هل تفوز مواقع التواصل الاجتماعي بمعركة المحتوى المسيء؟
تخوض شركات التواصل الاجتماعي حملةً ضدّ المحتوى المسيء، لكنّها في كثيرٍ من الأحيان لا تفوز بها. في الأسبوع الأخير، انتشرت انتقادات جديدة تجاه المنصّات الإلكترونيّة. يعرض “بيزنس إنسايدر” أبرز القضايا التي تعترض التحكم في المحتوى المسيء.
أمازون.. 4000 سلعة مخالفة
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تحقيق لها عن وجود ما يزيد على 4000 منتج مخالف للوائح الوكالات الفيدرالية الأميركية، وبعضها محظور بسبب خطورته، وكانت المفاجأة أن بعض هذه المنتجات مخصصة للأطفال وهي تشكل خطراً عليهم وتم عرضها على منصة أمازون وبيعها.
أمازون أصدرت بياناً رداً على تحقيق الصحيفة، وبينت فيه آلية فحصها للمنتجات المعروضة على منصتها من طرف ثالث، ولكن التحدي الذي يواجه أمازون هو حقيقة أن سرّ نجاحها هو في آلية السوق المفتوح وإمكانية العرض على منصتها من قبل مختلف الأشخاص والشركات لعرض منتجاتها، ومع حقيقة أن مئات ملايين المنتجات يتم عرضها على المنصة فأمازون تواجه صعوبة حقيقية في تطبيق قواعدها الخاصة، لأنها عملياً لا تستطيع تخصيص القوة البشرية الكافية للتحقيق في ما يعرض.
يوتيوب.. مليار متابع
في شباط/ فبراير 2018 وقعت حادثة إطلاق نار في مدرسة “مارجوري ستونيمان دوغلاس” بولاية فلوريدا الأميركية، بعد انتشار خبر الهجوم ظهرت مقاطع فيديو على يوتيوب تصف أحد الناجين بأنه ممثل. ويواجه يوتيوب الكثير من المشاكل في عملية تنظيم المحتوى الذي يظهر على موقعه، بسبب رفع ملايين المقاطع يومياً من مختلف أنحاء العالم، ويواجه اتهامات عديدة بسبب مقاطع فيديو تحض على الكراهية والعنصرية نشرها الموقع.
ويحوز موقع يوتيوب أكثر من مليار متابع، وتقول الشركة بأنها قامت بتحديث سياساتها حول “خطاب الكراهية”، وأنها وظفت 10 آلاف مشرف لتنفيذ هذه السياسة وإزالة هذه المقاطع، ولكن تحديثات يوتيوب تواجه الكثير من الانتقادات التي تصفها بالضعف.
فيسبوك ومسلمو ميانمار
موقع فيسبوك أكثر المواقع شعبية في العالم، ولعله من أكثر المواقع التي تعرضت لفضائح في الفترة الأخيرة بتهم انتهاك خصوصية المستخدمين، ولكن بالإضافة لهذه التهم التي استفاضت وسائل الإعلام بالحديث عنها، هناك انتقادات أخرى خطيرة لهذا الموقع.
تحدث تحقيق لـ”رويترز” آب/ أغسطس 2018، عن أداء الموقع إزاء ما يحدث في ميانمار من انتهاك لمسلمي الروهينغا، أن فيسبوك لم يقم بتخفيف خطاب الكراهية الذي يدعو للإبادة الجماعية لأقلية الروهينغا المسلمة.
وبرغم دفاع فيسبوك عن سياسته الرقابية على المحتوى، وصفت صحيفة ProPublica المستقلة، تطبيق قواعد خطاب الكراهية في فيسبوك بأنه “غير متساو”، إذ إن مراجعي المحتوى “لا يلتزمون دائماً بالإرشادات المعقدة للشركة”، ومما زاد من مشاكل فيسبوك قضية أحد موظفيه في قسم الإشراف على المحتوى “كيث أوتلي”، الذي توفي إثر نوبة قلبية بسبب ضغوط العمل، وهو ما قال فيسبوك بأنه يقوم بالاهتمام بالصحة النفسية لمشرفي المحتور بسبب المنشورات المزعجة التي يتعاملون معها.
تويتر والتفوق الأبيض
من أكبر المشاكل التي يعاني موقع تويتر منها تحوله إلى المنصة المفضلة لما تعرف بـ”حركة البيض المتفوقين”. وينقل موقع Vice عن أحد موظفي تويتر، أن الموقع “لم يتخذ نفس النهج العدواني تجاه محتوى المتفوقين البيض، لأن بعض الحسابات تخصّ أحياناً سياسيين من الحزب الجمهوري”، وأضافت الصحيفة أن الموظف وضّح أنه على المستوى التقني يمكن إزالة هذه المواد باستخدام الخوارزميات.
ولكن تويتر يقول من جهة أخرى، بأن نظامه الخاص نجح في التخلص من الكثير من الإساءات إذ بدلاً من الاعتماد على مستخدمي الموقع للإبلاغ عن المحتوى المسيء، فإنه يتم تطبيق تقنية تقوم تلقائياً بالإبلاغ عن ذلك. وأضاف الموقع، أنه من خلال استخدام هذه التكنولوجيا تمت مراجعة أكثر من 38% من المحتوى المسيء من قبل المشرفين على المحتوى بدلاً من الاعتماد على تقارير المستخدمين، وبالرغم من ذلك لا يبدو أن تويتر قادر حتى الآن على إيقاف “المتفوقين البيض” من استخدامه لنشر دعايتهم.
(العربي الجديد)