عبد الواحد محمد نور: “حميدتي” يفهم أزمة السودان أفضل من “الصادق المهدي”
النص الكامل لحوار ..رئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور
رئيس حركة تحرير السودان “عبد الواحد محمد نور” :(1-2)
“حميدتي” يفهم أزمة السودان أفضل من “الصادق المهدي”
الدولة لازالت دولة “البشير” إنما غير الوجوه والديكورات
أنا لقبت بـ(مستر نو) لهذه الأسباب
قوى الحرية والتغيير سرقت صوت الشعب وادعت تمثيله
حاورته: رشان أوشي
*رفضت كل دعوات التفاوض .. والتسوية السياسية حتى لقبت بـ(مستر نو)؟
إنه لأمر محزن أن يسقط الناس القضايا على الأشخاص بدلاً من مناقشتنا في مشروعنا ورؤيتنا حول الأزمة الوطنية، سميت بـ(مستر نو) لشخصي، وأنا بدون حركة وجيش تحرير السودان لا أسوى شيئاً.
{ بما تصف هذه المسميات الكثيرة لك ؟
هذه الأوصاف للهروب من مواجهة أزمة السودان التي تتبناها حركة وجيش تحرير السودان،ومشروعها المتعلق بدولة المواطنة المتساوية، والدولة العلمانية الليبرالية الفيدرالية الديمقراطية، المبنية على الفصل الواضح للدين عن الدولة، ودولة سيادة القانون، اختزلوا القضية في شخصي بدلاً من مواجهة الدولة العنصرية العرقية، الأحادية العرق ، والرؤية.
{ لماذا تصف الدولة بالعنصرية؟
هذه الدولة تحكمها صفوة منذ الاستقلال، هم من كانوا دبلوماسيين ، وعلى سدة السلطة إلى أن فصلوا الجنوب، هم ذات المجموعة التي عرفت دولتنا للعالم بهذا الشكل الأحادي ووضعوا الحلول أيضاً، لذلك عندما نقدم للعالم الحلول حسب رؤيتنا نجد نظرتهم لنا مشوهة، لأن هؤلاء الصفوة يتبادلون الأدوار بين الحكومات والمعارضة سواء كانت حكومات ديمقراطية أو ديكتاتورية ، لذلك ينظر العالم لكل من تمرد سواء كان ينتمي لدارفور، الشرق، الشمال الأقصى، أنها قضية إقليمية ، خير مثال لذلك عندما تحدث “د.جون قرنق” عن السودان الجديد، اختزلوا قضيته في جنوب السودان إلى أن فُصل، أنا لقبت بـ(مستر نو) فقط لأننا في الحركة رفضنا هذه الآلية للحلول، ووضعنا حلاً وفقاً لرؤيتنا والتزمنا بهذا الخط.
*البعض يصف “عبد الواحد نور” بالشخصية الخلافية المتسلطة .. ما ردك؟
أنا “عبد الواحد” شخص عادي جداً، وإن لم تكن حركة تحرير السودان ما كان عرفني أحد، جاء صيتي برئاستي للحركة، وحتى هذه اللحظة من يتهمونني بالتسلط لم يأتوا بدليل واحد على ذلك (اتسلطت على منو واختلفت مع منو؟)،اما رؤيتنا التي تجلب لنا مثل هذه الاتهامات تتلخص في أننا حددنا شكل الأزمة ووضعنا لها الحلول وفقاً لما نرى، وناضلنا من أجل ذلك ودفعنا ثمناً باهظاً،بدلاً من مواجهتنا في تحديد الأزمة وحلولها يهربون منها بتلك الاتهامات، لا يمكن أن تكون حركة تحرير السودان ذات القاعدة العريضة في كل أنحاء البلاد، وتمثل أمانيهم ، حركة التحرير التي دفعت حاضنتها الاجتماعية مئات الآلاف من القتلى والجرحى، وملايين من النازحين واللاجئين وفقدان مليارات الدولارات التي تعتبر ممتلكات الناس تم نهبها وسرقتها في إبادة جماعية وتطهير عرقي، كل تلك المشاكل اختزلت في شخصي وتم وصفي بهذه الأوصاف ، من الذي جلس معنا في شراكة وطنية حتى نتسلط عليهم ، نحن نسعى لتأسيس دولة شراكة وطنية، ولكنهم يريدوننا في دولة التعبئة الوطنية القديمة التي حاربناها ولن نقبلها.
