جرائم وحوادث

«ضحية الحب».. تفاصيل مقتل «فرح» صاحبة الـ16 عامًا

«وجه بلا ملامح، جسد أثخنته الجراح جراء عمليات التعذيب».. هكذا عثر على جثة «فرح» التي لم تحمل من اسمها نصيبًا، حيث لقيت الفتاة حتفها على يد بائع متجول، ونقاش، وتعاون معهما والدة وشقيقة المتهم الثاني لإخفاء الجثة ومحاولة التخلص منها بمياه نهر النيل أعلى كوبري الساحل في إمبابة. اكتشفت دورية أمنية الجثة داخل «جوال»، حيث لاحظوا قدما متدلية من الجوال، وهروب المتهمين الأول والثاني وشقيقته بعربة «كارو».

قست الحياة على الفتاة «فرح»، ابنة الـ16 عامًا، بعد انفصال والديها بالطلاق، قبل سنوات عدة، اختار كل منهما حياة جديدة بالزواج من آخر، لتذوق ابنتهما الوحيدة الويل، فتارة تتسكع في الشوارع، وتارة أخرى تتعرف على أرباب السوابق.

تركت «فرح» مسقط رأسها في أوسيم، بعدما تعرفت على الشاب «محمود أناكوندا»، الذي يكبرها بالكاد بنحو عام واحد، أقنعها الشاب، الذي يعمل نقاشًا، بأن حياتها معه ستكون في رغد، حدثها عن الحب الذي لم تعرفه ولا رأته حتى على شاشات التلفاز، أو على الأرصفة التي كانت تبيت عليها.

عرض «أناكوندا» على الفتاة الضحية أن تعيش معه: «إيه رأيك لو تنامى عندى يومين أو 3 في الأسبوع»، لم تتردد الفتاة التي كانت في عرض حائط يسترها من البرد القارس والرياح الشديدة. استغل المتهم «أناكوندا» ضحيته، مارس معها الجنس حتى فقدت عذريتها، وأصبح الجنس في مقابل مبيت الفتاة بمنزل المتهم في منطقة بشتيل.

زادت المأساة عندما عرض «أناكوندا» ضحيته «فرح» ذات الجسد الذي أنهكته قلة التغذية والسير على الأقدام بلا هدف، على صديقه الشهير بـ«حمدى العسكرى»: «إيه رأيك تمارس الجنس معها، دا مقابل أن تنام في بيتنا كام يوم.. يا عم دى بنت ملهاش أهل يسألوا عنها»، وظلت العلاقة بين الشابين والفتاة، حتى ليلة الأربعاء الماضي، حيث قتلت «فرح» على يديهما، داخل شقة بشتيل، في المنطقة الشعبية المكتظة بالناس.

أخبر «أناكوندا» صديقه «العسكرى» يوم الجريمة: «إلحق البنت فرح سرقت تليفونى، لازم ندور عليها ونلاقيها»، وظلا يبحثان عنها حتى عثرا على ضالتهما، واستدرجا الفتاة التي لم تبد مقاومة إلى شقة بشتيل. هنا في الشقة الضيقة التي تسع لصالة وحجرتين وحمام ومطبخ، عذب المتهمان الفتاة «فرح» حتى اعترفت لهما: «أنا سرقت التليفون وسبته رهن عند واحد في أوسيم، مقابل 30 جنيهًا».

ذهب المتهمان إلى صاحب محل الهواتف المحمولة، وأعادا الهاتف ورجعا إلى «فرح»، حيث احتجزت داخل الشقة، وواصلا تعذيب الفتاة بالضرب المبرح بالعصا الخشبية والصواعق، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وظن المتهم «أناكوندا» أن المجني عليها تتلاعب بهما وحاول إفاقتها، لكنه تأكد من توقف النفس.

اشتبهت دورية شرطة أعلى كوبري الساحل في وقوف عربة «كارو» بجانب الطريق، كان يستقلها المتهمون «حمدى. م»، 20 عاماً، وشهرته «العسكري»، و«محمود. خ»، 17 عاماً، وشقيقته «شيماء»، 25 عاماً، إذ اتضح أن الثلاثة يحملون جوالاً بلاستيكياً تخلصوا منه في إحدى فتحات الصيانة بالكوبري، وبتفتيش رجال الأمن الجوال عُثر على جثة فتاة بداخله.

وأظهرت تحقيقات نيابة حوادث شمال الجيزة أن الشرطة ضبطت المتهمين الأول والثاني عقب ملاحقتهما، واعترفا بأن الفتاة المجني عليها تُدعى «فرح. هـ»، ومسقط رأسها منطقة أوسيم، وأنهما على علاقة مشبوهة بها، وأن شقيقة «الثاني» كانت معهما للتخلص من الجثة من أعلى كوبري الساحل، وكانوا ينوون إلقاءها بنهر النيل، لولا مرور دورية شرطة.

وأوضحت التحقيقات أن المجني عليها كانت مصابة بكدمات بالبطن والرأس وسحجة أسفل الذقن، واعترف المتهمان، أمام النيابة، بأنه أثناء تواجد «فرح» بمنزل «الثانى» سرقت هاتفه المحمول، فاحتجزا الفتاة وقيّداها وتعديا عليها بالضرب لإجبارها على الاعتراف بالسرقة والإدلاء عن مكان إخفاء الهاتف، فقالت لهما: «أنا ودِّيت التليفون لمحل، بس مابعتوش، أنا خلّيته رهن عند الراجل مقابل 30 جنيه».

وأضافا أنهما توجها إلى المحل المشار إليه، واستعادا الهاتف المحمول، وبعودتهما إلى شقة المتهم الثانى، حيث كانت «فرح» محتجزة عنده، تعديا عليها بالضرب بعصا خشبية وصعقاها بالكهرباء، فلفظت أنفاسها الأخيرة.

وأشارت التحقيقات إلى أن المتهم الأول استأجر عربة «كارو»، ونقل الجثة إلى منزل والدة المتهمين «الثانى» و«الثالثة»، وتُدعى «آمال. ص»، 50 عاماً، التي تم ضبطها بتهمة التستر على متهمين، وتوجه المتهمون للتخلص منها بمكان الواقعة «كوبري الساحل».

العربية نت