رأي ومقالات

لجنة التعليم .. من اين أتى هؤلاء

في العام ٢٠١٤ كونا لجنة من أبناء منطقة مايرنو لانتشال العملية التعليمية من الانهيار الذي أصابها في المباني و المعاني ، اسميناها لجنة خدمة و تطوير التعليم بمايرنو …
كونا لجنة هندسية لعمل دراسة لتكاليف صيانة المدارس القائمة و انشاء المدارس التي تحتاجها المنطقة حسب التكدس الموجود و الزيادة في عدد السكان .
خلصت اللجنة إلى أن التكلفة تساوي ثمانية مليون و خمسمائة ألف جنيه ، بحساب الدولار وقتها يساوي ٨.٥ جنيه ، فإن التكلفة الكلية تساوي مليون دولار تقريبا …. هذا المبلغ لصيانة السقوفات و عمل سور و ارضيات و بناء مدارس جديدة حسب الحاجة في ذلك الوقت … منذ تلك اللحظة و حتى اليوم تكافح اللجنة للحصول على المساهمات و التبرعات من الأهالي، كل ما تم جمعه و إنفاقه حتى الآن لا يتجاوز ال ٢٠٠ الف دولار ، قد أنجزت اللجنة مدرسة ثانوية للبنات من طابقين ، و ثلاثة مدارس أساس من أربعة فصول و مكتبين تقريبا ، و صيانة بعض الفصول الآيلة للسقوط .
طيلة خمسة سنوات لم يتجاوز الربط المطلوب نسبة ال ٢٠% ولا زالت المجهودات مبذولة للوصول للحد الأدنى من المطلوب ….
ذاك المبلغ الكبير مليون دولار فقط للحصول على مقعد مناسب لكل طفل داخل فصل عادي يقيهم البرد و الشمس و الامطار ….

بالأمس طالعنا بيان لجنة المعلمين الذي يرفض قرار فتح المدارس الذي اعلنه مجلس الوزراء في منتصف شهر سبتمبر تقريبا …
بيان أقل ما يوصف بأنه غير مسئول و فيه استهتار بمستقبل التلاميذ و استهتار بالعملية التعليمية و بمجهودات و تعب الأهالي .
كيف للجنة التعليم أن تربط فتح المدارس بتنفيذ مطلوبات شبه مستحيلة في الوقت الراهن … اذا كان واحدة فقط من مطلوبات اللجنة هو توفير بيئة دراسية للتلاميذ ، و توفير هذه البيئة لادارية واحدة لمحلية مثل سنار تقديراتها مليون دولار ، و المواطن بكل جهوده الشعبية و الرسمية لم يستطيع توفير أكثر من ٢٠% فقط من المطلوب ، و هذه النسبة تم تحقيقها خلال خمسة سنوات تقريبا .
كم تكون تكاليف توفير بيئة تعليمية لكل التلاميذ في كل انحاء السودان و كم سيأخذ من وقت لتوفير هذه البيئة …
بوضعنا الاقتصادي الحالي سنحتاج إلى أكثر من عشرة أعوام على أقل تقدير لتوفير هذه البيئة الدراسية التي تطالب بها لجنة التعليم للموافقة على فتح المدارس .
يقولون كي تطاع فأطلب المستطاع ، و ما تطلبه لجنة التعليم ليس في استطاعة اقتصادنا الهزيل في الوقت الراهن . فهذه المطلوبات تحتاج إلى دراسة و تخطيط و توفير تمويل ضخم ، و هذا مالا تستطيع فعله الحكومة الحالية في الوقت الراهن .
على لجنة التعلم إعادة قراءة الواقع برؤية منطقية بعيدا عن الاستقطاب السياسي ، فالتعليم عملية استراتيجية يجب أن نبعدها من المناكفات السياسية ، فأي دمار آخر يلحق بهذا التعليم الهزيل يعني مزيدا من الدمار للبلاد .

سالم الأمين بشير / كمبالا

‫2 تعليقات

  1. لجنة التعليم .. من اين أتى هؤلاء

    لقذ ذهب هؤلاء

    الآن وجهوا جهودكم الجسدية والنفسية والذهنية إلى ” ماذا سيفعل هؤلاء ” ؟

    ويبقى الوطن برغم جراحه ….وطنيااااووو

  2. هذا ديدن الكيزان وسوف يظلوا هكذا أين كانت هذة اللجنة حينما كان يجلس الطلاب تحت الشجرة للتعلم وأين كان هولاء حينما توفيت معلمة داخل مرحاض سوف يحاولون تعطيل العملية الديمقرطية بوضع العراقيل أمام الحكومة حتي لا تنجز شي ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ولا يحيق المكر السيء ألا بأهلة فياريت يهدوء شوية وينتظروا يجب حل جميع النقابات والجان التي كونها الكيزان تجار الدين وتكوين نقابات حقيقية تشل هم البلد والمواطن