لماذا ننسى أحلامنا؟ العلماء يجيبون
تعتبر الأحلام عالماً لاواعياً مدهشاً، إلا أن العديد منا يستيقظ عاجزاً عن تذكر حلم الليلة الماضية، فلماذا نحلم، ولماذا ننسى أحلامنا، وتبقى محتجزة في أجسادنا اللاواعية وفي عقولنا الباطنة؟
يعتبر النوم أكثر تعقيداً مما نظن، إذ تمر عقولنا خلاله بسلسلة من الحالات الذهنية، المتزامنة مع نشاط كهربائي في بعض المناطق الدماغية، ويرتبط الحلم ارتباطاً وثيقاً بدخول النائم مرحلة “النوم الريمي”، التي تحدث في غضون 90 دقيقة من بداية النوم، وتصبح فيها عضلات الجسم في حالة تشبه الشلل التام، كما تتغير ضربات القلب ومعدل التنفس، وتتحرك العينان حركة سريعة ومتكررة، وفقاً لموقع “بي بي سي”.
ويتدفق الدم بشكل أكبر في مرحلة “النوم الريمي”، إلى بعض أجزاء الدماغ المهمة، مثل القشرة الدماغية، المسؤولة عن محتوى أحلامنا، والجهاز الحوفي المسؤول عن حالتنا العاطفية، في حين يكون الفص الجبهي المسؤول عن قدرتنا على المحاكمة العقلية، في حالة تثبيط، وهذا يعني أننا نقبل بشكل أعمى كل ما يحدث ضمن الحلم، حتى لو كان من دون معنى، حتى يحين وقت الاستيقاظ.
وتكمن المشكلة في الأحلام، أنه كلما ازداد تشوش الصور والتباسها، كلما كانت أكثر قابلية للنسيان، إذ يؤكد دييدر باريت، البروفيسور في علم النفس، أن تذكر الأحلام ذات البنية الواضحة أسهل علينا بكثير، كما أن انخفاض مستوى هرمون النورأدرينالين بشكل طبيعي خلال النوم العميق، يلعب دورًا كبيرًا في نسيان الأحلام، لأنه مسؤول عن تهيئة الجسم والعقل للعمل، بالإضافة لتعزيز الذاكرة.
وتقول فرانشيسكا سيكلاري، طبيبة أبحاث النوم في مستشفى “لوزان الجامعي”: “من الجيد أن يكون عالم الحلم مختلفا عن عالم اليقظة، إذ إن تذكرك كل تفاصيل أحلامك، قد يجعلك تخلط بينها وبين ما يحدث في حياتك الحقيقية”. وتضيف: “يوجد أشخاص يتذكرون أحلامهم جيدا، ويعانون مشكلة في تصدير تلك الذكريات إلى واقعهم، كما أن بعض المصابين باضطرابات النوم، يجدون صعوبة في التمييز بين اليقظة والنوم، مما يسبب لهم مشكلات وشعورا بالحرج والارتباك”.
وتوضح سيكلاري أن تزامن الأحلام مع دخول النائم مرحلة “النوم الريمي”، ليس من قبيل المصادفة، لأن الأحلام تتأثر بمستويات بعض المواد الكيميائية في أجسادنا أثناء النوم، مثل انخفاض مستوى النورأدرينالين في الدماغ، وإذا ازداد هذا الهرمون بسرعة كبيرة بمجرد الاستيقاظ، بسبب إيقاظنا بصوت منبه مثلًا، فستزيد قابليتنا لنسيان الأحلام.
ويوضح روبرت ستيغولد، الباحث في علم النوم بكلية الطب في جامعة “هارفارد”، أن من يحلمون في مراحل نومهم التي تسبق “النوم الريمي”، يميلون لتذكر هذه الأحلام بعد استيقاظهم، وهذه المراحل تكون أول 5 أو 10 دقائق بعد النوم، أما من يغفون بشكل سريع (بالطريقة التي يتمناها الجميع)، فينتقلون أسرع لمرحلة “النوم الريمي”، ولا يتذكرون شيئاً من أحلامهم لاحقاً.
العربي الجيدد