*لماذا خرجت من الجبهة الثورية؟
أختي الكريمة، الجبهة الثورية هي مشروع ، نحن من أسسناها في 2011م، وفي 16\4 أعلنا البداية الجديدة لحركة جيش تحرير السودان وقدمنا الدعوة لكل من يؤمن بطرحنا المذكور أنفاً، وفتحنا باب الانضمام والتحالف واسعاً ، وبالفعل توحدت معنا حينها حركات كثيرة بمن فيهم الرفيق “صلاح أبو السرة”، جبهة القوى الثورية، حينها كانت الحركة الشعبية شمال مازالوا في السلطة مع نظام “البشير”، وحركة تحرير السودان بقيادة “مناوي” قد طردوا حديثاً من السلطة ، والبقية يتفاوضون مع النظام، لذا جئنا بمشروع جديد، لو لاحظت مشروع الجبهة الثورية يشبه مشروعنا، بعد ذلك شكلنا حلفاً عريضاً ، واتصلوا بنا حركة تحرير السودان بقيادة “مناوي” المطرود من السلطة حديثاً ، وكذلك الحركة الشعبية ، والعدل والمساواة وأعلنا تحالف الجبهة الثورية .
{ ألم تشمل وثيقة الجبهة الثورية التفاوض ؟
اتفقنا على تغيير النظام بالسلاح والانتفاضة الشعبية، ولم تشمل وثيقة الجبهة الثورية التي وقعنا عليها مبدأ التفاوض، وسيطرنا على مدن (أم روابة، أب كرشولا) وحققنا انتصارات عسكرية هائلة ، بكل أسف تخلى حلفاؤنا عن مشروع الجبهة الثورية واتجهوا إلى مشاريعهم الخاصة ، عبر التفاوض، بعد أن طردتهم الحكومة واستقووا بالجبهة الثورية صاحبة الأنياب التي أخافت النظام وهزت عرشه ، لذلك طرح عليهم خيار التفاوض، بكل أسف كعادة الأزمة السودانية يتخلى الناس عن مشروعهم ويتجهون للصفقات الشخصية، لم نتخل عن الجبهة إنما تخلوا هم عنها .
*الآن .. كل حركات الكفاح المسلح بما فيهم الحركة الشعبية\شمال بقيادة “الحلو” قبلت مبدأ التفاوض للوصول إلى عملية سلام تنهي الحرب .. ما موقفك؟
نحن في حركة تحرير السودان لا نؤمن بالمجلس العسكري ولا حلفاؤه في قوى الحرية والتغيير ، لأنهم أجسام غير شرعية، قوى الحرية والتغيير سرقت صوت الشعب وادعت تمثيله ، بينما أغلبية مكوناتها كانوا يخططون للهبوط الناعم، وساهموا في تثبيت نظام “البشير” لثلاثين عاماً ، وإعطائه شرعية باتفاقيات ، بينما المجلس العسكري كان اللجنة الأمنية لنظام “البشير” الذي مارس الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ، الفساد المالي، الإداري ، أزاحوا “البشير” بعد انتفاضة شرعية، الآن جميعهم غير شرعيين ، حركة تحرير السودان لا يملي عليها أحد مشروعها النضالي، إنما هي من تضعه بنفسها، نقول للحركة الشعبية \شمال بقيادة “الحلو” مبروك قبولهم مبدأ التفاوض، ولكننا نرى أن السلام في السودان لا يأتي بهذا الشكل المكرر، إنما يأتي من خلال حل القضايا الجذرية التي دفعتنا للتمرد ،لكي يكون هناك سلام لابد من وجود حكومة مدنية كاملة الدسم نشكلها نحن السودانيون بالتساوي في دولة المواطنة، ومن ثم نجلس معاً كسودانيين بمختلف طوائفنا الدينية، واختلافاتنا العرقية، المرأة والشباب في مائدة مستديرة نطرح أزمة السودان برؤاها ، بعد التفاكر بيننا ونجد الحل ، نتفق بعدها على تشكيل حكومة من مستقلين وعلى ضوئها نحدد الفترة الانتقالية، مهمتها السلام، الاقتصاد، خدمة توظيف الشباب، شراكة المرأة ، وبقية قضايا السودان ومن ثم إعادة النازحين واللاجئين إلى قراهم الأصلية، ونضع مشروعاً للدولة، وبنهاية الفترة الانتقالية يتم إنجاز تعداد سكاني للانتخابات الحرة والنزيهة، أما ما هو مطروح الآن هو أن البعض اختطف الثورة ، والمشهد السياسي المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، عبر اتفاق ثنائي فاشل كعادتهم عبر التاريخ ، ومن ثم حللوا أزمة السودان بطريقتهم هم، ووضعوا لها الحلول التي يرونها ، وقرروا فترة انتقالية، ويريدون منا اللحاق بذلك، أراهنك على فشل ما أنجزوه الآن في القريب العاجل.
