محمد حامد: حرت في إلتقاط صرعة دب (الباندا) الذي طرحه قادة تجمع المهنيين كرمزية و(سيم)
الباندا ام تيتل السلطان كسيفروك!!
أقر ورغم كوني (خرطومي) عاصمي النشأة والعمر ؛ مديني السيرة ألا اني أحتفظ بمركوز ثقافة بدوية ؛ جرت علي كثير من الملاعن ؛ ومزقت أستار سلوك تطبع لزوم تقية طقوس العلاقات العامة اللازمة لترتيب الأمور ؛ ومع كوني ابن العاصمة فقد حرت امس في إلتقاط صرعة دب (الباندا) الذي طرحه قادة تجمع المهنيين كرمزية و(سيم) لم ادرك مقصدهم منه و(علم الله واسع) ؛ حرت لماذا (الباندا) والتي اظنها نوع من الدببة ! مما لا يجعلها حيوان (وطني) باي حال ليعلو شأنها ؛.
تذكرت انواع الحيوانات السودانية الاصيلة كشعوبنا ؛ من الضان الحمري الى ابقار (الكوري) المرتبطة باهلنا الفلاتة ؛ تذكرت تواتر ذكرى رحيل العرب بين المنشاق والشوقارة في دارفور وكردفان ؛ ثيران حمل الاثقال والحوايا والشد (ام جنغلتي) تذكرت طائر (ام كيروان) والصقر القبيح (كلدنغ) بإنحاءة رقبتة الحمراء ورأسه الاصلع مثل مقبض ادارة الحركة في السيارات في ملمسه و(كرضمة) البروز ! تذكرت (الصبر) و(ابو شوك) وقرود الطلح ! ولمحت (الضربان) و(الفيل) وسن عاجه الاملس الذي كنت اوزن ثقله حينما بعود عمي (حنجير) به من تخوم بعيدة ؛ كان إذا هبط موكبهم يترك حمل رحلته في طرف القرية ويقدم يتهادي ببندقية عتيقة كثيرة الترابيس لا بسمح لاحد بالإقتراب منها ويدسها عادة في جراب لا يجروء احد على النظر اليه ؛ سألت نفسي لماذا (الباندا) ! الم يكن بالإمكان حمل شبل اسد و(باحش) او الم يمكن الترميز بمخلوق مثل (ابو خريطة) او (الغرنوق) ! الم يكن يمكن وجريا على كولنغ (كل البلد دارفور) إستدعاء (التيتل) والذي ارتبط في مرويات الدارفوريين بهزم الملوك وفي سيرة (التيتل) والاسم انتقل من بادية (الداجو) ليحل رمزا الى الاشارات الامنية والتقارير فيقولون (تيتلو شنو) وربما اشتق الاسم من كون ان (التقرير) عادة يطيح باحدهم مثلما اطاح التيتل صاحب القصة بالسلطان كسيفروك ملك الداجو بجنوب دارفور إذ قالوا انه كان رجلا عال البطش طاغية فظ المطالب (القرن الحادي عشر الميلادي) وقالوا ان كسيفروك اغضبه ان يظل جبل ام كردوس يقف بعيدا عن بقية جبال زعموا انها 99 جبلا واظنهم يعنون سلسلة جبل مرة فامر رعيته بجلب (ام كردوس) ولك تخيل قساوة الامر وإستحالته فمات خلق عظيم وعسر عليهم الامر وطالهم بطش مريع حتى اهتدت عجوز حكيمة الى حيلة لخلاص الناس _يقال انها اخت الملك وفي قول شقيقة والدته _ اذ تربصت به في مجلس واستفزته بان الملوك ركبوا الخيل وانواع الدواب وليكون متميزا اخبرته بان عليه ركوب (التيتل) ليكون قد تميز وبز غيره ؛ راقت الفكرة للرجل الذي امر عسسه ولجنته الامنية بجلب (تيتل) والذي جلب بالطبع واحتشد الناس لرؤية السلطان يعتلي ما لم يعتليه ملك او سلطان فاقام عمال الرجل رجلهم على ظهر الحيوان البري المهتاج وثبتوه بسيور وحبال متينة ثم ارسل الملك الى مصير غشامته يضربه التيتل مرة بالارض ومرات بالشجر واحيانا بالصخر ويقال حسب الرواة ان الدأبة لم تتوقف بالسلطان إلا في (قارسيلا) الحالية (ولاية وسط دارفور ) وهي لغة الداجو تعني مكان الراس حيث لم يبقى من السلطان كسيفروك سوى راسه وتمزع اللحم والعظام والاشلاء في كل موقع اقام الناس قرية حسب الشلو الموجود نكاية في الملك الظلوم ! اليس هذا كفاح من (التيتل) يؤهله لان يكون رمزية ثورية ! لكن اختار الناس في 2019 دب الباندا ؛ والذي في حال عدم معرفتهم بتاريخ الكفاح الوطني للحيوانات السودانية كان يمكنهم اختيار (سيم) ولو من بيئة الخرطوم العاصمة اقله (ود ابرق) !.
محمد حامد جمعة
لأنهم أستاذ جمعة بدري عليهم وعندهم باقي جهل عاوزين أكملوا لعبتهم. .باندا ود ابرق سمبيرية كلو عندهم واحد ..دا زمن الحنكشة المقيتة