معلِّم تركي يروي مأساة سجنه: عذبوني وحاولوا اغتصابي أنا وزوجتي
روى معلِّم تركي تفاصيل المأساة التي تعرَّض لها داخل سجن “أفيون”، وهو أحد السجون القمعية في تركيا، ويُعتبر من أسوأ السجون سمعة في البلاد. وأشار المعلِّم خلال مقطع فيديو، بثته صفحة الشؤون التركية على “تويتر”، إلى أنه تعرَّض لأبشع صور التعذيب وأوحشها على الإطلاق، وأن المحققين كانوا يحاولون اغتصابه بخلع بنطاله، ويهددونه بإحضار زوجته وتعذيبها مثله.
وأشار المعلم إلى أنه تعرض للضرب وكتم الأنفاس ووضع الشوال على رأسه.. لافتًا إلى أنه ليس إرهابيًّا بل معلمًا، وأنه اتُّهم باطلاً من قِبل سلطات النظام كغيره بأمور لم يرتكبها، وبأنه ضمن جماعة غولن. وبيَّن أن المحققين – وعددهم خمسة أشخاص – طرحوه أرضًا، وصعقوه بالكهرباء على صدره، وفي أجزاء من جسده، وجروه على الأرض، وقالوا له إنهم لم يتركوا أي أثر تعذيب عليه بعد ارتكابهم جريمتهم في الزنزانة بعد خروجهم من عنده؛ لما يتمتعون به من خبرة في هذا الشأن.
والمعلِّم التركي ليس الأول ولا الأخير الذي تعرض لعمليات تعذيب داخل السجون التركية من قِبل سلطات النظام؛ فقد كشفت تقارير حقوقية حديثة عن تسجيل نحو 120 حالة وفاة تحت التعذيب في السجون التركية، كان آخرها إعلان انتحار الفلسطيني زكي مبارك شنقًا في زنزانة انفرادية. وشهد السجن نفسه العام الماضي وفاة الطبيب إبراهيم خليل أوزافوز تحت التعذيب الوحشي أيضًا، الذي اعتُقل كجزء من عملية مطاردة الحكومة التركية لأعضاء مزعومين في حركة غولن.
وعلى الرغم من إعلان السلطات التركية أن الطبيب إبراهيم أوزافوز انتحر في السجن إلا أن الصحفي التركي جوفين كشف عن عملية القتل قائلاً إن جثة الطبيب تُظهر آثارًا للتعذيب، شهدها أفراد الأسرة الذين جاؤوا لاستعادة رفاته لإقامة جنازة في إسطنبول.
وطالبت منظمات حقوقية السلطات التركية بالإفراج عن السجينة شيماء تكين المعتقلة مع طفلها الرضيع بعد أن اعتقلتها السلطات وهي حامل في شهرها الخامس. وكان نائب حزب الشعوب الديمقراطي عمر فاروق أوغلو قد قدم مذكرة لوزارة العدل، قال فيها إن تكين لا يوجد معها مرافق، ولم يصدر خبر إطلاق سراحها، وستعود مع طفلها إلى مهجعها في السجن. وأضاف عبر حسابه في “تويتر” بأنه من اللافت أن هذا الظلم يحدث في تركيا عام 2019 بالذهنية غير القانونية التي تعتقل الأمهات في فترة النفاس مع أطفالهن الرضع.
وكانت تقارير قد كشفت النقاب عن ارتفاع عدد المعتقلين السياسيين في تركيا منذ تولي رجب أردوغان الحكم في تركيا عام 2005؛ إذ بلغ عددهم 240 ألف تركي مقابل 52 ألفًا قبل سيطرة حزب العدالة والتنمية على مقاليد الحكم في البلاد. وقالت أواخر عام 2018: رغم أن الطاقة الاستيعابية للزنزانة الواحدة في السجن 5 أفراد فقد لجأت السلطات التركية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة إلى أن تستوعب الزنزانة 35 سجينًا، فضلاً عن نقص الخدمات الطبية والصحية المقدمة للمعتقلين.
وفي شأن متصل، استحدثت الحكومة التركية قانونًا، يسمح بسجن الأطفال. فيما رصدت منظمات حقوقية حالات تعذيب للأطفال والنساء في التحقيقات، لافتة إلى أن 700 طفل يقبعون في السجون، وأن 64 في المئة منهم تحت 3 سنوات.
صحيفة سبق