سياسية

لوب لوغ: هل يتنازل المجلس العسكري عن السلطة للمدنيين في السودان؟

نشر موقع لوب لوغ الأميركي مقالا للكاتب عبد الخالق شايب تحدث فيه عن الثورة الجارية بالسودان، ولم يستبعد أن ينتهي الأمر بتنازل المجلس العسكري عن السلطة للمدنيين.

وأشار شايب، وهو باحث سوداني في القانون بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة، إلى أن القوة الدافعة الرئيسة للاحتجاج في هذه الثورة هم الشباب، وخاصة جيل الألفية.

وقال إن المعارضة التي يمثلها كل من تجمع المهنيين السودانيين والقوى السياسية والاجتماعية المتحالفة معه في قوى إعلان الحرية والتغيير، أصبحت متحدة وتتمتع بالثقة في نفسها وثقة الشباب فيها، كما أنها موحدة خلف رؤية واضحة، إلى جانب برنامج شامل للتغيير في السودان.

تحديات عملية
ومع ذلك، يقول شايب الذي يعمل أيضا محاميا بواشنطن العاصمة، إن هناك تحديات عملية يجب أن تتنبه لها قوى إعلان الحرية والتغيير مثل توصلها لاتفاقات بشأن القضايا -ليس على المستوى النظري فقط بل أهم من ذلك- على المستوى العملي مثل كيفية تحويل الإطار المقترح لمستويات الحكم لخطة عمل قابلة للتطبيق يمكن للمجلس العسكري أن يوافق عليها.

وضرب أمثلة على هذا المستوى العملي مثل مَن يكون ضمن عضوية مجلس السيادة، وهل أعدت المعارضة أسماء، وهل حازت هذه الأسماء على موافقة ورضا الجميع؟

وقال إن مثل هذه الأسئلة يجب أن تجد إجابة قبل ممارسة مزيد من الضغط على المجلس العسكري.

cc167e9e 54c7 469e 816f 4582ce7cc92e
عبد الخالق شايب: القوة الدافعة الرئيسة للاحتجاج في هذه الثورة هم الشباب، وخاصة جيل الألفية (رويترز)

ولفت الكاتب الانتباه إلى أهمية ملاحظة أن شريحة غالبة من المحتجين الشباب لا تثق بالأحزاب السياسية القائمة، كما أنها غير مرتبطة بأي مجموعات سياسية معروفة وبعضهم لا يهتم بالسياسة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنهم يثقون بقوة في قيادة تجمع المهنيين وتنظيمه للمواكب والاحتجاجات على الرغم من أن أسماء قادته لم تكن معروفة لهم حتى اليوم الذي أعلن فيه الجيش أن الرئيس عمر البشير قد تم خلعه من السلطة.

مصدر التفاؤل
وأكد شايب اعتقاد هؤلاء الشباب بضرورة توافر الحرية باعتبارها حقا وليست امتيازا وبإمكانية تحقيق العدالة فقط عندما تكون هناك مساواة، موردا ذلك باعتباره مصدرا للتفاؤل بمستقبل ثورة السودان.

وأوضح أن أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين سيستمرون في الحصول على وجهات نظر متباينة على نطاق واسع فيما يتعلق بما ينبغي أو لا ينبغي أن يفعله المجلس العسكري، أما السودانيون فعليهم ألا يفقدوا تركيزهم ويستعدوا لمسيرة طويلة نحو الحرية.

وختم مقاله بالقول إن المجلس العسكري وقوى التغيير قد دخلا عن غير قصد في صراع على السلطة وغاب عنهما أنه ينبغي أن تكون لديهما أهداف متماثلة، مضيفا أنه وفي كثير من الأحيان، يتم تصور العلاقة بين الجيش والمدنيين على أنها صراع على السلطة، بيد أنه ينبغي أن تكون المعركة الآن من أجل مستقبل السودان.

المصدر : مواقع إلكترونية