ياسر عرمان: ما بنرجع حتى الجنوب يرجع شعار خاطئ
قضايا الثورة والثورة المضادة
§ قوى الحرية والتغيير بلا قيادة تكون أو لا تكون
§ ما بنرجع حتى الجنوب يرجع شعار خاطئ
§ ثورة عميقة ودولة عميقة أي نوع من الحكومات نريد
§ المواطنة بلا تمييز الفريضة الغائبة
§ لا ترضوا بنصف انتصار اكملوا ثورتكم
§ نحتاج جيشاً واحداً مهنياً يعكس التنوع لا خمسة جيوش
§ قوى الحرية والتغيير بلا قيادة تكون أو لا تكون
غاب التوقيع عن أجندتنا بعد ان تم التوقيع على الوثيقة ثم جاءت مهام بناء النظام الجديد واستكمال مهام الثورة واتضح ان قوي الحرية والتغيير بلا قيادة قادرة على اتخاذ القرارات وتنفيذها او وقادرة على بناء جبهة وطنية على طوال الفترة الانتقالية حتى تتمكن من تنظيم الجماهير وحشدها وقيادتها ووضع البرنامج الذى يحقق أهداف الثورة وتعيين أجهزة الحكم ودعمها ومحاسبتها.
من الواضح أن قوى الحرية والتغيير تعاني نقصاً مريعا في كل ذلك، والسؤال المهم إن الوثيقة الدستورية تنص على تولى قوى الحرية والتغيير مهمة تعيين ما يليها من أجهزة الحكم الانتقالي، واذا تقسمت قوى الحرية والتغيير وتمزق صفها لا قدر الله بفعل فاعل أو بخلل رسم أولوياتها فكيف سيتم تنفيذ الوثيقة الدستورية؟ إن وحدة قوى الحرية والتغيير قضية استراتيجية وتمزقها سيكون ضربة موجعة وسيطرح قضية دستورية لاسيما الآن بداء يتضح للكثيرين إن في الأمر محاصصة كبيرة وان الحديث المفخم ضد المحاصصة بملء الحناجر كان في حد ذاته يخفي محاصصة كبيرة في داخله.
ان قوى الحرية والتغيير وهي تواجه سؤال أن تكون او لا تكون عليها أن تكون وفاء لدماء الشهداء والجرحى والأرامل والثكلى والأيتام والمفقودين، النازحين واللاجئين، وإلا فإن الثورة المضادة ستأخذ مقعد الثورة.
§ ما بنرجع حتى الجنوب يرجع شعار خاطئ
ندرك العواطف النبيلة والجياشة التي يكنها شعبيّ السودان شمالا وجنوبا لبعضهم البعض، كما ندرك الطريق الشاق وجراحات الماضي بينهما وبين أنظمة الحكم التي حكمت السودان وقد كان التوقيع مناسبة لإظهار المشاعر الإنسانية الرفيعة من الطرفين ولكن الشعار الذي يقول (ما بنرجع إلا الجنوب يرجع) شعار خاطئ ومؤذي للعلاقة بين الجنوب والشمال ويؤدي الى عكس هدفه المنشود وهو يؤلم قطاعات واسعة في الجنوب ولا يرضي بعضنا في الشمال !
انفصال الجنوب واقع سياسي وقانوني وحقيقة لا تقبل المغالطة والجدل، والرغبة في علاقات استراتيجية بين دولتي السودان مطلب مشروع يسنده التاريخ والدماء والسياسة والجغرافيا والمصالح الفعلية ولذا علينا أن نعمل لعلاقة إستراتيجية بين البلدين، بل أن نعمل (لاتحاد سوداني) بين دولتين مستقلتين لكل منهما علمها ورئيسها وأجهزة حكمها مثل (الإتحاد الأوروبي) الذى هو بين بلدان مستقلة، يجب أن نسعي لـ (اتحاد سوداني) بل اتحاد يضم كافة دول الجوار لاحقاً.
يمكننا أن نبدأ بالحريات الأربعة ورفع كافة القيود التجارية وإعادة بناء النقل النهري والسكة حديد كأهم وسائل ربط بين البلدين رخيصة الأسعار، أما الحديث عن الرجوع ورفع قضايا في المحاكم فأمر لا جدوى منه. اننا أمام قضية طلاق وقعت بالفعل ولكن الأسرة تحتاج لمواصلة حياتها في انسجام.
اننا نحب الجنوب مثل ما نحب الشمال وللوحدة اشكال عديدة علينا ان لا نركز على شكل واحد من أنواع الوحدة. ان الشمال والجنوب اخذا في نفسي وفى قلبي وعقلي نفس الموقع رغم انني قد ولدت في الشمال ولا يمكنني إلا ان أقول لأهل الجنوب فالتكن دولتكم مباركة ولتكن دولتنا مباركة أيضا وليبارك الرب والشعب اتحاداً سودانياً بين دولتين كاملتي الاستقلال يواجهان معاً مصاعب التهميش العالمي الذى يضرب بلدان الجنوب والعالم الثالث فكلانا في الهم والتهميش جنوب.