هذه الحركات التي اتفقت اليوم على مبدأ التفاوض ومن ثم توقيع اتفاق سلام ، وقعت من قبل أكثر من (40) اتفاقية سلام مع “البشير”، لماذا لم تحل المشكلة الأساسية؟ هل طموحات أهل النيل الأزرق، دارفور، الشرق، جبال النوبة، تتلخص في نسبة محددة في السلطة ؟أم لهم طموح تجاه دولة الشراكة الوطنية كسودانيين .
{تم إنشاء مفوضية للسلام؟
كيف يتم تحقيق سلام ولسنا شركاء في ذلك، إنما جهة واحدة نصبت نفسها كصاحبة الحق الأصيل ونحن تابعين فقط، إذا كانت هذه الطرائق تجد حلولاً لمشاكل السودان ، “البشير” وقع عشرات الاتفاقيات وما زالت المشاكل كما هي، الآن، الدولة هي نفسها دولة “البشير” إنما تغيرت الوجوه والديكورات ، ولن يتمكنوا من تحقيق إنجاز يذكر، الناس تحلم بأن تجد نفسها في دولة بحجم تضحياتها ، دولة التمثيل الكامل لكل السودانيين.
*ذكرت في تصريحات سابقة أن عضو مجلس السيادة، وقائد قوات الدعم السريع “محمد حمدان دقلو” أفضل وأقرب لكم من الإمام “الصادق المهدي”، ألم تملأوا الدنيا ضجيجاً بانتهاكات تلك القوات في دارفور؟
الدول السودانية الصفوية الخائفة من كشف الحقائق، لأنها تمتلك الآلة الإعلامية التقليدية القديمة، بينما العالم أصبح مجرد هاتف في يدك يستطيعون تزوير الحقائق، أنا قلت بأن “حميدتي” يفهم أزمة السودان أفضل من “الصادق المهدي”، وهنا لا أتحدث عن “حميدتي” قائد الدعم السريع، إنما المواطن السوداني البسيط الذي تطارده الدولة بالضرائب والجبايات ولا تقدم له حقوقه الأساسية من صحة وتعليم .. الخ ، هذا الشخص يعرف أزمة المواطن السوداني البسيط، مقارنة “بالصادق المهدي” المقيم في الخرطوم ، الذي لا يتواصل مع المواطن إلا في فترة الانتخابات ليحصل على أصواته، هذا ما قصدته بحديثي عن “حميدتي”، فيما يختص ضحايا انتهاكات قواته في دارفور ، لا يتحملها “حميدتي” ، الأزمة هم من صنعوه، ونحن عندما تمردنا أيضاً لأجل “حميدتي ” المواطن السوداني البسيط الذي قدمت لك شرحاً وافياً لوضعه ، إنما هزمنا دولة “البشير” عسكرياً ، مضت بدون أخلاق إلى النسيج الاجتماعي في دارفور ، وحرضت العرب على الزرقة ، وتمت تعبئتهم استغلال قلة التعليم، هذه القبائل العربية أجدادهم يعيشون مع القبائل الأفريقية مئات السنين، تصاهروا ، درسوا في بيوت المزارعين المستقرين، الدولة بلا أخلاق ضربت النسيج الاجتماعي لأجل الحفاظ على السلطة ، وقامت بتسليح القبائل على أساس العرق وضحت بالمجتمع، تم تشريد مئات الآلاف من البشر وانتهكت حقوقهم الإنسانية، تخيلي كمية الألم والكراهية المزروعة داخل الناس، وخلقوا قطيعة مجتمعية.
