رأي ومقالات

الصادق الرزيقي: هل تُوقَد نار الفتنة..؟


دعت قوى إعلان الحرية والتغيير في نهج مُخالفٍ لأية شراكة أو تفاهم إلى ما تُسمّيه مليونية طرد الدعم السريع من الخرطوم، وهي فكرة تنطوي على توجُّه بغيض ورائحة كريهة لا تليق بمن يعملون في مضمار العمل السياسي، حيث تبدو الفكرة نفسها سخيفة بإشاراتها المُنتِنة بأن للدعم السريع مكاناً آخر ليس هو بالطبع الخرطوم ولا محيطها، كأن أرض السودان لا تسعها ولا تنتمي إليها، وليس المقصود قطعاً هو الإقرار بأنها قوات عسكرية ينبغي مكان عملها ونشاطها خارج المدن، ووجودها الآن فرضته ظروف وقتما انتفت غادَرت وأعادت انتشارها خارج المدن، لكن المقصود قولاً وفعلاً هو ربط الدعم السريع بجغرافيا مُحدّدة ومناطقيات مُعيّنة وعِرقيّات وألوان وقبائل، وتلك هي الطّامُة الكبرى التي انزلقت إليها بعضُ النُّخَب السياسية التي تُريد تفسير الواقع السوداني على أساس الولاءات الدّنيا والأطر الضيقة والانتماءات السّفلى.

في كل تاريخنا الوطني، ظلت القوات النظامية موجودة داخل المدن، مقراتها ونشاطها وتمركُزاتها ووظائفها، فالشرطة وقوى الأمن مكانها الطبيعي هو المدن والأحياء نظراً لطبيعة عملها، ولم يحتج يوماً عليها أحد، والقوات المسلحة مقرّاتها وقيادتها العامة في قلب الخرطوم، وقيادات الفرق العسكرية في كثير من مُدن السودان لم تُغادر أو تبتعد من أواسط هذه المدن، تلتحم بها وتتلاصَق تلاصُق اللحم بالعظم، ولم يحتج عليها أحد، وكل التحوّلات السياسية والانقلابات والمواجهات ومواجَهة أعمال الشغب والتظاهُرات وتدخّل القوات النظامية فيها في لُبِّ العاصمة والحواضر المختلفة، وازدحَم التراثُ الأدبي والغنائي الذي يُمجّد الثورات السابقة والشهداء بِمروِيَّات وإشارات تُشير إلى أدوار إيجابية وسالبة للقوات النظامية تضعها في مصاف المدح أو مداس القدح بسبب تواجُدها في المدن، وما قامت به دون الإشارة على الإطلاق إلى أنها غير مرغوبٍ فيها، ولا ينبغي لها أن تتواجَد حيث هي..

لماذا إذن الهجوم على الدعم السريع، وهي قوات في غاية الانضباط يشيد بها العدوُّ قبل الصديق، لا تقترف جُرماً يشينُها، ولا جريرة تضعها في مواجهة نيران المجموعات السياسية التي تدعو لإخراجها خارج الخرطوم؟ السبب الرئيس ليس الأكاذيب المُدَّعاة حول تجاوُزات ارتكبتها هذه القوات، لكن السبب الرئيس وراء كل هذه الحملة الشعواء أن وجود قوات الدعم السريع داخل الخرطوم أفشل مُخطَّطات القوى اليسارية والنشطاء المُرتبِطين بالخارج، الذين كانوا سيحوِّلون الخرطوم إلى بُركان لاهبٍ من المواجَهات وشلالات دم، وهم يسعون إلى تفجير الأوضاع ليصلوا إلى السلطة فوق الرقاب والأشلاء، هذه الأحزاب الدموية التي تعشِق رائحة ولون ومنظر الدماء القانية، كانت تُريد التغيير حريقاً يقضي على الأخضر واليابس حتى يخلو لها وجه الأرض المحروقة، لتُقيم عليه سودانَها الجديد الذي تُريده فوق الجماجم والجثامين وألوية النار والحريق.