§ ثورة عميقة ودولة عميقة أي نوع من الحكومات نريد
في السودان اليوم قوتين وجهاً لوجه في صراع لا يقبل إلا ان تخرج احداهما منتصرة، الدولة العميقة والثورة العميقة، وليكن النصر حليف الثورة العميقة. الحكومة القادمة وأجهزة الحكم ستواجهان الدولة العميقة والثورة المضادة والتناقضات بين قوي الثورة وبينها والمجلس العسكري والمصالح الإقليمية والدولية، واذا اردنا الانتصار علينا الاستناد على قوي الثورة العميقة ولذا يجب السعي لفتح أبواب العمل المشترك بين قوي الهامش وكافة قوي الكفاح المسلح وبين قوي الحرية والتغيير وإلا ستكون هنالك حكومة هشة فبدون حل قضايا الحرب كجزء من مهام الثورة والانتقال سيكون الانتقال هشاً ومن هنا تنبع أهمية السلام كحزمة واحدة من حزم الانتقال كما ان اقتصاد الحرب لا يجلب الطعام والحليب للأطفال والنساء والشيوخ. ان البلاد التي يضربها النزوح واللجوء والهجرة ويحرمها من قواها البشرية ومن عقولها المدربة لا مستقبل لها الا بحل هذه القضايا.
§ المواطنة بلا تمييز الفريضة الغائبة
قضية المواطنة بلا تمييز هي أم القضايا والفريضة الغائبة التي واجهت بلادنا منذ الاستقلال وفشلت كل فترات الانتقال لأنظمة جديدة في حلها وهي اهم قضايا البناء الوطني ودون حلها لن يستقر السودان ويصبح ديمقراطيا وينمو ويتطور، إننا نحتاج للمواطنة المتساوية وهي فريضة وطنية بدونها تتعقد كثير من قضايا اليوم والاختلاف حولها ذو صلة بكثير من اختلافاتنا اليوم.
ان طرح قضية الحكم المدني دون طرح قضية المواطنة خلل لا تخطئه العين المشرئبة للعدالة، فقضية المواطنة هي أم قضايا الدولة المدنية هكذا تعلمنا من تجارب بلادنا الشائكة ومن الثورة الفرنسية وتجارب الشعوب الأخرى أيضا.
§ لا ترضوا بنصف انتصار، اكملوا ثورتكم
حققت ثورة أكتوبر 1964 نصف انتصار وبعض هزيمة بإزالة الدكتاتورية وتركت النظام القديم في ثياب جديدة كذلك فعلت ثورة ابريل 1985 ولكنهما لم يبنيا مجتمعاً جديدا و(لم نر راية تخرج من وسط اللهب او تمثال اتنصب) كما عبر الخال عبد الرحمن الأبنودي، فلم نبني مجتمعاً جديداً، ولم ننتج مشروعاً جديداً وشبح أكتوبر وابريل يحوم الآن فوق ثورة ديسمبر فهل نرضى هذه المرة ايضاً بنصف انتصار وبعض هزيمة ام نكمل مهام الثورة ونصفها الآخر حتى نحقق انتصاراً كاملاً! هذه هي القضية التي تواجهنا. نحتاج لحرية ولديمقراطية ولسلام، هكذا عبرت الثورة بلسان فصيح. الثورة يجب أن تنتصر للفقراء والجوعى والمحرومين وتوجيه الموارد وتوفير الطعام والصحة والتعليم والخدمات لشعبنا لا ان نوجهها للحروب او الفساد ونحتاج ان نضع نهاية للتهميش الثقافي وتهميش النساء وتهميش المنتجين والشباب ونحتاج لإعادة هيكلة الدولة وفق مطالب الثورة حتى تكون دولة للجميع. علينا استكمال مهام الثورة بدءً بتحقيق السلام.
§ نحتاج جيشاً واحداً مهنياً يعكس التنوع لا خمسة جيوش
الآن لدينا في السودان خمسة جيوش كتبنا عنها من قبل لكي نبني ديمقراطية وتنمية وسلام ولكي تزدهر بلادنا وتصبح اجمل حديقة نحتاج لبناء جيشاً واحداً مهني يعكس التنوع وتركيبة ومصالح المجتمع السوداني ويدافع عن مصالح البلاد ولا يقتل العباد ولا يخوض حروباً داخلية ولا يوجه بندقيته لصدور الشعب فالشعب هو الذى دفع ثمن هذه البندقية.
ان الدولة السودانية تحتاج الى إعادة هيكلة وبناء لمصلحة إزدهارها وتقدمها.
ياسر عرمان
19 أغسطس 2019
اكبر انجاز للبشير هو فصل جنوب السودان الاماتونج
وعلية يجب أن نغير اسم السودان لا يعقل بلد لها حضارة. اسمها السواد
أؤيد كلامك يا عمر ومفروض أول شيء نبدأ به هو تغيير اسم السودان