رياضية

سواريز بين “الظلم” الإعلامي وحقيقة تراجع مستواه

يمثل المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز أحد أكثر الأسماء المثيرة للجدل بعالم كرة القدم في الوقت الحالي فمسيرته كانت حافلة باللحظات المهمة سواء السعيدة بتحقيق الإنجازات أو الحزينة بسبب تصرفاته السيئة ومع وصول اللاعب لسن الـ32 عاماً يبدو أن الأسئلة باتت تكثر حول قدرته على مواصلة التميز خاصة مع سعي النادي بشكل مستمر لتقوية هجومه.

سواريز نفسه طالب برشلونة بضم مهاجم جديد يساعده على خوض منافسات الموسم الطويل فمع وصوله لهذا السن يرى “لويزيتو” أن النادي بحاجة لبدء تأهيل مهاجم آخر لكن هل يستحق سواريز الجلوس على الدكة وترك مكانه للمهاجم الجديد؟ أم أنها ستكون عملية مداورة لإراحته ببعض الأوقات؟
بالواقع يلوم الكثيرون سواريز على تراجع مستواه وإهداره عدداً كبيراً من الفرص السهلة تحديداً بالموسمين الأخيرين عدا عن الحديث الدائم عن زيادة وزنه وهو ما يزيد من حدة الموجة التي تحيط باللاعب عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تطالب بإقصائه من التشكيلة وإشراك غريزمان أساسياً كرأس حربة أو استقدام لاعب آخر مكانه.

بعيداً عن هذه النقاط دعونا نعود للخلف بعض الشيء ونتذكر ما حدث لبرشلونة بالمباريات الكبيرة بالموسم الماضي.. أمام ريال مدريد بذهاب الليغا فاز الفريق بخمسة أهداف لهدف 3 من أهداف المضيف كانت لسواريز الذي قدم أداءً خرافياً وفي كلاسيكو إياب الكأس سجل سواريز هدفين وساعده فاران بتسجيل الهدف الثالث وحتى اللقاء الذي قضى على آمال أتلتيكو بالمنافسة على لقب الدوري تلقت فيه شباك الروخي بلانكوس هدف الافتتاح بالدقيقة الـ85 بصاروخية رائعة من الأوروغوياني.

بدوري الأبطال كان سواريز السبب الأول والمباشر بتسجيل هدف التقدم على مانشستر يونايتد في أولد ترافورد بربع النهائي وفي ذهاب نصف النهائي سجل الهدف الأول بمرمى ليفربول وكان له الدور الأكبر بالهدف الثاني قبل أن يصيبه ذات العجز الذي أصاب كل الفريق إياباً كما ظهر تأثير غيابه واضحاً بنهائي كأس إسبانيا حين سقط البارسا أمام فالنسيا.

يشبه سواريز الموظف الذي لا يحب التقيد بأوقات الدوام ولا اتباع البروتوكولات الرسمية بالعمل لكنه يحقق مكاسباً مهمة للشركة وهنا يظهر الخلاف بين من يرغبون بتنظيم العمل وإجبار الموظفين على العمل بذات الثبات طوال العام وبين من ينظرون للنتائج النهائية ليقولوا “لسنا بحاجة لمهاجم يسجل بمرمى خيتافي وهويسكا بل نريد شباك ريال مدريد” فمن الواضح أن مسألة الحافز والتنافسية تدفع سواريز لتقديم أداء ذهني أفضل بالمهام الصعبة.

تنتقد معظم الجماهير على صعيد العالم مهاجمي فرقها بحجة عدم قدرتهم على التسجيل بالمواجهات الكبيرة وهذا الأمر ينطبق على لوكاكو مانشستر يونايتد وليفاندوفسكي بايرن ميونيخ وبنزيمة ريال مدريد وهيغواين بكل تجاربه وقد يمثل أغويرو وسواريز الاستثناءين الوحيدين بهذه الجزئية حيث ينجحان بالاحتفاظ بدقتهما العالية وجرأتهما باللقاءات الكبيرة لكن رغم ذلك مازال جمهور برشلونة يضع مهاجمه ضمن قائمة المقارنات الدائمة ويطالبه بالمزيد.

اقرأ أيضاً…برشلونة يُقدم على “لمسة وفاء” لميسي

يعاني المهاجمون بالحفاظ على طاقتهم ولياقتهم حين يتقدمون بالسن وبدون أي شك تحتاج إدارة برشلونة لمهاجم جديد يساعد سواريز الذي عمل بآخر موسمين دون أي مساندة تقريباً لكن لابد من الاحتفاظ باللاعب ومساعدته كي يحاول تكرار ما يفعله بالمباريات الكبرى والأهم هو تقدير اللاعب وألا ينسى الجمهور ما قدمه لبرشلونة فعلى الأقل خلال الموسم الأخير يمكننا القول أن الأوروغوياني كان اللاعب الأكثر فعالية بالفريق في المباريات الكبيرة.

 

يورو سبورت