{ تقصد أن “حميدتي” كان ضحية ؟
الطرفان هما من ضحايا نظام “البشير”، حتى هذه اللحظة لم تهاجم حركة تحرير السودان قرية على أساس عرقي، حكومة الصفوة هي من أنتجت “حميدتي”، إذاً المجرم هو نظام “البشير” ، أنا أخاطب مكونات دارفور عرب وزرقة وأقول لهم 🙁 أنتم لستم أعداء، إنما عدوكم السلطة المركزية )، البعض يعتقد أنني أغازل “حميدتي”، ماذا يملك ليقدمه لي؟، إذا كانت السلطة أنا رفضتها من “البشير” نفسه.
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
رئيس حركة تحرير السودان “عبد الواحد محمد نور” (2-2)
حاورته : رشان أوشي
خطوط:
**لا أؤمن بنظرية الهامش والمركز..
**أزمة السودان سياسية ولذلك تحتاج سياسيين وليس تكنوقراط..
**”حمدوك” أفضل شخص في السودان حالياً وأكن له الاحترام ..
**لن نكون تبعاً للحُرية والتغيير والأحزاب الصفوية الانتهازية..
*ألم تملأوا الدنيا ضجيجاً بانتهاكات تلك القوات في دارفور؟
نعم.. ومازلنا نطالب بنزع سلاح المليشيات بما فيهم الدعم السريع، لم يتغير شيء، لا جديد يذكر، وأكرر صراعنا ليس مع الدعم السريع وإنما مع الذي يصنعهم، هؤلاء هم إخواننا وجزء من مجتمعنا، نضالنا من أجلهم، ليسوا أعداءنا.
*هل هناك اتجاه لتحالف بين مكونات دارفور المسلحة بمن فيهم الدعم السريع؟
نحن حركة جيش تحرير السودان، الدولة الصفوية صدرت للناس أننا نمثل دارفور، وإننا عبارة عن جيوش قبائل دارفورية، نحن نتحدث عن أزمة السودان جميعه، وسنتوحد مع أي مجموعة أو شخص تسعى للتغيير وإسقاط الدولة الصفوية واستبدالها بدولة المواطنة، ومحاسبة مرتكبي الجرائم في محكمة الجنايات الدولية، وما زال النظام الصفوي يحكم، والحكومة الحالية هي امتداد لحكومة “البشير” مشرعنة باختطاف الثورة، وتضحيات الناس.
*ما رأيك في استمرار اعتقال الزعيم القبلي “موسى هلال”؟
أزمة الصفوة مع عامة الشعب، “موسى هلال” كان قائد الجنجويد الذي غرر به بخطاب الزرقة والعرب، رغم أنه أمضى حياته وسط الزرقة وزاملهم في الدراسة، بل وتزاوجوا معهم، حكومة “البشير” أقنعته بالخطاب العنصري، وصنعوا له غبناً كاذباً، “موسى هلال” ارتكب كل الجرائم المعروفة لديكم، وكنا نتواصل معه ودارت نقاشات سراً وعلانية عندما رفض قتل الناس، صنعوا قوات موازية عبر ابن عمه “حميدتي”، بمعنى :”يا عبد أنت ما داير تشتغل معانا نحن حنخلق عبد تاني بديل لك”، و”نحن من صنعناك”، كمية مرارات، ثم خلقوا فتنة بين أبناء العمومة، تخيلي كمية الموت في مستريحة، وحجم اللم والمراراتن نحن في حركة تحرير السودان من أهم نضالات نسعى إلى توحيد المجتمع السوداني ونحدد المجرمين وبالطبع من هم في السُلطة، ومن ثم أدواتهم التي نفذت هذه الجرائم بعد رد المظالم ومحاكمة المجرمين، وتعويض الضحايا فردياً وجماعياً، بعد سنتجه لتوحيد المجتمعات المستغلة، هذا هو موقفنا.
