جريمة قتل بسبب الـ«سيلفى»
كانت الأجواء بشارع 8 في منطقة المرج هادئة تمامًا، فالسوق تعج بالزبائن، وبعض النساء والأطفال يجلسون في شرفات المنازل المتلاصقة يوزعون أعينهم على ما يدور هنا وهناك، وفجأة قطع صوت السكون صراخ قادم من أحد المنازل المجاورة، وبدت الشتائم متبادلة، والاستغاثة واحدة: «الحقونى أبويا بيتقتل.. الحقونى».
في البداية ظن أهالى المنطقة أن «أحمد جمعة.. الراجل الموظف بيضرب مراته كعادته»، ليشاهدوا، عقب مرور نصف الساعة من المشاجرة، رجلًا مُسِنًا مُمْسِكًا ببطنه، يسنده ابنه ويتخطيان بوابة العقار، ويمضيان معًا إلى نهاية الشارع ويستقلان سيارة ملاكى، وعقب صلاة العشاء، زُف خبر وفاته: «الراجل الموظف قتل حماه وضربه بسكينة في بطنه ودراعه».
ويقول محمود خالد، أحد أقرباء المتهم، ويسكن في العقار الملاصق، لـ«المصرى اليوم»، إنه يعرف سبب المشاجرة التي أدت إلى ذلك، موضحًا: «مرات (أحمد) اتصورت سيلفى بملابس البيت، فغضب وحلف عليها يمين الطلاق، فقامت بالاتصال بأهلها: تعالوا أنا اتطلّقت.. وزوجى صوّرنى بالعافية وأنا بملابس لا يجوز لأحد أن يراها».
وحضر والد الزوجة وشقيقاها، وتشاجروا مع الزوج ، وقالوا له: «انت هتكتب الشقة باسمها والعيال»، لتشتد المشاجرة- حسب «محمود»، شاهد العيان- وخلالها استَلَّ المتهم سكين فاكهة صغيرًا، وطعن حماه في بطنه وكتفه ليفك الخناق من حوله: «كان يرقد على الأرض، وحماه يكتم أنفاسه».
ويضيف محمد طه، أحد شهود العيان: «فى البداية ظن الجميع أن الأمر عادى، وأن الخلاف انتهى، لكن بعد أذان العشاء بنحو الساعة، حضر أفراد من عائلة المجنى عليه وقاموا بتحطيم منزل المتهم.. جابوا عاليه واطيه ليعرف الجميع آنذاك أنه قتل حماه، وسلّم نفسه إلى الشرطة».
وقبل نشوب المشاجرة، كان صالح محمد أحمد، الشاب الثلاثينى، يقف أمام منزله، ليشاهد سيارة ملاكى يستقلها نحو 3 أشخاص تنطلق بسرعة فائقة، وتوقفت أمام منزل المجنى عليه، وبدأت المشاجرة بين الطرفين، ونجح في تخليص الزوج وشقيقه من يد عائلة مطلقته، موضحًا: «حتى ابنة المجنى عليه كانت تمسك بشومة وتضرب طليقها، والجميع كانوا مصابين.. (أحمد) وأخوه وحماه، والدنيا كانت هرجًا ومرجًا». وعلى أثر ذلك، اتهمت الشرطة «صالح» بالاشتراك في الواقعة، وقررت حبسه، لكن والده رد بكلمات حزينة: «ابنى لم يقترف ذنبًا، ولا قتل ولا اشترك في قتل، كان يفصل بين طرفى مشاجرة، وكل الناس كانت واقفة تتفرج، والشرطة كمان بتلاحق (خميس)، عم الزوج المتهم، وهو كان يحاول الحل وفض الخناقة». وتستكمل «أم مريهان»، إحدى الجيران: «(أسماء)، نجلة المجنى عليه، أجبرت أولادها الـ3، أكبرهم 5 سنوات، على الانتظار لدى أحد الجيران، حين حضر والدها وشقيقاها وباقى أفراد عائلتها.. كانت عارفة إنهم ناويين على تأديب الزوج ظنًا منهم أنه يشهّر بمطلقته، ودلوقتى بعدما (أحمد) قتل حماه، البيت كله بقى فاضى، حتى شقيق المتهم تركه خوفًا من تعرّضه هو وأولاده لأى مكروه أو أذى».
ولم يتسن للجريدة الحصول على تعليق من أسرة المجني عليها، التي أكدت في تحقيقات النيابة العامة، أنهم حضروا بناءً على اتصال من «أسماء»، التي تشكو دائمًا اعتداء زوجها عليها،، فيما قال المتهم: «حلفت يمين الطلاق على مراتى بعدما رأيتها تلتقط صورة سيلفى لها بملابس نوم، وتشككت في غرضها من الصورة، وحضر أهل زوجتى متصورين أننى التقطت الصور لها، واعتدوا علىَّ، فدافعت عن نفسى وضربت حمايا لأتمكن من النزول من البيت، وتحرير محضر بقسم الشرطة».
وأمرت النيابة بضبط وإحضار عم الزوج واخوه لاشتراكهما في قتل المجنى عليه خلال المشاجرة.
المصري اليوم