قوات الدعم السريع باعترافهم هم قبل الآخرين، هي التي أحدثت مع القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى التغيير الذي تمَّ، ولولاها لما ذهب النظام السابق، وكانوا يقولون ويهتفون لهذه القوات ويُعلّقون صور قائدها فوق المنصات والطرقات وفي مداخل أرض الاعتصام أمام القيادة العامة، كانوا يغنون له ولها ويتغزّلون فيها، وتبارَت قيادات الحرية والتغيير وأبواق الحزب الشيوعي وكنداكاته في تمجيد هذه القوات وقائدها، فما الذي حدث حتى تحوّل المُنقذ إلى مُجرم؟ والبطل الفارس إلى سفّاك دماء..؟

نعرف لماذا هذه الحملة ضد هذه القوات، للأسف ستزيد مثل هذه الحملات الجائرة والدعوات الماكِرة والخُبث السّافر إلى وبال على دُعاة هذه الروح النتنة، فبدلاً من أن تتحوّل القوى اليسارية وخاصة الشيوعيين إلى مجموعات حداثية تدعو إلى المدنية بوعي، وإلى نبذ العرقيات والعنصريات، تنغمس الأحزاب اليسارية وخاصة الشيوعيين والنشطاء في بِرَك التخّلف الآسنة، يريدون الوصول إلى أهدافهم السياسية عبر إثارة الفتن والضغائن والأحقاد الاجتماعية التي هي الأخطر على السودان والسودانيين من أي خطر آخر، والتذرُّع بِحِجَج واهيةٍ حول جرائم مُلفّقة مُدّعاة بأن الدعم السريع قد ارتكبتها دون أن يُثبِت ذلك تحقيق أو تدعمه شواهد بيّنة لهو أس البلاء في التعاطي مع هذه القضية التي تلعب عليها أجهزة إعلام خارجية وقنوات فضائية تعمل على تلوين الأخبار ونشر الأكاذيب.

ما تقوم به قوات الدعم السريع ليس هو العمل العسكري فقط، ولا مساعدة القوات النظامية الأخرى لضبط الأمن وتأمين حياة المواطنين، تعمل هذه القوات على توفير الخدمات، والخدمات الاجتماعية، وتشييد المدارس والطرق وتعبيدها وحفر الآبار وتوفير مياه الشرب ودعم مرافق التعليم وزيادة الدخل القومي ومحاربة تخريب الاقتصاد بحربها الضروس على التهريب والمهربين، هذا غير اقتطاع عائدات جنودها ومرتّباتهم من أجل توفير الوقود والدقيق والخبز .

لهذا كله، يجب الحذر من تنامي الدعوات التي تفرّق السودانيين ولا تجمعهم، ومن يعزف على وتر الضغينة وإثارة الفتنة، سيكون أول من يحترِق بنارها، فالحزب الشيوعي ومن شايَعه يلعبون بالنار، وهذه لُعبة خطرة للغاية لن تكون بعدها إلا الكارثُة الماحِقة الساحقة على الجميع، فلنحذر من هذه الدعوات.. ولتمُت في مهدِها قبل أن تَستفحِل… من يُمهّد بالأخبار الكاذبة والأنباء المُضلِّلة لليوم المشئوم عليه وزر عظيم، الله وحده يتلطُّف بالسودان من شُرورِه…

الصادق الرزيقي
الصيحة


‫12 تعليقات

  1. لن تظهر أهمية الدعم السريع حتى تخرج من العاصمة وحينها سوف يتمنى الكثيرون لو انها لم تغادر الخرطوم. ..