“موسى هلال” الآن في السجن خوفاً من الحرب بين المحاميد والماهرية، وهذا الخط يدعمه النظام المركزي حتى نكون ضعفاء، نحن نخوض معركة كبيرة، وظللت أخاطب عامة الشعب بضرورة الخروج من الصندوق، حتى نتحرر، وعلينا العمل على إخراج “شيخ موسى” من السجن ومحاسبة المجرمين، وعقد تصالحات اجتماعية بين المكونات القبلية، حتى تصفو الأجواء ونعيش مع بعضنا البعض.
*تغيرت الخارطة الديمغرافية في دارفور .. وتحدثتم كثيراً عن المستوطنين الجُدد، ماهي سبل حل هذه الإشكالات حال تم التوصل لاتفاق سلام وبدأت العودة الطوعية؟
حتى يكون هناك سلام لابد أن تعود الأوضاع إلى سابق عهدها قبل الحرب، عندما تمردنا لم يكن هناك نازحون ولاجئون، لابد أن يعودوا إلى قراهم الأصلية، أي وضع خلق أثناء الحرب هو باطل، كل من استولى على أرض المواطنين الأصليين هو غير شرعي، بعد إنجاز السلام هذه الأرض ملك لكل السودانيين.
*قبل عامين، نشرت مقاطع فيديو تتحدث فيها أنت وتطالب مواطني المعسكرات بدفع أموال لدعم الحركة قسراً؟
مواطنو المعسكرات ضحايا، أنا أحارب من أجل حقوقهم، ومن ثم عودتهم إلى قراهم الأصلية، وإعطائهم تعويضات فردية وجماعية حتى سميت بـ(عبد الواحد حواكير)، هؤلاء الناس أغنياء يمتلكون الأراضي الخصبة وأجدادهم حكموا السودان لآلاف السنين، الدولة لم تقدم لهم شيئاً منذ الاستقلال وحتى اليوم، بل العكس تجبرهم على سداد الضرائب والجبايات، هؤلاء الناس أقوياء، ليسوا بالضعف الذي تعتقدينه، إذا لم تسخر الدولة كل إمكانياتها لقتلهم وتهجيرهم لما بارحوا أرضهم، هؤلاء الناس الآن يقيمون في معسكرات النزوح واللجوء وممنوع عنهم الأكل والشرب، من الأخلاق كان فتح الإغاثة الإنسانية حتى يصلهم الدواء، الكساء، التعليم لأبنائهم إلى حين الوصول إلى اتفاق سلام، نحن لم نفرض على أحد جباية، مجرد دبلجة وتغبيش للوعي.
*بعد معركة “سرونق” اعتبر البعض أن حركة تحرير السودان ضعفت؟
من المؤسف جداً، أن من يتحدثون بهذه الأمور لا يعلمون الحقائق، نحن طرحنا مشروع دولة المواطنة المتساوية العلمانية، الليبرالية، الفدرالية، الديمقراطية، لن يستطيع أحد هزيمتنا في طرحنا، ولدينا كثير من الأجسام السياسية ومئات الآلاف من الكوادر الخريجين من الجامعات السودانية والأجنبية، وعشرات الآلاف من منسوبي قواتنا المسلحة، جيشنا المنتشر في كل بقاع دارفور، وأعضاء الحركة المنتشرين في كل أنحاء السودان استطاعوا نشر وعي هائل بواسطة أجسامنا الطلابية (upf)، ومكاتب الحركة الداخلية والخارجية، اضطرت الدولة في الخرطوم لخلق إعلام زائف وكأن حركتنا فقط في سرونق، نحن نملك ألف سرونق، نحن أقوياء، بجنودنا المؤمنين بالمشروع، ولم يستطع النظام اختراقنا لأننا خرقنا القفص المعرفي والمفاهيمي، نحن قادرون على تغيير الدولة السودانية بشكلها المشوه حالياً إلى دولة المواطنة، وسيدعمنا في ذلك الجيل الجديد “الراكب راس”، وهم “مستر نو بالملايين”.
