رأي ومقالات

البرهان .. فى الصيوان ..!

فى واحدة من مجموعات الواتساب كتب الصحافى محمد محمد خير معلقا على خبر وفاة السيد المبرورة هدية محمد الزين .. (منذ خبر وفاتها كنت افكر في مأتمها اذا كان البشير في السلطة ) فلحقه الكاتب حسين ملاسي بالتعقيب التالى ( من بركات هذه الحاجة انها وفرت لكثيرين دموعا صناعية ) .. ثم أبى ملاسى الا ان يشرح فكرته فى مجموعة اخرى فكتب ( الحاجة هدية كانت اكرم من ان يمشي فى جنازتها الانتهازيون والنفعيون و الوصوليون و خُدام السلطان وعبدة الصولجان ) .. فحمدت الله اننى مشيت فى جنازة حاجة هدية .. وكيف لا امشي حافيا و جمائلها تغطينى مذ عرفتها قبل خمس وثلاثون عاما .. لا وقت لسردها الان .. ونعود الى جنازة حاجة هدية التى سار فيها من سدوا الأفق من غمار الناس من اَهلها وعشيرتها و بنى جيرتها وأحبابها و عارفى فضلها و مدركى كرمها .. وغاب المجلس العسكرى .. ولو كان الحال كما سأل محمد محمد خير .. لربما كانت اللجنة الامنية برمتها .. فى الصف الاول يومذاك ..!
وغياب المجلس العسكرى كان متوقعا .. وقد يظن البعض .. و بعض الظن اثم .. ان غياب المجلس له صلة بثوريته .. و كدة .. فهل كان الامر كذلك ..؟ انظر اذن واحكم .. مرضت الحاجة هدية .. فطلب ابنها عمر حسن احمد البشير .. الذى هو نفسه الرئيس المعزول .. اذنا بزيارة والدته للاطمئنان على صحتها .. فرفض طلبه .. ثم تدهورت الحالة الصحية للحاجة هدية .. فنقلت الى المستشفى .. فطلب ابنها اذنا لزيارتها .. فرفض طلبه .. ثم تدهورت الحالة الصحية للحاجة هدية اكثر .. فنقلت الى العناية المكثفة .. فطلب ابنها زيارتها ..فرفض طلبه .. ثم و الحاجة تحتضر .. لم يتغير موقف المجلس .. ثم اسلمت حاجة هدية الروح لبارئها لها الرحمة والمغفرة .. فكان المطلوب الانتظار لعدة ساعات ليعلم الابن بوفاة والدته ..!
وقبل التشييع يتم السماح للابن بوداع جثمان والدته .. بعد ان منع من وداعها ولمّا تسلم الروح .. فينتقل الى بيت الاسرة ممنيا نفسه بوداع والدته بان يضع جثمانها الطاهر فى قبرها كما يفعل اى ابن اعتاد ان يكون بارا بوالدته ..ولكن يبدو ان المجلس كان يفكر بطريقة الخواجات .. إلقاء النظرة الاخيرة فقط .. إذ يسارع بإعادة الابن الى محبسه .. قبل ان يتحرك جثمان والدته الى مرقده .. ثم يمتد الحرمان ليشمل حق الابن فى تلقى العزاء ..!
اما المفاجأة .. بعد كل هذا .. فقد تمثلت فى وصول رئيس المجلس العسكرى الانتقالى الى سرادق العزاء .. لتقديم واجب العزاء فى الحاجة هدية .. كنت اتابع المشهد عندكثب .. وحيث ان السودانى .. اى مواطن سودانى حين يرتاد سرادقات العزاء .. يبدأ بمن يعرف .. ويسال عنه ان لم يجده .. فقد تصورت ان السيد البرهان .. فهو لا يعرف احدا هناك .. تماما كما لا يعرف من قتل شهداء الابيض .. ربما يكون قد سأل عن الغائب الابرز فى ذلك السرادق .. و لكنى استدركت .. انه لن يسأل لانه يعلم ان من يعرفه ومن يفترض ان يسأل عنه .. غير موجود .. فسألت السؤال الذى استعصت علي اجابته .. اذن لماذا أتى البرهان الى الصيوان ..؟ ثم السؤال الاهم .. لماذا لم يذهب البرهان الى سجن كوبر ..؟!
هل فهم احد اننى أدافع عن البشير ..؟ بالطبع لا .. فى الواقع انا أدافع عن قيم الثورة و عن شعاراتها .. !

بقلم : محمد لطيف

‫3 تعليقات

  1. وهل أدرك – الابن البار – الآن مقدار الحزن وما تجرعه كثير من الإباء والأمهات والأبناء ومن خرج من بيته ولم يعد حتى الآن ومدى الحزن والاسى الذي أصاب أما انتزع ولدها قهرا من بين أحضانها..
    ما أصاب – الابن البار – فبما قدمت يداه وكما تدين تدان .. وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم هم الظالمون.

  2. الم يعلم الابن البار ذاك الذي تذكره انت كم حرم ابن بار بوالديه من وداعهم وعدم زيارتهم ! كم حرم ذاك الابن البار اباء وامهات من زيارة اولادهم !
    كم حرم ذاك الابن البار اسر من اولادهم بعد اعتقالهم واخفاء مكان اعتقالهم !
    ويطول الخذيث عن ذاك الابن البار الذي تذكره ومن وجه نظري الشخصية لم يكن باراً يوماً ف الي جحيم جهنم باذن الله

  3. صدقت والله يا أخ/ ابو عبدالله ..
    عمر البشير لن تأخذنا به رأفة ..
    وهذا قليل من كثير ..
    ثم ان الجنازة عندما تكون ” طاهرة ونقية ”
    فإن الله يبعد عنها أصحاب النار والمجرمين..
    لعل الله أراد أن يبعد عنها الاذى