منوعات

يشفع في 70 من أهله وروحه في جوف طير .. تعرف على خصال ومنزلة الشهيد عند الله

تدمع العيون والقلوب وتختلط المشاعر بين ألم وحزن الرحيل وبين فرحة وغبطة هذه المكانة والمنزلة عند الله، هؤلاء الشهداء الذين فارقوا الحياة صباح أمس السبت بعد هجوم غادر وقع في منطقة شمال سيناء أسفر عن استشهاد عدد من جنودنا من أبناء القوات المسلحة.

يقول الله تعالى في سورة آل عمران (آية 169 & 170): {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)}

فللشهيد عند الله مكانة عظيمة ومنزلة عالية في الجنة، خصهم الله تعالى بأجر وثواب كبير، لذلك يلقي مصراوي الضوء في السطور القليلة القادمة على المنزلة والمكانة والخصال التي خصّ المولى سبحانه وتعالى بها الشهداء من عباده:

1- أحياء عند ربهم يرزقون

الشهداء عند ربهم أحياء يرزقون، يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآيات الكريمة: (خبر تعالى عن الشهداء بأنهم وإن قتلوا في هذه الدار فإن أرواحهم حية مرزوقة في دار القرار).

2- أرواحهم في جوف طير لها قناديل معلقة بالعرش

قال الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري في صحيحه : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق قال : سألنا عبد الله عن هذه الآية : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) فقال : أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال : ” أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش ، تسرح من الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى تلك القناديل ، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال : هل تشتهون شيئا ؟ فقالوا : أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات ، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا : يا رب ، نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى ، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا ” . وقد روي نحوه عن أنس وأبي سعيد (وفقا لما ذكره ابن كثير في تفسيره).

3- يتمنون الرجوع إلى الدنيا ليقتلون مرة أخرى

قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا حماد ، حدثنا ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ما من نفس تموت ، لها عند الله خير ، يسرها أن ترجع إلى الدنيا إلا الشهيد فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى لما يرى من فضل الشهادة ).

4- يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا

قال الإمام أحمد : حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، حدثنا الحارث بن فضيل الأنصاري ، عن محمود بن لبيد ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الشهداء على بارق نهر بباب الجنة ، في قبة خضراء ، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا ) .

5- فرحون بما هم فيه من نعمة

يقول ابن كثير في تفسير الأية رقم (170) من سورة آل عمران: “وقوله : ( فرحين بما آتاهم الله [ من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ] ) أي : الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أحياء عند الله ، وهم فرحون مما هم فيه من النعمة والغبطة ، ومستبشرون بإخوانهم الذين يقتلون بعدهم في سبيل الله أنهم يقدمون عليهم ، وأنهم لا يخافون مما أمامهم ولا يحزنون على ما تركوه وراءهم”.

6- لهم سبع خصال أخرى

ولكون الشهيد له منزلة ومكانة عالية عند الله سبحانه وتعالى ; فله عند الله سبع خصال، ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم – : (إن للشهيد عند الله سبع خصال: أن يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويُحلى حُلة الإيمان، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويُشفع في سبعين إنسانا من أقاربه) صحيح الترغيب.

مصراوي