*لماذا تشظت الحركات المسلحة في دارفور ؟
لماذا تشظى مؤتمر الخريجين في الخمسينيات؟، أصبح صوتين، أحدهم ينادي باستقلال السودان، والآخر بوحدة السودان مع مصر، لماذا تحول حزب الأمة إلى عُدة أحزاب، لماذا تشظى الاتحادي الديمقراطي إلى عُدة أحزاب، وكذلك الشيوعيون والإسلاميون، هذه أزمة السودان، السياسيون ينظرون للتنظيم كوسيلة للوصول إلى السُلطة أو التكسب السريع، لذلك السودان دولة فاشلة، نحن نختلف بطرحنا ورغبتنا في خدمة المواطن السوداني وفق طرحنا، ولم نتراجع عن ذلك، من تراجعوا عن المشروع هم من ذهبوا وانشقوا.
*الحكومة الحالية.. تشكلت بعد ثورة شعبية أسقطت نظام “البشير” الذي حملتم السلاح ضدهم ألا تعتقد أنه سبب كافٍ لوضع السلاح والانخراط في العمل المدني؟
الحكومة الحالية امتداد لحكومة “البشير” مع وضع بعض المحسنات، السلاح أحد وسائلنا في إنجاز الثورة، الشعب السوداني انتفض، ولكنا انتفضنا قبل (18) سنة وقدمنا مئات الآلاف من الضحايا، وملايين النازحين واللاجئين، وحتى الآن لدينا المئات في السجون، نحن سبب رئيسي في إضعاف النظام سياسياً واقتصادياً، ولكن النظام لم يسقط حتى الآن، بدليل وجود لجنته الأمنية مع أصحاب الهبوط الناعم ممن كانوا يسيئون للثورة نفسها، لأنهم يخشون التغيير الذي سيحاسبهم على إخفاقهم والدليل على ذلك لفظ الشارع لهم، رغم ذلك شاركنا في الثورة السلمية في الخرطوم وكل مدن السودان عبر أجسامنا الطلابية ومكاتب الحركة بالداخل، مستمرين في الانتفاضة السلمية حتى نسقط الحكومة التي اختطفت الثورة، ومن ثم حتى يكون هناك عمل مدني لننخرط فيه، لابد من أن تتوفر حكومة مدنية (100%)، وتتوقف الحرب، والشعب السوداني جميعه يتفق على شكل أزمة السودان، ونضع حلولاً مشتركة، ويحكمنا مشروع المواطنة، هذا هو فضاء العمل المدني الذي سنضع من أجله السلاح، نحن كحركة استثمرنا في المواطن السوداني عبر طرحنا دون التنظيمات السياسية، الثورة ساعدتنا بالانتشار من لم يسمع بنا سمع.
*لماذا لم توقع على ميثاق الحرية والتغيير؟
الإجابة على هذا السؤال ستشبه سؤال سابق “لماذا لم توقع على اتفاقية أبوجا؟”، وغيرها من الاتفاقيات، لأن هناك من ينصب نفسه أصيلاً كما كان يفعل “البشير”، أنهم المركز والبقية أتباع، نحن نناضل كحركة (18) سنة، ركعنا النظام وأضعفناه، وحتى عندما خرج الناس في شوارع الخرطوم وصفوها قادة الحُرية والتغيير بـ(دخان المرقة)، وبعد ذلك وضعوا ميثاق في وريقات، وطلبوا منا التوقيع عليه بدون مناقشة، أنا أحارب لسنوات حتى انتزع حقوقي، وأبلغك بأنك لست وصياً علينا، نحن مواطنون سودانيون، لابد أن نشارك في وضع المواثيق وننتجه مع بعضنا البعض، لكن ميثاق الانتهازيين المعروفين بالحرية والتغيير لا يمثلنا، نحن إذا كانت رؤيتنا بتلك الشاكلة التي فرضتها الحرية والتغيير لماذا تمردنا، إذاً لم ولن نوقع على ميثاقهم ولن نتحالف معهم لأنهم لا يمثلون قضية الشعب السوداني.
