إلى أن لاعبي فريق الكرة الأول بناديه يفضلون استلام رواتبهم بـ(الكاش) وليس عبر الحسابات البنكية، مشيراًً إلى أن جميع الأطروحات التي قدمت بشأن إمكانية تحويل المرتبات إلى البنوك وإدراجها بصورة مباشرة في حسابات اللاعبين لم تجد الحيز المباشر للتنفيذ.
ونفى أمين مال المريخ أن تكون الدولة قد قلصت الاهتمام بالرياضة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها، وأضاف: مؤسسات الدولة المعنية بالاهتمام بالرياضة ما تزال تقوم بواجبها وتوفر الدعم لجميع الأندية.
حال الهلال لا يختلف كثيراً عن غريمه التقليدي المريخ، وبالرغم من محاولات الصحيفة المتكررة للوصول إلى أمين خزينة الأزرق اللواء عصام كرار إلا أن هاتفه لم يجب على الاتصالات.
ويذهب مصدر مقرب من رئيس الهلال أشرف الكاردينال في حديثه لـ(السوداني) إلى أن الأخير وبالرغم من نجاحه البائن فيما يتعلق بالإيفاء بالالتزامات التي قطع بها خلال وقت سابق خاصة على صعيد البنية التحتية وكذلك التعاقدات التي أبرمت بفريق الكرة إلا أن المعاناة المالية ظلت حاضرة لعدة اعتبارات على رأسها الأزمة المالية بالبلاد..
ويرى المصدر أن الكاردينال صرف مبالغ مالية كبيرة منذ مجيئه رئيساً للنادي، ما خلف العديد من التساؤلات في الكثير من الأحيان باعتبار أن النتائج التي حققها الفريق في بعض الاستحقاقات لا تقاس بمدى الاهتمام والتحفيز المالي الكبير الذي وجده اللاعبون وقتها.
وأشار المصدر إلى أن الكاردينال وبالرغم من الأموال الكبيرة التي يمتلكها إلا أنه وضع ضوابط مالية صارمة لتسيير أعباء الفريق خلال الآونة الأخيرة، مستدلاًً بالتغييرات الإدارية التي حدثت والمجيء بواحد من الشخصيات المقربة له في القطاع الرياضي وهو عبد المنعم جميل، وهو واحد من مفاتيح الرجل المالية في إشارة واضحة لرغبته في ضبط الصرف المالي، وتقنين الأخطاء التي تم الوقوع فيها خلال وقت سابق.
السوداني.