  2. السودان لم يعود يسع الجميع ..فليبدأ التقسيم. الي دويلات علي حسب السحنات.هذا افضل للجميع .
    يجب ان لا ننخضع بالتعايش السلمي والكلام الغير منطقي تجي الخرطوم تلقي نفسك غريب اليد واللسان . تشعر بالعنصرية من اول وهلة .اذن لا نخضع أنفسننا السودان لا يسعنا

    انظر لما يحدث من سب وشتم وعنصرية حتي نعتهم بانهم غير سودانيين للدعم السريع وقائدة لانه من غرب السودان .لم نسمع سب للبرهان ولا لي صلاح قوش وولا للعطا ولا غيره اذن لا نخضع انفسنا ونجي لي شمس الدين نفس العنصرية سب وشتم لانه من أبناء النوبة
    هل نحن متفقين.
    لا نغش انفسنا بالكذوبة الوطن الواحد
    سوف يذهب الغرب كله وتذهب جنوب كردفان وجبال النوبة وتذهب مناطق الانقسنا ويذهب الشرق والشمال شمال الذين يذعمون بانهم عرب الي عروبتهم ولو قبلوا العرب بهم
    هذا هو العدل الجغرافي الذي نعرفه.

  3. صدقت اخي الصادق فهؤلاء مدعي الإشتراكية ومهم باءشتراكيين ولا يساريين ولا ولا اي شيء طز فيهم
    وفي من شايعهم يريدون الفتنه بين الشعب السوداني تارة باسم الديمقراطيه وتارة باسم مدنيه ولكن
    فات عليهم ان الشعب السوداني صار اسرة واحده كبيره شرقا وغربا شمالا ولا عاش من يفصلنا

  4. شايف كل من هب ودب بقي احشر انفه ف جيش وامن البلاد
    هزلت والله وحليلك يا نميري ويا حليل اي رجل قوي من مصنع الرجال وعرين الابطال،،،،

    المنظومه الامنيه خط احمر!!!!!!!
    ممنوع الاقتراب او التصوير او التعليق
    لكن نحن بقينا ف عالم اللامعقول
    من يصدق ان كل راجف ومرتجفه وكل عميل وجاسوس يحشر انفه علنا وبكل وقاحه وقله ادب واحترام للمؤسسه العسكريه والامنيه وبكثافه والخطير ف الامر المجلس العسكري نائم!!
    الهجمه الشرسه ضد المنظومه والمؤسسه الامنيه مدفوعه القيمه والثمن مقدما وهدفها واااااااااااااااضح الا من بعينه رمد
    ولا يتناطح فيها عنزان
    افتحوا مبيد للحشرات لل الذباب والاقلام المخابراتيه،من هان سهل الهوان والضرب عليه،والباب البجيب الريح سدو واستريح،
    والنار الضخمه الحارقه من مستصغر الشرر
    ونذكر
    مجلس المخابرات العالمي الصليبي الخنزيري مسيطر تماما علي الاعلام العربي والغربي وكل يوم عنده ملف وجب فتحه كرها او طوعا من عملائه .
    الملف الان المسيطر” الدعم السىريع،جهاز الامن،الجيش،الشرطه،تسليم السلطه كامله لبعض العملاء”
    حذاري وطن الخداري وطن العزه وطن فطره الاسلام والايمان.
    المملكه التي لا تغيب عنها الشمس سيده العالم وقتها هزمناها
    وامريكا والصليب والخنزير هزمناهم وما زلنا ف قتال معهم ولن يركوعنا بحول الله لا هم ولا عملائهم
    ع العسكري ادخال السجن اي شخص يتكلم في المنظومه الامنيه بالقانون،وان لايسمع لهم،وان سمع لهم فهو منهم ومعهم ونحن نعرف انكم ليس منهم

  5. قبضتو كم من حميدتى
    اتقوا الله فى السودان
    الكتابة مدفوعة الاجر ظاهرة
    ماشاء الله عليكم عنصريين وكيزان كمان ربنا يساعدكم

  6. ويعرف كل متابع ان الصادق الرزيقى فى المجلس الاستشارى لقائد الدعم السريع
    ومعه عبدالماجد هارون
    واسامة عبد الرحيم الخليفة الذي عينه عبدالماجد ملحق اعلامى فى سفارة السودان فى لبنان عندما كان عبدالماجد وكيلا لوزارة الاعلام
    اسامة الخليفة لا يحمل شهادة غير اكمال ثانوى

  7. كتابات التي توقد نار الفتنة والكل يرفض المليشيات المسلحة خارج منظومة القوات المسلحة بما فيها الدعم السريع ولابد من دمج كل الحركات المسلحة تحت منظومة القوات المسلحة وذلك بعد الفترة للانتقالية.