*مارأيك في رئيس الوزراء “عبدالله حمدوك”؟
أنا لا أعرف د.”عبدالله حمدوك” عن قرب، ولكن أكن له كل الاحترام والتقدير، عرفني به بعض الأصدقاء، من عاشروه في أديس أبابا، رأيي فيه إيجابي، ولكن على الصعيد السياسي لا يستطيع “حمدوك” حل أزمة السودان، لأنها أزمة سياسية أولاً وليست اقتصادية فقط، وعلينا أن نجيب على أسئلة مهمة، لماذا خرج الناس ثلاث انتفاضات شعبية في السودان، لماذا فصل الجنوب؟، لماذا هناك حرب في دارفور، النيل الأزرق، جبال النوبة، والشرق “ناس زينب كباشي”، أهل كجبار، حتى ضواحي الخرطوم، لماذا نحن أغنى في العالم ولكننا الأفقر، لماذا نمتلك كل هذا الرصيد من الأراضي الزراعية ومصادر المياه ولكننا جوعى؟
الإجابة واحدة ممتدة منذ الاستقلال وحتى اليوم وهي السياسات الخاطئة، أزمة السودان تحتاج لسياسي وليس خبيراً تقنياً، رئيس الوزراء منصب سياسي وليس تقنياً ليست شركة، لن يحل التكنوقراط أزمة السودان، الحلول في وضع سياسات، ما يحدث الآن في الخرطوم “استهبال”، لن تنجح حكومة “حمدوك” ليس لأنه غير مؤهل بل العكس هو أفضل شخص في السودان حالياً، ولكنهم لم يفهموا الأزمة جيداً، أما بالنسبة للحُرية والتغيير وشركائها من اللجنة الأمنية لـ”البشير”، هم الآن في شراكة سياسية ثنائية لا علاقة لها بالثورة، ويريدوننا أن نصبح ملحقين رغم نضالاتنا لسنوات، هذه طريقة فاشلة أدت إلى تقسيم البلاد، حتى النساء الذين تاجروا بمشاركتهم في الثورة لم ينصفوهم، من الذي اختار النسوة في الجهاز التنفيذي، هل اختاروهم الرجال هنا تكمن المعضلة الحقيقية، النساء يختارهن النساء وهن مؤهلات لذلك، ممثلي الأقاليم يختارهم أهلهم هناك وليس القادة في الخرطوم، حتى الشباب استبعدوهم، ومن تم اختيارهم لم يفوضهم الشباب، وأقصوا حتى لجان الأحياء، إنما العقل الفاشل الذي أنتج دولة “البشير” بواجهة مدنية.
*تشكيلة حكومة الثورة شملت كفاءات من دارفور .. ألا تعتقد أنها تفند نظرية المركز والهامش؟
نحن في حركة تحرير السودان لا نؤمن بالمركز والهامش، إنما بعامة الشعب السوداني حتى في الخرطوم، بينما هناك صفوة مسيطرين على الحكم منذ الاستقلال، وهذه الصفوة ليست بالضرورة قبيلة أو جهة، “البشير” عندما وصل السلطة كان من “الغبش” أي أبناء الهامش وعامة الشعب، ولكنه نكل بـ(الغبش)، الخرطوم أيضاً بها هامش، كثير من الأحياء لا يوجد بها خدمات أساسية، وتجدين أيضاً هناك من يملكون المال في الخرطوم ولكن لأنهم ليسوا أصحاب ولاء سياسي لنظام “البشير” حرموا من المساهمة في الاقتصاد الوطني، أنا ضد المحاصصة المناطقية كونهم عينوا وزراء من دارفور لا يهمني في شيء.
