لماذا يفعل راموس ما يفعله؟ وكيف ينجو من العقاب؟
بمعزل عن أي عاطفة وبكلمات حيادية قدر الإمكان، فإن الإعادة التلفزيونية للقطة راموس – ميسي أمس أظهرت أن يد كابتن الملكي ارتفعت بأمر عصبي من حاملها لتؤذي كابتن برشلونة، ميسي سقط وأظهر للحكم ألبيرتو أوديانو أن الدماء داخل فمه هي من فعل راموس، لكن قاضي المباراة لم يقتنع وحتى لم يعد للفار لرؤية اللقطة التي كان من الممكن أن ينال عليها قلب مدريد بطاقة صفراء على أقل تقدير.
ومن المفيد معرفة أن أونديانو لم يكن هو الحكم المقرر لهذه المقابلة بل جاء بديلاً لهيرنانديز هيرنانديز الذي تعرض لإصابة، وكان كلاسيكو الأمس هو العاشر والأخير لأوديانو لأنه سيعتزل التحكيم عن عمر 45 مع نهاية الموسم الحالي.
وإذا علمنا أن حكام كرة القدم في أغلبهم يعتمدون على خبرتهم عن اللاعبين سواء المُعتَدين أو المُعتَدى عليهم في تقييم بعض الحالات، فإن أونديانو أمس قيّم الحالة بدون خلفيات لأن راموس معروف بخشونته، وميسي بقلة تمثيله، خصوصاً أن زاوية الرؤية أمامه كانت واضحة إلى حد كبير، لكن ربما الحكم لم يرد أن يرفع بطاقة حمراء في الكلاسيكو الأخير له.
وصحيح أن راموس يتصدر ترتيب أكثر اللاعبين طرداً في الليغا والكلاسيكو ولكن هذه البطاقات الحمراوات ليست كلها لتدخل خشن بل أحياناً لتقصد هذا التدخل والذي يقطع مرحلة الخشونة ليصل إلى العنف وأحياناً العنف المقصود والمخطط له، إما لإبعاد اللاعب عن المنافسة أو للضغط الهجومي الذي يعيشه لاسيما من برشلونة ومن ميسي بالتحديد.
لكن الأهم من البطاقات الملونة التي رافقت مسيرة راموس في ريال مدريد، وحتى في المنتخب كان نجاته من العقاب وذلك بعد تدخلات حتى تبدو أعنف من تلك التي عوقب عليها، لعلنا لم ننسَ حتى الآن كيف أخرج صاحب الرقم 4، منافسه النجم المصري محمد صلاح من نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، ثم حرمه من انطلاقة صحيحة مع منتخب بلاده في كأس العالم.
عامل فارق كبير ولكن….
وبإشارتنا لتدخلات راموس العنيفة لا نقلل من شأنه الفني ولا من أدواره في كل الألقاب التي فاز بها ريال مدريد في عهده، حتى أن البعض يقول بأن راموس كان مفتاح متتالية مدريد الثلاثية في دوري أبطال أوروبا، حين سجل هدف التعادل في اللحظات الأخيرة على أتلتيكو مدريد نهائي 2014، بالطريقة التي سجل فيها العديد من الأهداف فهو بحق المدافع الهداف وميزة أهدافه الرأسية كمدافع لم يضاهيه بها أحد إلا بويول من برشلونة.
لكن كل ذلك بإمكانه أن يُنسى حين نرى راموس يفعل ما يفعل ولأسباب أحياناً نجتهد في تفسيرها بتفوق المنافس المهاري عليه، أو إحساسه بأنه يجب منع الهجوم بأي طريقة أو أن فطرته هي هكذا خشنة وتقوده دائماً للتهور بالتدخل وغالباً يقوم بذلك موهماً الحكم أنه عفوي، ثم يطالب “ضحيته” بالنهوض وعدم التمثيل.
في النهاية؛ لراموس صفحة مهمة بتاريخ ريال مدريد الحديث، مع أنه لطخها (الصفحة) بكثير من البطاقات الملونة والتي أحياناً لا نجد لها تبريراً لا نحن ولا حتى عشاقه والمتيمين فيه.
been الاخبارية