  8. يا أيها “الكاذب الأرزقي”
    أولاً
    حميدتي كان صادق من البداية … وإنحيازو للثورة والشعب ما كان فيهو شك
    بعد ما صفع البشير وعصى أوامره وإرتفع رصيدو عند الشعب ارتعب الكيزان وخافوا من ان يبطش بهم حميدتي وهم يعرفون كرهه للخبث واللولوة لذلك عملوا على حرق كرته وتشويه سمعته من خلال العمل السياسي والتعبئة بعد ان تم توريطه في قتل المعتصمين وتلفيق التهمة لقواته
    الآن ياحميدتي تدارك الموقف وانتهز فرصة الاتفاق التي لاحت أمامه للمرة الثانية واعتقد انه سيركز في المرحلة الجاية على العدالة وحسم الأصوات النشاز وأبعاد المستشارين التابعين للنظام البائد
    ثانياً
    القوات المسلحة بمختلف مسمياتها ليس من مهامها توفير الخدمات ولا تشييد المدارس وحفر الآبار
    دي مهمة عمال السودان الماهرين المؤهلين
    ودي المدنية والمهنية والكفاءة القاعدين ننبح بيها من ما قامت الثورة

  9. إتفق معاك في عدم منطقية الملونية بسبب خروج أو طرد الدعم السريع من العاصمة .. وعلى المهنيين والحرية والتغيير عدم إشغال الناس بهذه المسيرات وضياع الزمن والجهد فيها والتي ربما مدخل للمخربين والفوضوين تكون مدخل للمتربصين بإتفاق المجلس العسكري والحرية

    صحيح هناك تجاوزات وملاحظات على تحركات قوات الدعم السريع داخل العاصمة يلزم حسمها من قبل قادة القوات السريع وأن يكون تحركهم وأداءهم لمهامهم وفق ضوابط معينة

    في تغيير الأنظمة السابقة كانت تحدث إحتكاكات بين قوات الإحتياطي والمواطنين وكذلك قوات الأمن ولكن عندما تنزل الدبابات الطرق والجيش يحصل إطمئنان لهم رقم كثرة العدد ولم يكن هناك إستياء أو تضجر منهم … فلماذا لم يحصل نفس الأمر مع قوات الدعم السريع

    نأمل أن يتم تغيير وجهة المواطن من خلال الإنضباط والتعامل لقوات الدعم السريع … وبالنسبة للمهنيين والحرية والتغيير ريحونا شوية من حكاية المليونيات دي خلي الناس تشوف أكل عيشها

  10. هذا الخبر كاذب وتم نفيه ، ولكن يريدون به اذكاء نار الفتنة لأحقاد وأغراض دنيئة معلومة للقاصي والداني فهذا هو نهج الكيزان القذر (( فرق تسد )) ، نرحب بكل قوات شعبنا المسلحة وكل من اخطأ يحاسب ولا تزر وازرة وزر أخرى ، الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها ، ولكن نقول خاب وسيخيب سعيكم فالله خير حافظاً وهو ارحم الراحمين عليم بهذا الشعب المسكين المنهك من استبداد استمر لثلاثون عاماً ذاق فيها كل صنوف الهوان والتجويع فدعوه يهنأ بوطن آمن مطمئن .

  11. الرزيقي الغير صادق انتهى عهدكم
    ريحونا من كتاباتكم النتنة

  12. ارجوا من رجالات القانون الوطنيين بالاسراع فى فتح قضيه بخصوص هذا البوق الارزقى الرزيقى فى مايتعلق بالتحريض على قتل الثوار خلال حقبه المخلوع عمر البشير قبل إن يهرب