*ما رأيك في موقف الحزب الشيوعي الرافض للاتفاق بين قوى الحرية والتغيير والعسكر؟
اهنئ الحزب الشيوعي على موقفه الشريف الوطني، ولكننا أول من رفض الوضع الحالي المتمثل في قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، ولكن مواقف الشيوعيين تشبه مواقفنا ودعيناهم لأكثر من مرة لتكوين تحالف ومازلنا نكرر دعوتنا لهم وبقية الشباب السوداني الثائر لإنتاج دولة المواطنة المتساوية والمدنية كاملة الدسم.
حاورته : رشان أوشي
المجهر
يا رشا هل مبسوطة للمقابلة وأهلنا في دارفور شبعوا موت كان مرض كان حروب كان فقر بسبب أمثال هذا العميل أين جالس الآن أين أبناؤه من يدفع فاتورته ومقابل أي أجندة خارجية أستحي و أعتذرى وهو كمان لن تقبله دارفور لأنه ابن عاق اللهم عليك با الفاسدين حرك ماسكن منهم وسكن ما تحرك منهم ومن جعل لهم قيمة من مسؤولين وصحفيين وكل من سوقهم لشيء في نفس يعقوب .
أين تعليقي ؟
انت انسان عندك الشعور بالدونية والنقص فقط واقسم بالله مافي زول عنصري صفوي في الدنيا غيرك ومصيرك سوف يكون مصير كل اعداء الانسانية مزبلة التاريخ والموت بالحسرة والندم .انت انسان فاشل فاشل قوم لف
يا اخ عبد الواحد نعلم كم الجراح التي سببها نظام الانقاذ الاسلاموي البائد ولكن حكومة دكتور حمدوك تختلف اختلاف جذري ولديها مشروع سينهض بالامة السودانيه ان شاء الله … يجب وضع السلاح والانضمام لركب التعمير والبناء والا سيعتبر من يرفع السلاح في وجه حكومة دكتور حمدوك خائن بامتياز والسلام ختام
يؤسفني ان اورد هذا المثل
لكني لا اجد كلاما ينطبق تماما على حالة الشخص الذي امامنا الا ذا المثل
الكلاب تنبح والقافلة تسير
وبالسوداني (الكلب انبح والجمل ماشي)
ي عبدالواحد والله أصبحت كما يقال أن أهلنا فى اعالى جبل مرة يعتقدون أن السلطان على دينار لا زال حيا يرزق تحت الجبل وانت كذلك مازلت تفتكر أن البشير المخلوع مازال حاكما السودان ولكن أؤكد لك ان حكم الإنقاذ والبشير قد انتهى وولى عهده وعليك بالحضور والجلوس مع الناس لتفاوض حول رؤياك وافكارك حول حكم السودان حتى تعطى الناس الفرصة ليتعرفوا عليك وتتعرف عليهم والمفاوضات أخذ وعطاء حتى تصلوا إلى ما تتراضوا عليه سويا والا فإن الناس لن يذهبوا إليك فى إسرائيل وينصبوك رئيسا للسودان ومن ثم تقوم بتطبيق أفكارك هذه
عبدالواحد قال بصريح العبارة مشكلة السودان هو الشخص الوحيد القادر علي حلها
معقولة بس مستر نو ان شاء الله تنجح الحكومة ونخرج من الازمة الاقتصادية
ونحل كل مشاكلنا ويعم السلام السودان ونصبح دولة ديمقراطية ودولة قانون
ويصبح انت من الماضى تبكى بس وتنبح وتنبح
لو سلم عبد الواحد بحلول الديمقراطية والسلام لن يجد حربا ليعيش عليها ويتنعم مجموعته بالمنح والإعانات والصدقات وقصص اللجوء.. لذلك فهو وكل من على شاكلته سيعارضون كل شيء إيجابي وسيحاولون إجبارنا على العيش في الماضي الأليم..
الفور لم يتمردوا من أجل العلماتية ولا السودانيين ثاروا لجلب العلمانية ولا لهذه المصطلحات الفارغة بل من أجل حياة كريمة وحرية ووطن مستقر ليس فيه مكان للظلم والإقصاء.